التشبیه والاستعارة في روایة “على مائدة داعش” لزھراء عبدلله : د. فاتن المر
Share
تلجأ الكاتبة في روایتھا إلى استعمال مكثف لھاتین الصورتین المجازیتین، فتكاد لا تخلو صفحة من واحدة منھما أو حتى من كلیھما. وقد یكون التفسیر المحتمل لھذا التركیز ھو أنھما تساعدانھا على تخطي صعوبة نقل صورة عالم مرجعي أصیب بضرب من الجنون فانقلبت معالمھ رأساً على عقب، وابتعد عن الواقعیة حتى تكاد تخالھا ولید خیال مریض لا یمت إلى الحقیقة بصلة. عالم “داعش” متفلت من كل مرتكزات المنطق جحیم یطلق فیھ العنان لكل الغرائز الھمجیة التي یراد لھا أن تعود بمجتمعاتنا إلى العصور الغابرة، كأنھا لم تمر بمراحل التطور الحضاري لتصل بالإنسان إلى حیاة أسمى. واقع الزمن الداعشي سمتھ المغالاة التي تتخطى حدود الخیال، لھذا كان التشبیھ والاستعارة خیر معبرین عنھ، لأن سر نجاح ھاتین الصورتین یكمن في غرابتھما، كما في ارتباطھما بالمبالغة یمكننا تصنیف استعمال صورتي التشبیه والاستعارة في الروایة في أربعة محاور تشیر إلى الأزمة التي یعیشھا الإنسان والمجتمع في ظل حكم “داعش”: الجنة المفقودة، السجن، الصفات الحیوانیة، والتشیيء