مجلة “الفينيق” : نحو منهج قومي اجتماعي متجدد
تُعنى مجلة “الفينيق” بالفكر القومي الاجتماعي تحديداً، ومن خلاله بالتيارات والنزعات والمعتقدات التي تؤثر في مصير الأمة السورية وعالمها العربي. إن تراجع مفهوم العولمة في السنوات الأخيرة الماضية، وطغيان الأفكار الشعبوية والعنصرية والانعزالية على مستوى العالم، والتفتت الديني والطائفي والعرقي والكياني في الأمة السورية وفي العالم العربي، تعيد تأكيد الحاجة الملحة إلى الفكر القومي الاجتماعي الذي وضع أسسه أنطون سعاده واستشهد في سبيله في النصف الأول من القرن الماضي.
لا شك في أن العالم شهد خلال العقود الماضية تطورات اجتماعية وسياسية واقتصادية وتكنولوجية مذهلة غيّرت وجه العلاقات القومية والعالمية. وهذا بحد ذاته ما يشكل تحدياً أمام المؤمنين بالفكر القومي الاجتماعي لإعادة بلورة المنهج القومي الاجتماعي إنطلاقاً من نظرته إلى الحياة والكون والفن، وصولاً إلى القواعد العملية لتحقيق غايته. وتأتي هذه المجلة لتكون منبراً للكتاب والمفكرين والأدباء الملتزمين بالفكر القومي الاجتماعي، بغض النظر عن الانتماءات التنظيمية المتشعبة.
ويأمل القائمون على المجلة في أن تصبح مدماكاً أساسياً في عمل نهضوى أوسع مجالاً وأعمق تأثيراً. فالمجلة يُراد لها أن تكون جزءاً حيوياً من عملية تغييرية شاملة غايتها بعث نهضة تعيد للأمة السورية حيويتها. وهذا الهدف لن يتحقق إلا عندما يُشمّر حاملو الفكر القومي عن سواعد العمل والجد، ويشحذوا الأفكار والهمم، فيصبح جهد كل واحد منا مدماكاً في البنيان النهضوي لأمة نناضل في سبيل أن تحتل مكانها الحقيقي تحت الشمس.
“الفينيق” هي المنبر المفتوح للفكر القومي الاجتماعي بقدر ما هي التحدي المصيري لحاملي هذا الفكر، في خضم تضارب النزعات وتلاطمها الصاخب. لقد علمنا سعاده أن الحرية هي صراع العقائد، لكنه علمنا أيضاً أن في النفس السورية كل حق وكل خير وكل جمال في العالم، وأن “كل نظام يحتاج إلى الأخلاق، بل إن الأخلاق هي في صميم كل نظام يمكن أن يكتب له أن يبقى”. ولذلك يُقبل القوميون على الصراع دائماً لتحقيق ما هو أجمل وأرقى وأكثر تعبيراً عن القيم التي تحملها نهضتهم… وهذا ما نحن مدعوون إلى المساهمة فيه وتحقيقه.
أسرة التحرير