مسكن الأزمة الحزبية – ماهر يعقوب
يواصل مقال الأمين نزار سلّوم “الإقامة في/ أو تدمير منزل الأزمة؟” تفاعله في أوساط القوميين.
هذا العنوان اللافت بالفعل الذي رغب حضرة الأمين نزار سلوم من خلاله أن يوصّف واقعاً حزبياً نعيشه منذ ما بعد استشهاد سعاده، فبكثير من النجاح في التعبير عن الحالة الحزبية الراهنة الممتدة منذ خمسينات القرن الماضي، وبشكل ترميزي نجح حضرته في ملامسة الوجدان الانتمائي لدى معظم القوميين الاجتماعيين الذين تضيق بهم الحالة الراهنة للحزب السوري القومي الاجتماعي، وقد استُتبع هذا المقال وهذا التعبير (مسكن الأزمة) بمقالين أحدهما للرفيق باسل ناصر وآخر للرفيق قيس جرجس استعارا هذا العنوان في معرض مساهمتهما بتوصيف الواقع وطرح بعض الأفكار.
بداية لا أعتقد أن الأمين نزار الذي أعرفه منذ مدة طويلة قصد بالمنزل المؤسسات الدستورية بعينها التي أنشأها سعاده واعتبرها أهم انجازاته بعد وضعه العقيدة، ولا البنى المؤسساتية التي هي أساس كل تشكيل أو تنظيم يعتبر نفسه دولة أو ما يقاربها، بل القصد بالمنزل هنا والذي رغب الأمين نزاركتعبير مجازي بتدميره هو تصميم هذا المنزل وتنسيق غرفه ومرافقه والعمل على رفع سقفه وتحديث وسائل وأساليب حمايته وتنشيط دارات الإنذار فيه وأجهزة الإطفاء، وصيانته وهدم الحواجز المعيقة والمناطق المظلمة والأدراج المغرية بالصعود التشاوفي وتلك المعطلة… الخ.
بمعنى إعادة تدقيق تصميمه داخلاً وخارجاً بما يتيح لساكنيه، للعائلة التي تشغله، للحزب بكل أعضائه، أن يكون متّسقاً أكثر، رحباً أكثر، محفّزاً على الإبداع وإظهار قدرات العقل القومي بأبهى وأقصى طاقاته، أن ينشأ فيه نظام دقيق يؤمّن هذه المصلحة ويمنع التعارض والتناقض والعرقلة والنزعات المريضة، ويتيح لإدارته (دولته) التكامل في كل شؤون الحياة، نظام تكون فيه الأخلاق القومية الاجتماعية نسغَه الذي يمنع الفساد والمفسدين، وأولئك الذين يحملون نزعات أدنى من القومية اجتماعية، ويعطي أفرعه وملحقاته القدرات التي تمكّنه من النمو في أصعب المراحل، نظام منزل يتيح في مدرسته تخريج أبناء حقيقيين لسعاده، يبرز المبدعين ويؤمّن لهم حقولاً واسعة لإبداعهم، نظام حساس للفوضويين والمخربين يحاسبهم ويقصيهم….
حتماً لم يقصد حضرة الأمين تشليع المنزل أو استبداله بآخر ليس فيه من روحنا، أو مغاير لما صمّمه مؤسسه سعاده سيّما بالخطوط العريضة، أو أن نصبح بلا منزل يأوينا ويوجهنا ويدير طاقاتنا ونخزّن فيه تاريخنا وتراثنا، وتتراكب فيه ابداعاتنا ومنجزاتنا، ولا أراه ينشد التحرّر من المنزل الحزبي (المؤسسات) فنحن حزب دولة ولسنا مجموعة تبشيرية فكرية وحسب، فعدم وجود منزل يعني عدم وجود حزب، لنصبح مدرسة فكرية عقائدية فلسفية أخلاقية تنتظر من يأتي ليبني وفقها حزباً أو حركة، وهذا حتما ليس ما عمله فقط سعاده واستشهد في سبيله وإن كنا بالحقيقة نشكل تلك المدرسة.
مؤكد أن الأمين نزار لا يقصد بما طرح التخلي عن المؤسسات (المنزل) ويتجلى ذلك بالصورة التي افترضَنا نخاطب بها حضرة الزعيم ونبرر له فشلنا، وخصوماتنا، وأزماتنا… بقوله “صعب على مداركنا الإحاطة بالمؤسسات يا معلم. دعكَ منها، واسمح لنا بعملك العظيم الأول: العقيدة وحسب، وحدها تكفينا، ونعدك أن نتعبّد ونحن نكرر فصولها يوميّاً، ولتذهب هذه المؤسسات إلى الجحيم، وأمتنا معها!!”
كلنا يجب أن نعمل لنستعيد ذلك المنزل المنشود الذي يتّسع لجميع من تعاقد مع مؤسسه ومصممه وباني هذا المنزل (سعاده) ليتم في غرفه الرحبة والمفتوحة على بعضها التخطيط والعمل بعقلنا المركب ومصلحتنا الواحدة الكبرى وترتسم فيه وسائل تنفيذ غايتنا، منزل قابل للتطوير الدائم فنشكل فيه غرفاً جديدة للمراقبة والفلترة والصيانة، منزل يكون كل أفراده مدركين وموقنين بدقة تصميمه ومسالكه وطوابقه بأن فيه كل أنظمة الأمان ودرء الأخطار…
وإني أوافقه تماماً بوجوب عدم تقبلنا بعد اليوم ل “التسويات”، لا بل هو عيب علينا أن نقبل بذلك، فنكون كمن يكرّر إطلاق النار على نفسه لمرة جديدة، مخجل بحق هذا المنجَز السوري الاستثنائي – الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي اعتبره سعاده هو الأمة السورية المصغّرة ودولتها القومية بكل ما تعني الكلمة، أن يقبل لعقود اجترار الأزمات والأخطاء ولا يجد حلاً لاستمراره إلا بالتسويات بين تنافراته.
نعم أعتقد أن ما قصده الأمين نزار حين دعا “لانتفاض المارد داخل منزل الأزمة فيدمره ويسير على ركامه،” أن ندمّر فيه ما يعيق تقدمنا وتفرّغنا للعمل لقضيتنا، والتي كما قال أبعدتنا أزماتنا المتعاقبة عن التفرّغ لها عبر تاريخنا الحزبي، كمثل الأفعى حين تكبر ويصبح جلدها معيقاً لنموها فهي تسلخه، تتخلص من اليابس فيه، من المتكلس في خلاياه… تلقيه دون التفاتة وتستمر في سيرها وهي تنظر لهدفها، ليتولد لها جلد (بيئة حياة) أكثر حداثة ولياقة في مواجهة الحياة والتقدم في مناحيها…
ما أعتقده فيما راح اليه الأمين نزار هو رغبته في تدمير عوامل ومفاصل ومواضع تفريخ الأزمات داخل البيت الحزبي، فنحافظ عليه واحتنا الغناء التي بدونها نشعر بالعزلة والضعف مهما كنا أقوياء بذاتنا.
هذا ما فهمت مما رمى اليه حضرته في مقال أقل ما يقال فيه أنه نوعي شفاف لامس عمق الألم الذي يعاني منه الحزب بكل أعضائه، بصيغة أدبية مجازية، وضعت العقل الفردي والمركب في مواجهة واقع حزبي مريض حتى النخاع، بعيد عن المنشود كل البعد، لكن حتماً وإن لم يطرح في هذا المقال الحلول المنشودة، هو حتماً لا يشير إلى القتل الرحيم.
أمّا عمّا ورد في مقالة الرفيق باسل ناصر
فحضرة الرفيق يطرح سؤالاً مشروعاً “إذا هدمنا المنزل إلى أين نذهب؟” ويجيب على تساؤله بأننا سنذهب الى منزل أخر أو منازل أخرى، ويستطرد مستنتجاً بعدم نفع وجود مساكن للايديولوجيات والعقائد الكبيرة “إن المنازل هي أطر محددة لها ضوابط تفيد خلال مدد زمنية محددة لتحقيق أهداف محددة تكتيكياً لكنها على المستوى الاستراتيجي أثبتت فشلها ومنعت التقدم. للمنازل أعمار لا يجب أن تتجاوزها وهي لا تليق بكل الإيديولوجيات والعقائد الكبيرة التي تدعو للحياة ومن ضمنها العقيدة السورية القومية الاجتماعية.” فهنا يذهب حضرة الرفيق مذهباً يرى فيه عدم ضرورة وجود منزل للايديولوجيات الكبيرة لا بل أن وجوده يخنقها ويقزّمها، ويتابع ليقول “أن العقائد الحية … يجب أن يكون مجالها الفضاء / فضاء الحياة” ولتحقيق هذا الفضاء لا بد من تأمين نقطتين كما يقول:
أولاهما “فصل الفكر عن العمل المؤسساتي الحزبي من حيث السيطرة والسلطة” ويقول: “الفكر القومي الاجتماعي يحتاج لمؤسسات فكرية حرة مستقلة تضمن تمويلها بطريقة لا تمس حريتها ولا تنتقصها ولا ترهنها لأية جهة وبالتالي تكون رافداً للأعضاء المثقفين المؤمنين في المؤسسات التنفيذية.” فهنا واضح أن حضرته يمايز بين مؤسسات الحزب أو بالأحرى المؤسسة الحزبية (الدولة السورية القومية الاجتماعية) وبين مصالحها ومنها الثقافية، وهذا شي برأيي غير دقيق وغير صحيح، فيجب ألا نجد في مؤسستنا الحزبية القائمة على صوابية فكرنا وعلمية عقيدتنا وموضوعية غايتنا وشمولية نظرة سعاده القومية تعارضاً بينها وبين الجانب الثقافي أو الفني أو الابداعي، ولا أيضاً بينها وبين باقي الشؤون الاقتصادية أوالعسكرية والسياسية والادارية والاعلامية…. لأنها كلها مصالح للدولة السورية القومية. أقول يجب ألا نجد، ولا أقول أن مؤسستنا (دولتنا) بحالة صحية وسليمة تجاه المصلحة الثقافية أو باقي المصالح، لكن الحل ليس بتباعد المصالح واستقلالها، فلا نعالج ضعف الجسم بتقطيع أوصاله وتباعدها، بل بالعمل على أن يؤدي كل جزء دوره بقيادة العقل المشرف على كل الأعضاء.
نعم على مدى عقودنا الحزبية بعد سعاده تلمسنا ضجر وامتعاض أدبائنا ومفكرينا ومبدعينا من السياسة الحزبية التي عوملوا بها، وأدت بمعظمهم إالى الابتعاد عن العمل المؤسساتي، لكن بالحقيقة المشكلة ليست بالمؤسسة كونها مؤسسة، بل في سلوك وطريقة تعامل مسؤوليها مع أولئك، وبكثير من الأحيان وجدنا قصور من هم على رأس أو في مفاصل المؤسسة عن استيعاب ومعرفة استثمار تقدم أولئك الفكري أو الفلسفي أو الفني… وهذا ناتج عن الضعف العام والخَوار النسبي أو شبه التام في بعض المراحل والذي كان يدفع بالمؤسسة الحزبية للشعور بالراحة في ابتعادهم، لكن هذا شيء وأن نقول أن المؤسسات بالمطلق “على المستوى الاستراتيجي أثبتت فشلها ومنعت التقدم” شيء آخر، فهذا فيه برأيي ابتعاد عن الموضوعية أو عن فهمنا لجوهر وماهية مؤسسة الحزب السوري القومي الاجتماعي بأنه هو بالضبط دولة الأمة السورية كما اعتبره سعاده.
النقطة الثانية التي يرى الرفيق باسل ضرورة وجودها هي “الحرية في العمل المؤسساتي:” مشيراً إلى ضرورة عدم التركيز على وجود مؤسسة حزبية واحدة، مع يقينه بعدم القدرة على تحقيق ذلك، متسائلاً “هل هناك اليوم فعلاً إجماع على شخص مثل أنطون سعاده وثقة بشخص واحد يمكن فعلاً أن يلهم ويقود كل المؤمنين بالعقيدة القومية الاجتماعية؟”
ويشير إلى الدور السلبي للقيادات المتعاقبة على الحزب بقوله “هل استطاعت القيادة الواحدة للعمل الحزبي أن تعبر عن القناعة وتلهم الرفقاء للعمل أم أنها اجتذبت الرفقاء المؤمنين وجمدت فاعليتهم وشتت باقي الأعضاء اليائسين من هذه القيادة وألغت فاعليتهم؟” في محاولة للتأكيد أنه من غير الممكن بعد سعاده أن يكون الحزب السوري القومي الاجتماعي مؤسسة واحدة بسبب غياب شخص قائد يجمع عليه القوميون مثل سعاده، وهذه نقطة لا تستوي مع ما أسّسه سعاده وشرحه وابتغاه، فحين يقول سعاده “هذه هي النظرة الحقيقية لوجود الحزب السوري القومي الاجتماعي ولذلك عبرنا عنه أنه دولة الأمة السورية المستقلة. ونحن لا نعلن هذا اليقين من أجل الافتخار، بل من أجل ما نعنيه فعلاً وهو حقيقة جوهرية أكيدة.” هذا يعني أن للأمة السورية دولة واحدة هي الحزب السوري القومي الاجتماعي، ولا يجوز أن يكون لها أكثر من دولة، إذا واقعنا اليوم وما يشير اليه الرفيق باسل يتعارض تماماً مع ماهية الحزب ومعناه وغرضه.
ويعرج رفيقنا الى موضوع التزام القوميين بتعاقدهم بعد سعاده بقوله “بعد استشهاد سعاده الذي تعاقدنا معه فنحن ملزمون بالعقيدة ولكننا غير ملزمين بالرضوخ لقيادة أشخاص يحتكرون سلطة في الحزب لم تنشأ من مصدر السلطات وهو القوميون الاجتماعيون.” وفي ذلك أيضاً برأيي ابتعاد عمّا شرحه حضرة الزعيم عن صلاحياته وانتقالها للمؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية بعد غيابه، فتعاقدنا مع سعاده (الشارع) ليس بصفته واضع العقيدة، أو المعلم أو كفيلسوف بل كمؤسس وزعيم وهذا واضح في مقدمة الدستور (تأسس الحزب السوري القومي الاجتماعي بموجب تعاقد بين الشارع صاحب الدعوة الى القومية السورية الاجتماعية وبين المقبلين على الدعوة، على أن يكون واضع أسس النهضة السورية القومية الاجتماعية زعيم الحزب مدى حياته، وأن يكون معتنقو دعوته ومبادئه أعضاء في الحزب..)، إذاً أن يقال أننا بعد سعاده أصبحنا ملزمين فقط بعقيدته وغير معنيين “بالرضوخ” لقيادة أشخاص، فيه بعد عن معنى التعاقد، عدا عن أن استخدام كلمة الرضوخ في غير موضعها، وطبعاً أن أتكلم عمّا يجب أن يكون.
ويستأنف حضرته “نحن قوة تغيير عليها مهام كبيرة ويسيّرُ أعضاءها دافعُهم الشخصي وهم بالغالب الأعم إذا لم نقل بالكامل متطوعون لا يتلقون أجراً لعملهم وبالكثير من الأحيان يدفعون من جيوبهم وأحياناً دماءهم نفسها ثمناً لما يقومون به.” ويبرز أهمية الحرية الفكرية الفردية لأولئك المتطوعين في العمل الحزبي بقوله “الحرية هي الأكسجين الذي يتنفسه العمل التطوعي” بمعنى أنه كوننا لا نأخذ أجراً لعملنا داخل الحزب يجب أن نكون مالكي حريتنا الفكرية، وهنا أيضاً خوف مبطن أو صريح على الحرية من الحزب، وكأن الحزب لا يقف عند قيمة الحرية وباقي القيم، وهذا فيه تجنِ على الحزب الذي وضع الحرية أحد رموز زوبعته، وهنا لا مجال للبحث بالمعنى الحقيقي للحرية، لكن حتماً لا نقول بالحرية الفردية المطلقة.
وأراه في مكان آخر متمسكاً بضرورة وجود عدة مؤسسات تتنافس في كسب ثقة القوميين، وبمنح القوميين الثقة لتلك المؤسسات يتجسد أن يكونوا هم مصدر السلطات “كلما كانت الحرية والثقافة عالية عند المؤمنين بالفكر كلما استطاعوا إنشاء مؤسسات تنفيذية تسير باتجاه تحقيق الغاية. وتقوم المؤسسات التنفيذية بتطوير أنظمتها وتحديد غاياتها المرحلية بوضوح وتسعى لاستقطاب القوميين الاجتماعيين بهذا الشكل يكون القوميون الاجتماعيون مصدراً للسلطات من خلال منحهم الثقة للمؤسسات التي تعبر عن قناعاتهم. وكلما استطاعت مؤسسة من المؤسسات العاملة اكتساب ثقة عدد أكبر من القوميين وتفعيل طاقاتهم وبالتالي تحقيق خطوة في سبيل الوصول للغايات العليا للعقيدة القومية الاجتماعية كلما كانت الأكثر تعبيراً عن العقيدة.” وهنا أيضاً أجد طرحاً يبرر وينظّر لوجود عدة أحزاب سورية قومية تتنافس في كسب ثقة القوميين الموزعين عليها، وأن هذا برأييه ما يحيل مبدأ أن يكون القوميون الاجتماعيون مصدراً للسلطات إلى واقع عملي، وفي ذلك مخالفة كما أوردت سابقاً لكون الحزب دولة الأمة السورية ولا يجوز تواجد عدة دويلات تتنافس فيها.
أمّا ما تطرق اليه الرفيق قيس جرجس في مقاله فإني أتفق مع العديد من النقاط التي طرحها فيه، مع بعض التباينات القليلة، لكني أبرز توصيفه بنهاية المقال لواقعنا الحزبي بقوله: ” حين أصبح وجه الحزب لا يشبه وجه الناس حدث الطلاق من نخبته ومن شعبه، وبدأت هجرات النزوح منه. الحزب اليوم خارج منزله الأساسي إنه في العراء الفكري والسياسي والأخلاقي.”
وأعتقد أنه عنى بعبارة “وجه الناس” وجه الحزب الحقيقي وماهيته وغرض وجوده… أي أنه أصبح يدور على محور غير محوره كما يقول حضرة الزعيم في أحد توصيفاته، وبالتالي لم يعد يؤدي الغرض المنشود في تحقيق غاية وجوده. نعم إننا خارج المنزل الحزبي ونحن في العراء حتى لو تلحفنا بيافطاته وشعاراته.
في النهاية أقول جميل أن نشخّص، لا بل أن نعرّي كما ذكر الرفيق قيس، وأن نبرز ألمنا وحتى امتعاضنا، لكن الأجمل أن نطرح علاجاً، ونعمل على تحقيق وعي ومعرفة وقناعة وإرادة، تتشكل عند القوميين أينما كان تموضعهم التنظيمي أو من خارج أي إطار تنظيمي، لنتداعى في حملة عملانية إنقاذية لحزبنا من أزماته، من مشاكل منزله، من مكامن ضعفه وتكلسه، لنعود به إلى المنزل اللائق الوحيد، بعقله المركب الجامع لكل الطاقات، بيافطة واحدة وزوبعة واحدة تعمل داخلاً وخارجاً في سبيل تحقيق غايته.
أتمنى أن ننطلق بطرح الحلول على طاولة حوار جدي ملتزم، مستهدين بقول حضرة الزعيم “كل نظام يحتاج إلى الأخلاق. بل إن الأخلاق هي في صميم كل نظام يمكن أن يكتب له أن يبقى.”