مسبحة الله – عفاف إبراهيم
في اليمن جوع
وفي قلبي طفل يمنيّ مصاب بالبرد
لا يخشى الزكام
يخشى طقطقة مسبحة الله في جيب الكلام
في الشام بكاء
أيّ مساءٍ يحلّ عليّ
أيّ صبح يأتي بلا غفوة
أيّ اعتقادَ لي
أيّ انتماء؟!
وقلبي طفل
يغفو على أيدي العتم
لا بيت له
لا أهل
لا أرصفة
ولا سماء!
أيّ ارتحال يحملني إليه
يحصد روحي
والعمر هجرة تنمو
تأكل الأخضر واليابس
غربان العالم تحصد حقولنا
تدقّ سواد أعيننا
كحلة لعين الليل
تتعشّانا باكراً
وتنام
حبيبي
هَبني امتزاج الماء في عينيك
ارتعاش اللون
لم يعد لي سوى قبضة دفء
أودعها صدرك
صدري حقل فارغ
فزّاعة
رياح تهبّ
جهات
رمال
فصول
يتراكم فيه ثلج العالم
كجبال
يذوّب جبال الحريق في عينيك
رفيف شفيف
قصّ أجنحة ذاته
ورماني
وجهي على وجهك
يتطابق فينا الجوع
والوسع
وينهال علينا من عليائه
الأزرق
والأبيض
والسلام