قيل لي- زينه عازار!
قيل لي إن الحب مارد يسلب نفوسا عند الليل
بعد أن ترصَّد عيوناً فارغة من حياة، موجعة
فاحذري يديه تمتد خلسة فتهيم القلوب مولعة
ثم يسجنها، لا تستطيع حراكا، مثقلة بالويل
قيل لي إنه ماكر يبتسم غرا فيغدق بالحنين
يزكّيه بالشوق يطيِّبه بشذا القرب يزينه بالقبل
ليصيدكِ عند اقترابكِ فرحة وبشفاهِك تغدقين
فتقعين في سراب تائه قابع في مثواه مكبَّل…
وكم قيل لي احذري ألا تمتلئ عيونك بالعذاب!
فتذرف من قطراتها سيولا لن تنضب، جارفة
في سيرها كل لذة كل فخر كل عزة وارفة
فتمحي رغدا كاذبا وسماء باردة دون سحاب…
يا ليتهم ذاقوا طعم حبي لك، لاكتفوا بالسكوت
بل لصلوا لماردك أن يسلب عنهم عميق نفوسهم
ولهرعوا لتذوق الحنين فأغدقوا كل قُبَلِهم
ولانعشوا عيونهم بالدمــوع قبل أن تموت
يا ليتهم استمعوا إلى قلبي لعرفوا أن الأنين
ليس إلا غناء وشوقا، ليس إلا طَمَعا بمزيد
من نبض يفرج عن قلب وهو من دونك سجين
فينعم بلمس اليدين ويرجوها احتراقا أن تزيد
يا ليتهم شاهدوا حلمي لانفضوا من حولي
خجلا، فتركوني أحيا وأغيب معك في ليلي
فما حلمي بك إلا غناء حراً أُسمِعه لمن
اختبأ خلف سور خوف يظن فيه راحة وأمن
يا ليتهم عرفوا أن بريق هذا الحب ينقذ موتي
من حياة هنيئة مسالمة راضية بمصير غائب
رجوت القدر أن يُفرحَ موتي بعد زمن مكتئب
فكنتَ أنتَ القدر وكنت صرخة ظافرة لمنيتي