تلاوة-عفاف ابراهيم
كوجه القمر
أنّى اتجه يُفشي سرّ العتمة
يمشّط أهداب أحلامها بشفتيه
يصقل وجه البحيرات المنسيّة
خلف الغابات البعيدة
حاملاً طريقه قناديلاً كَيَدَيهِ
يجرّ السهَر إلى شرفات المدن
وسطيحات القرى المسكوبة
على التلال المسكونة بغوايات السكون
تاركًا بقعة وضُوءٍ على دِرَفِ النوافذ
النصف المفتوحة العُرى
المتأهّبة لتلاوة الفجر
كوجه القمر
كلّما عبر الأفق
انزاح ضبابُه عن ارتعاش فَراشٍ
يشتهي الانتهاء في حضن
لا يملّ ترداد صدى الرفيف
إلى أبعد مجرّة
كوجه حبيبي
كلّما عبَرَني
أتورَّدُ
كغمرة
يا إله الضوء
لي في قلبك شمعة
وفي بئر العتمة
لي بلاد
تتبرّع بأثدائها
لسدّ استدارة الرغيف
تتعرى أمام يهوذا
وتقاد للحقيقة
كلّ صيحة ديك
يا إله الضوء
أودعك روحي
اغسلها بالنرجس
ودثّرها بعينيك