متفرقات لملامح النظام الأمومي في سوريا القديمة
Share
يتفق الباحثون في التاريخ الإنساني أن ظهور القرية الأولى كان تتويجاً لمسيرة انتصار النظام الأمومي، ويعتقد بعضهم أمثال لويس ممفرد في كتابه تاريخ المدينة أن ظهور نموذج القرية كان انعكاساً على الفئتين الأكثر ضعفاً في الجماعة، وهما الأطفال والشيوخ، حيث أتيح لأطفال الجماعة عناية أفضل وأطول، والاستفادة من خبرات الشيوخ وكبار السن. كانت القرية الأولى تجلياً للعاطفة بمعنى الاحتضان والأمان، لذلك كان احترام الأم أولاً وتقديس رابطة الدم أو صلة الرحم ثانياً، جوهر النظام الأمومي بمعناه الاجتماعي والذي تشكل من خلال الارتباط بالأرض بدلاً من حياة التنقل.
ويتفق الباحثون أيضاً، على اعتبار أنّ تاريخ تطور القرية وصولاً إلى عصر ظهور المدينة الأولى، كان تبلوراً لظهور النظام الأبوي. إن تنوع أنماط إنتاج الجماعة الساكنة في القرية الأولى بين صيد وزراعة وتهجين وصناعات أولى وتبادلات تجارية واتّساعها بشكل مطرد، جعل القرية تتعرض لمخاطر متنوعة اضطرتها إلى الاعتماد على مفهوم القوة، التي يبدو أن كبح جماحها كان سهلاً في البداية، ولكن القوة بدأت تفرض ضرورتها النفسية وجودها الاجتماعي ومعناه الحقوقي. فأصبح للاحتضان ورابطة الدم وصلة القربى في المدينة معانٍ جديدة ارتبطت بصعود شخصية الأب وحقوقه، والذي كانت طاعته واحترام قانونه ومؤسساته جوهر النظام الأبوي.
عرف المجتمع السوري القديم، وكجميع المجتمعات الإنسانية، طور المشاعية الجنسية في التناسل وصولاً إلى ضوابط النظام الأمومي ثم ضوابط النظام الأبوي، التي أدت في الآلاف الأخيرة من السنين إلى نظام الأسرة المفردة. ولم يصلنا مع بداية الكتابة في المشرق القديم إلا بقايا إشارات وتلميحات إلى تلك الأنظمة والأعراف الاجتماعية في التكاثر والتناسل وصولاً إلى العلاقة الفردية في نظام الأسرة الواحدة. فأشكال الزواج التي كانت موجودة في شبه جزيرة العرب قبل الإسلام على سبيل المثال، وقد نهى عنها الإسلام، كانت قد اختفت من قرون قبل بداية الكتابة في سوريا القديمة.
من المشاعية ظهرت الأم الربة:
جمع أكرم الحوراني في كتابه مجاهيل تاريخ الفينيقيين الفقرات التي قام فيها الراهب المسيحي أوزيب البامفيلي (233-304م) باستعراض أفكار الوثنيين في كتابه “الاستعداد للحياة المسيحية” وتناولها باختصار شديد معتمداً على كتابات المؤرخ السوري فيلون الجبيلي (64-141م) الذي ادعى أنه ينقل من كتاب لشخصية فينيقية تدعى سانخونياتن. ينقل أوزيب عنه بعد خلق الإنسانين الفانيين الأولين أيون وبروتوغون وولادة أبناء لهما، ويعدد أسماءهم. يقول أوزيب: “وقد حملوا أسماء أمهاتهم، كما يقول، لأن نساء هذه الحقبة كن يضاجعن، بدون تردد، أي عابر سبيل”
يستحيل معرفة الأب في نظام العلاقات الجنسية المشاعية، ولكن معرفة الأم هي الحقيقة التي كانت تعني الجماعة الإنسانية الأولى، ومن هذا الواقع ظهرت حقوق الأم ومفهوم الأم الربة. ورغم اختفاء جوهر هذه الفكرة مع الزواج الأحادي ومنذ عصور قديمة جداً، فمازالت بعض المناطق في سوريا حتى يومنا هذا تصنف أولاد القرية تحت تابعية اسم الأم، فعندما تسأل عن أحدهم أو إحداهن وتقول إنها ابنة أو ابن فلان، فلا يُعرَف من تسأل عنه، ولكن عندما تخبرهم أنها ابنة أو ابن فلانة فتعثر على ضالتك.
الأم والأب في الكتابة الصورية الأولى:
يضع نائل حنون في كتابه دراسات في علم الآثار واللغات القديمة الكتابة الصورية الأولى للعلامة المسمارية السومرية التي تعني أم أو رحم أو رحمة وهي تلفظ “أما” وترسم على شكل مربع ويلتصق مثلث بأعلاه وداخله الإشارة التي تسبق أسماء الآلهة دنجر، وهي أيضا الإشارة التي تختص باسم الإله آنو إله السماء. يدل وضع إشارة الألوهية داخل المربع على اعتقاد قديم بألوهية الأم وصلنا مع شكل الكتابة الصورية الأولى، وربما نستطيع أن نشطح قليلاً إلى أن وضع علامة الألوهية في الشكل الصوري لكتابة الأم داخل المربع والتي هي علامة تختص بإله السماء المذكر “آنو” قد يشير إلى معنى سماوي قديم ارتبط بكون السماء إلهة أنثى قبل إن يختص بها الإله آنو المذكر. إن المثل البابلي القديم “أطع كلام أمك كأنه أمر إلهي” هو صوت نظام الأم القديم لما نعرفه حديثاً “الجنة تحت أقدام الأمهات”
الجدير بالتأمل هو الكتابة الصورية الأولى للمقطع السومري “أد” والذي يعني أب، فهو يرسم على شكل وعاء فتحته إلى الأعلى. ويغدو من الطرافة أن نتخيل أن العصر الأمومي منطقياً كان ينظر إلى الرجال نظرته إلى الأوعية! باعتبار رحم الأم هو الخالق.
قام أوركجينا وهو أحد ملوك مابين النهرين لمدينة لجش بمجموعة من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية في النصف الثاني من الألف الثالث، حيث خفف من الضرائب وألغى بعضها ومنع القوي أو الغني أو العسكري من التعدي على الضعيف. وصف الملك أوركجينا هذه الإصلاحات التي قدمها لشعبه بـ أمارجي. درج المسماريون على ترجمة أمارجي اصطلاحيا بمعنى الحرية، أما المعنى الحرفي لهذه الكلمة فهو العودة/ الرجوع إلى الأم. كان كاتب ذلك الزمان يستطيع وضع مفردة لاسم إله أو إلهة تتم العودة إليه/ها عوضاً عن الأم، أو إحدى المفردات التي تصف المرأة في المسارية وهي كثيرة. تم اختيار مفردة الأم لأن الأم في سيادة النظام الأمومي “الأم الربة” لا تفرق بين أولادها وهم في نظرها متساوون، على عكس النظام الابوي الذي كرس فروقات خاصة بين الأولاد وأتبعها بتمايزات في الحقوق.
تلميحات إلى أنواع التزاوج أوالتناسل:
مع بداية الكتابة في سوريا القديمة كانت أشكال الزواج والتناسل المرتبطة بالنظام الأمومي القديم وأيضاً مقدمات تدخل النظام الابوي فيها شبه مندثرة، ولكن وصلنا منها شذرات في آداب وأساطير تلك الحقب المغرقة في القدم.
يذكر المؤرخ الروسي ستروف في كتاب العراق القديم لمجموعة من علماء الآثار السوفييت عن وثيقة من عصر ملك مدينة لجش أوركجينا يتحدث فيها بأن النساء السابقات لعصره استطعن أن يتزوجن برجلين، وأن النساء الآن يتم رجمهن بالحجارة بسبب ذلك.
إن ذاكرة الملك أوركجينا هي التي تتحدث عن عصر قريب إلى زمنه من بقايا النظام الامومي وحقوقهن في الزواج، بينما يختلف الوضع في عصره من حيث النظرة الاجتماعية والقانونية في شرائع بلاد الرافدين والتي كانت تجرم الزنا (العلاقة الجنسية خارج نطاق الزواج) بعقوبات شديدة، ويعبر المثل المكتوب بالصياغة السومرية والأكدية (قضيب الزاني مثل فرج الزانية) الوارد في كتاب مقدمة في أدب العراق القديم، طه باقر عن رأي المجتمع الأهلي القديم في المساواة بين المذنبين.
يستعرض كتاب ملحمة جلجامش كما يقدمها نائل حنون في ترجمته (وجلجامش سابق زمنياً لشخصية أوركجينا المذكور أعلاه)، مجموعة من شكايات أهل مدينة أورك بحق جلجامش والتي كان يضيق أهل المدينة ذرعاً بها، (لا يترك جلجامش ابناً لأبيه.. لا يترك جلجامش بتولاً لعريسها) والجدير بالذكر أن من يرفع الشكوى إلى الإلهات وليس إلى الآلهة الذكور هنّ نساء المدينة وليس رجالها (النساء حكين مشاكلهن إلى الإلهات، قدمن شكواهن أمامهن) فتقوم الإلهات بمخاطبة إله السماء آنو بمضمون الشكوى، فيأمر باستعداء الإلهة ننماخ (وهي ننخرساك) لتخلق قريناً له.
إن تمسك جلجامش بحق الليلة الأولى أحد بقايا أنماط عادات التناسل التي أصبحت في عصر جلجامش غير مقبولة اجتماعياً، ولكن جلجامش كان يفرضها بحكم قوته وصمت ذكور المدينة عنها، ولذلك يسأل أنكيدو عندما دخل إلى مدينة أورك، وقبل اللقاء مع جلجامش، أحد الفتيان المسرعين إلى مكان ما عن السبب فيرد الشاب: (لقد دعيت إلى بيت الأعراس، فمن عادات الناس اختيار كنة، وسأحمل إلى مائدة المراسم أكلات بيت الحمي الشهية. إلى ملك أوروك ذات الساحة، إلى جلجامش ملك أوروك ستائر الناس مفتوحة لاختيار الزوجة المقررة فيدخل بها هو مقدماً والعريس لاحقاً وهذا مقرر بمشورة الإله، وعندما قطع حبله السرّي قدر له ذلك) عندما يسمع انكيدو كلام الشاب يكتب مؤلف النص (شحب وجهه)
النص يتحدث عن حق من حقوق أحد الأعيان الذكور بالدخول على البتول قبل زوجها، فثمة عرس، وتكون الأطعمة الشهية التي يأخذها أحد الفتيان إلى الملك من بيت أهل العروس أو ربما العريس بمثابة دعوة إلى الملك للقيام بفعله. أما شحوب وجه انكيدو فهو الذي توسعت حكمته ومداركه من خلال علاقته مع شمخة (اسم علم مؤنث أكدي يعني الفاتنة) فيستهجن هذا التقليد كاستهجان النسوة أمام الإلهات، فيظهر أنكيدو كأحد الرموز التي قدمتها أساطير المشرق القديم للدفاع عن جوانب النظام الأمومي. وتكون الإشارة إلى اعتبار هذا العرف مقرراً بمشورة الإله عندما قطع الحبل السري لجلجامش دليلاً على قدم هذه العادة التي يبدو أنها كانت مقبولة في زمن سابق، ويجعل الوصف الذي توصف فيه شخصية جلجامش في مقدمة ملحمته منطقياً حيث تذكر مقدمة الملحمة بأنه (حمل فكر ما قبل الطوفان) ويكون شجاره مع انكيدو الذي منعه عن الدخول إلى بيت الأعراس ومن ثم صداقتهما بمثابة نهاية لتلك العادة التي يبدو أنها لم تعد تلقى قبولاً اجتماعياً من نساء زمانه بسبب تطورات جديدة تتعلق بفهمهن للجنس والحب والعائلة.
ظهور مفهوم الأعيان
يرد ذكر لأقدم ألقاب الملوك في الصياغة المسمارية السومرية EN والتي تترجم سيد أو حاكم ويقابلها في الأكدية بلو أي سيد ومؤنثها بيلتو أي سيدة ومنها اشتق بيلوتُ أي السيادة. انتقلت EN من السومرية إلى الأكدية لتلفظ enu وتعني حاكم أو سيد أو كاهن أعلى، ومنها الاسم المؤنث entu التي تعني كاهنة عليا. وقد لا تصح المقارنة بين كلمة عين في العربية و ENالسومرية رغم تقاربهما بالغاية وتباعدهما في أصل المفردتين، فاللغة العربية تذكر الأعيان من عين، وجميع الألقاب السابقة أعلاه وغيرها في الموروث السومري والأكدي والكنعاني من ألقاب الملوك وتدل على أعيان المجتمع الذين لوقت طويل كان العرف بين المؤرخين أن طبقة الأعيان تحدرت من طبيعة النظام الأبوي وتطوره، ولكن التأمل في تاريخ أعراف المشرق العربي وقوانيه يُظهر أنها كانت تمنح الحقوق من طبيعة رحم الأم إلى الابن وليس لحقوق الأب وواقعه أي قيمة إلا متأخراً. فالشرائع القانونية القديمة تتفق أن ابن الحرة هو حر ولو كان أبوه عبداً، وابن العبدة هو عبد ولو كان أبوه سيداً في قومه، ولذلك ظهر أن نشوء طبقة الأعيان كان في بدايته واقعاً أمومياً محضاً، وكانت قصة التخفيف من قسوة هذا العرف الأمومي عبر العصور جزءاً من قصة الأب والعائلة حيث يمكن لابن العبدة من أب حر أن يكون حراً وليس عبداً في حال اعترف الأب به ابناً له وأشهد الناس على ذلك.
تلميحات أوغاريت:
يرد في الأسطورة الكنعانية كما يستعرضها كتاب اللآلىء الذي ألفه كبير كهنة أوغاريت ايلي ملكيو ونقله إلى العربية مفيد عرنوق، وصف لعلاقة أحد ملوك أوغاريت غير الشرعية (خارج رابطة الزواج) بسرية أجنبية، وتشجيع السرية للملك على فتح ما يسمى (بيت اللعنات) كبيت لعبادة الإله بعل وأشتار وبالتالي فهو يرفض عبادة أشيرة بما تعنيه من الحب. فالملك ينبذ الحب بعلاقته مع السرية الأجنبية. وبيت أو معبد اللعنات هو إباحية في العلاقة بين الجنسين المرتبطة باسم بعل وأشتار، فالسرية الأجنبية تقترب من الملك وتداعبه فيقول: (بيدي فتحت بيت اللعنات والحب نبذته، والعديد من الفتيات رغبت في مداعبتهن) ويبدو أن فتح بيت اللعنات كان مثار غضب إيل المبالغ فيه. فتصاب المدينة بكوارث خارجية من الجيوش التي تقاتلها مما أدى إلى شعور الملك بغلطته فيتوجه إلى الإلهة عناة والإلهة إيلات بنت إيل لتكون وسيطة الرحمة إلى إيل. تخبر عناة الإله إيل (ما دامت القرارات التي تجلب الدموع مذلة فلا تطرب… إني في مذلة حتى الأحشاء أيها الإله الساكن في الامتلاء، حيث غرفك مملوءة بالدهون، إذ ليس بين الآلهة من يعرف إبرام عقد الخطوبة وفق طريقة العذراء عناة. فتأنيبك يا إيل هو حكمة حكمتك والشعب سيبقى حياً رغم سهام تأنيبك) إن مجمل خطاب عناة أن ازدياد الاتحاد بين البشر من شأنه أن يعيد الخصب إلى الحقول لذلك نرى البشر والأشجار والحجارة تبكي في النص، وتذكر الإلهة أشيرة زوجة الإله إيل في النص بالنصح الذي أسدته له سابقاً أنه (خلق التشويش في نصحه بإنجاب الاولاد) وهي تقصد هنا دون رضى عناة أي عقد الخطوبة قبلاً.
نكتشف في النص أن لبعل وأشتار وجه عبادة إباحي قديم، وأن للإله إيل يداً قديمة في هذا الاتجاه كتناسل مطلق دون طقوس سابقة له، والذي أصبح مع تطور الزمن منبوذاً بمعناه خارج فكرة عقد القران أو الخطوبة. هذه اللمعات شديده الأختصار كانت السبب الذي دفع المؤرخ الفرنسي شارل فيروللو في كتابه أساطير بابل وكنعان إلى وصف أساطير أوغاريت بأنها من النوع العنيف جداً وتحمل كلها طابع القدم السحيق.
إن أساطير من مثيل قيام الإله إيل بمضاجعة إلهتين في وقت واحد، وهما أشيرة ورحماي، لتنجبا الإلهين شهار وشاليم أي الفجر والغسق. أو أسطورة الإله انكي الذي تلد زوجته الإلهة ننكي أبنته ننسار وهي (سيدة الخضار والنباتات التي تؤكل) يضاجع انكي ننسار فتلد ننمو (سيدة النباتات ذات الألياف) فيضاجع ننمو فتلد أتو إلهة النسيج، والتي تنبهها الإلهة ننكي أن لا تستجيب لإغراءات انكي إذا لم يجلب لها فاكهة هدية، وهو ما يفعله انكي فيضاجعها، ومن نطافه الذي تجمعه ننكي وتنشره على الأرض تظهر ثمانية نباتات. وغيرها من الأساطير الكثيرة التي تعبر عن فعاليات الخلق أو الابتكار ولكن باستخدام طقوسٍ ترمز إلى أنواع من التزاوج والتناسل التي لا تصح حتى على زمن كتابة النصوص ومجتمعات تلك النصوص، ولكنها موجودة في عصور قديمة وباقية في ذاكرتهم الاجتماعية القصصية ومقبولة لديهم كعلة في مقدمة الحدث وليس كواقع اجتماعي أوعرف محلي. لذلك إن نظرة المؤرخين المعاصرين إلى أن المجتمعات القديمة كانت تقبل بعض سلوكيات آلهتها رغم طبيعة السلوك الشائن هو تفسير مخادع لأنه مصوغ من خلال مفاهيمنا المعاصرة لمفهوم تنزيه الألوهية، أما جذور هذا السلوك الذي نصفه بالشائن أو غير النزيه فهو استمرار عتيق لأعراف وتقاليد مندثرة وسابقة لكتابة النص ولكنها استخدمت أدبياً للتعبير عن مقدمات لحدث قصصي أسطوري يجد مبرراته في خاتمته المقبولة اجتماعياً في عصرها المكتوب والذي تقبل مجتمعاته تلك المقدمات.
كان النظام الأمومي بحقوقه وأعرافه وتقاليده ثورةً على المشاعية المطلقة في العلاقات الجنسية بين رجال ونساء الجماعة الإنسانية الأولى، وبدوره كان النظام الأبوي ثورة على أبعاد العلاقة الجنسية والحقوق في النظام الأمومي ليتحقق توازناً يدفع في اتجاه نظام الأسرة المفردة.