أسئلة ملحة باتت بحاجة إلى إجابات-رياض عيد
Share
في قراءة للمشهد السوري، وبعد مرور ما يقارب السبع سنوات على الحرب الكونية التي خاضها التحالف الصهيو- أميركي الأطلسي الوهابي العثماني على سوريا تحت عنوان ما سمي “الربيع العربي” الذي فشل وتحول في سوريا إلى “خريف ماحق”، ورغم الدمار الكبير وارتقاء مئات آلاف الشهداء، وإصابة مئات آلاف الجرحى، دفاعاً عن موقع سوريا الجيواستراتيجي ودورها في الصراع ضد هذا المشروع الذي أراد تدمير سوريا وتقسيمها ورسم خرائط جديدة بديلة لـ “سايكس – بيكو” التي استنفدت أهدافها بالنسبة لهم كمقدمة لتفتيتها والعالم العربي، إلى كيانات مذهبية عرقية متحاربة، تَرسم حدودها بالدم وفق مشاريع برنارد لويس ورالف بيترز، تنشر الفوضى الهدامة التي تخدم الكيان الإسرائيلي الغاصب، ويصل لهيبها إلى شمال القوقاز (الشيشان وداغستان في روسيا) وإلى إقليم شيانجنغ في الصين، وتؤمن السيطرة على منابع النفط والغاز في سوريا ومساراته، وتمسك ببوابة طريق الحرير إلى أوروبا لضرب مشاريع القرن الأسيوية التي تسعى روسيا والصين لإنجازها.
نستطيع القول إن سوريا وحلفها المقاوم بدعم إيراني كبير وتغطية روسية لاحقة، استطاعت هزيمة هذا المشروع، ومنعه من تحقيق أهدافه الاستراتيجية الكبرى، رغم نجاحه في تحقيق بعض أهدافه المرحلية.
فالأميركي الذي أشعل الحرب لإسقاط الرئيس الأسد اضطر للتسليم ببقائه، بعد أن عجز عن وقف تقدم الجيش الشامي وحلفائه في المقاومة والحشد الشعبي العراقي لوصل الحدود العراقية –الشامية. وفشل في إبقاء خطوطه الحمراء وتعطيل الجيش الشامي وحلفائه من الانتصار بمعركة البادية السورية لوصل محور المقاومة عبر الحدود واستعادة آبار النفط والغاز وإكمال الطوق على جبهة دير الزور والرقة. واضطر أيضاً أن يسلم لسوريا وحلفها المقاوم ولروسيا بعد “اتفاق هامبورغ” في إكمال الحرب على الإرهاب (الذي لم يعد يستطيع الأميركي استثماره)، وإدارتها لملفات الصراع عبر مناطق خفض التوتر وإنجاز المصالحات والتسويات، وبدء تفكيك قاعدة التنف ووقف برنامج دعم المعارضة وتدريبها، والتي سلمت سلاحها إلى الجيش السوري وتحديداً تلك المتواجدة في الجنوب.
إضافة إلى ذلك، فإن حلفاء أميركا الإقليميين من مشيخات الخليج العربي وتركيا والكيان الإسرائيلي الغاصب أصابهم ما أصاب “سيدهم” الأميركي، وبدأوا بمراجعة حساباتهم بعد هزيمة داعش. فالسعودية المهزومة في سوريا والعراق والمتورطة في حربها الظالمة والخاسرة على اليمن، تستجدي العراق للوساطة مع إيران كي توقف الحرب في اليمن وتخرج بما يحفظ ماء وجهها، واستلحقت نفسها وانضوت تحت الجناح المصري في تسوية منطقة خفض التوتر في الغوطة الشرقية بدمشق. أما قطر فتعيد ترتيب أوراقها مع الإيراني والروسي بعد هزيمة مشروعها في سوريا، وأزمتها المستجدة مع مجلس التعاون والتهديد السعودي الإماراتي لإركاعها بالحصار الاقتصادي للإنضواء تحت العباءة السعودية. وهي تدرك أن مفتاح هذا التموقع هو التسليم بوقف دعمها للتكفيريين في سوريا والانضواء ضمن مشاريع الطاقة الروسية الإيرانية. أما الأردني فقد تموقع في اتفاق خفض التوتر في درعا والجنوب وفتح معبر نصيب والحدود مع سوريا. وتركيا مربكة ومأزومة أمام التحالف الأميركي الكردي وخطره على وحدتها مما دفعها شرقاً للتفاهم مع روسيا وإيران بإنجازها اتفاقاً عسكرياً مع طهران يستهدف منع قيام الدولة الكردية. كما تفاهمت مع روسيا في “آستانا 4” لدور لها في ما يتعلق بملف إدلب وتصفية جبهة النصرة. بالإضافة إلى ذلك، يرسل الإسرائيلي قادته إلى أميركا علهم يستطيعون، دون جدوى، تعديل اتفاق الجنوب السوري لإبعاد إيران وحزب الله عن سوريا كثمن للاتفاق الأميركي الروسي. ويسرع إلى روسيا بعد فشله في واشنطن لنقل هواجسه إلى بوتين كي يضمن أي اتفاق مستقبلي أمن كيانه الغاصب.
ورغم فشل الأهداف الاستراتيجية للمشروع الحربي الأميركي على سوريا، ولأن سوريا رغم الكارثة الاقتصادية التي حلت بها، ورغم جراحها البالغة اجتماعياً وطائفياً ونفسياً، تستعد لإنجاز المراحل الأخيرة من الانتصار النهائي على الإرهاب، والولوج في مرحلة التسويات. بتنا أمام أسئلة أساسية بحاجة إلى إجابات تقرأ نتائج الحرب لرسم مستقبل سوريا بعد الحرب.
إن إحدى نتائج الحرب في سوريا وعليها هي سقوط حدود “سايكس – بيكو” التي مثلت أكبر كارثة قومية وجيو – سياسية أصابت أمتنا وقسمتها لضرب الوحدة القومية الاجتماعية والسيطرة على مواردها وسيادتها كمقدمة لزرع الكيان الإسرائيلي الغاصب، الذي عانت أمتنا ولا تزال تعاني ويلاته طيلة مئة عام. “الإيجابية” الوحيدة التي حققتها “داعش” أنها اسقطت حدود “سايكس – بيكو” التي استنفد حلف “النهب” الأميركي أهدافه منها. والمقاومة وحلفاؤها أيضاً أسقطوا حدود “سايكس – بيكو” عبر الجرود اللبنانية السورية وعبر الحدود السورية العراقية لضرورات الجغرافيا العسكرية للمواجهة. فحين يكون مسرح قتال “داعش” وأخواتها يشمل العراق وسوريا ولبنان بقيادة غرفة عمليات واحدة، يكون رد محور المقاومة بنفس الأسلوب متحداً متضامناً تحت عنوان وحدة المصير والمسار كما يسمونه، والذي نسميه نحن المصير القومي الواحد. ففي حرب الوجود تسقط كل الموانع والحدود. وهذا يستدعي منا الإجابة عن الأسئلة التالية:
– ما هي الخرائط الجغرافية التي سترسو عليها الأمة بعد سقوط “سايكس – بيكو” ونهاية الحرب على الإرهاب؟ هل ستُفتت “سايكس – بيكو” مذهبياً وعرقياً أم سنعود إلى الحدود القديمة؟ أم إلى ما قبلها؟ أم إلى حدود جديدة ترسمها التسويات؟ وما هو دور سوريا ومحورها المقاوم في صياغة هذه التسويات ورسم حدودها، خاصة أنها باتت على قاب قوسين من النصر بقيادة عملاقة رسمت استراتيجية موحدة للمقاومة والحرب والأمن والمصير القومي الواحد؟ هل ستفرض سوريا ومحورها استراتيجية بناء قومية جديدة متكاملة لمرحلة ما بعد الحرب تعالج الثغرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والنفسية التي سمحت للمؤامرة أن تنفذ منها خاصة أن التسويات ترسمها أقدام المقاتلين وموازين القوى على الأرض، وسوريا ومحورها كانا الأساس في تحقيق الانتصار ودفع التضحيات؟ ما هو شكل الدولة السورية الجديدة؟ وما هو نظامها خاصة أن الفيدرالية هي أحد المشاريع المطروحة لمستقبل سوريا؟ (الفيدرالية على أساس مذهبي أو عرقي هي مقدمة للتقسيم).
- النتيجة الثانية للحرب في سوريا هي سقوط الشعارات الواهية التي رفعها حلف المتآمرين وأدواتهم لتغطية الحرب على سوريا، وبروز الأهداف الحقيقية للحرب ألا وهي إزاحة الحكم الممانع في سوريا بقيادة الرئيس الأسد المتحالف مع روسيا وإيران، ليسهل تفتيت سوريا وتغيير موقعها في الصراع كمقدمة لتفتيت المنطقة أثنياً ومذهبياً والسيطرة عليها، ومنع إيران من إيصال غازها إلى المتوسط ودعم المقاومات، ودفع روسيا خارج حافة اليابسة وحرمانها من قاعدة طرطوس العسكرية القاعدة الوحيدة لها في المياه الدافئة. ونظراً إلى أهمية موقع سوريا الجيو – استراتيجي كملتقى لثلاث قارات، وعقدة طرق الطاقة، وبوابة سكك الحديد وطريق الحرير الصينية العابرة للقارات إلى أوروبا… هذا الموقع بات يمثل قلب العالم ونقطة صدام جيو ـ استراتيجي خاصة بعد المشاريع الصينية الروسية لآسيا كي تكون قارة القرن الحادي والعشرين. وبعد الاكتشافات الغازية والنفطية التي رشحت سوريا أن تكون ثالث دولة منتجة للغاز (الطاقة النظيفة للقرن الجديد)، وبات من يتحكم بسوريا يتحكم في رسم مصير قارة آسيا والعالم، رأينا شراسة صِدام المشاريع الإقليمية والدولية في الحرب السورية التي كادت أن تؤدي إلى حرب كونية ثالثة لولا التوافق الأميركي مع روسيا في هامبورغ خلال قمة العشرين. هنا تأتي الأسئلة التالية:
- إلى أين تتجه العلاقة الروسية الأميركية بعد احتواء “الدولة العميقة” في أميركا لسياسة ترامب الخارجية وعرقلة انفتاحه على روسيا وتوتير الأجواء معها عبر تجديد العقوبات وطرد الديبلوماسيين الروس وإقفال القنصليات مما وضعنا بأجواء شبيهة بالحرب الباردة وأكثر؟ وما هو انعكاس هذه الأجواء السلبية على التسوية الروسية الأميركية بشأن سوريا؟ ما هي بنود هذه التسوية وهل هناك بنود سرية غير تلك المعلنة (كضرب الإرهاب ومنع أسلحة الدمار الشامل وإنجاز مناطق خفض التصعيد لتحقيق المصالحات والتسويات وعدم الاحتكاك بالمناطق التي يتواجد فيها أحد الفريقين)؟ وهل هذه التسوية، التي فرضها الإنجاز العسكري لمحور المقاومة، ستكون مقدمة للتسويات الشاملة حول مناطق التوتر في العالم حيث استلحقت أميركا نفسها بعد فشل أدواتها؟ أم هي سيناريو انعكاسي لانفتاح أميركي محدود على روسيا، تتبادل فيه الدولتان تقديم تنازلات محددة لتخفيف حدة التوتر والوصول إلى صيغة من التعاون المثمر بينهما مدخله ضرب الإرهاب؟ وهل التنازلات المحددة هي في سوريا، وما هو حجمها؟ وأين موقع إسرائيل في هذه التسوية؟
- تأتي التسوية في ظل غياب المشروع القومي الذي يحاكي هذه التطورات، لذا يأتي السؤال التالي: أين هو المشروع القومي الحضاري والجيوسياسي والاقتصادي الجديد لسوريا الذي يحمل رسالتها الحضارية لعالمها العربي وللعالم، ويعبّر عن تطلعات أبنائها ومصالحهم القومية والاقتصادية والمنسجم مع بروز أهمية موقع سوريا الجيوسياسي المفصلي والحاكم في مشاريع القرن الاقتصادية الآسيوية (الصينية الروسية الإيرانية)، والتي تمثل سكك الحديد السريعة وأنابيب الطاقة وحفر القنوات المائية التي تختصر المسافات بين الدول والقارات سمة هذه المشاريع، خاصة بعد انتقال مركز الثقل الاقتصادي من الغرب إلى الشرق، وبات الشرق قبلة العالم؟
سوريا قلب الأمة النابض، ومهد الديانات السماوية الضاربة جذورها الحضارية في عمق التاريخ، بحاجة اليوم لاجتراح مشروعها القومي الحضاري العلماني الجامع الموحد لكل أبنائها، الذي يجب أن يشكل النموذج الأهم في المنطقة، والقاطرة الأولى لقطار التغيير الحقيقي في كل العالم العربي بحيث تستعيد عبر هذا المشروع دورها الحضاري الريادي في عالمها العربي والعالم أجمع. سوريا بوطنية شعبها وجيشها وقيادتها، وبصلابة وحدتها الاجتماعية والروحية (رغم الجراح التي أصابتها) هزمت مشروع التكفير الصهيو أميركي الذي نظَر لحتمية صراع الحضارات والثقافات والديانات، وقدمت نموذجها الخاص للعالم العربي وللعالم أجمع بوحدة الحياة وحتمية حوار الحضارات والثقافات والديانات لا صراعها. وأثبتت بأن المخطط الذي ضرب سوريا وسقط فيها يمكن أن يسقط في أي مكان آخر في العالم. فأميركا ليست قدراً لا يرد، بل إرادة الشعوب المسلحة بالإيمان والوعي هي القضاء والقدر.
- النتيجة الثالثة للحرب هي فشل استراتيجية (الجيل الرابع من الحروب)، وهي الحرب الناعمة والحروب بالوكالة التي فجرتها أميركا عبر أدواتها الإسلام السياسي الوهابي والإخواني الذي ولد القوى التكفيرية للإنقضاض على سوريا، ورغم تجنيدها هجمة إعلامية ضخمة من الفضائيات العربية للترويج لـ “الهلال الشيعي”، أو “البدر الشيعي” اليوم بإضافة البحرين والشمال السعودي إليه، وإطلاق الحرب السنية الشيعية لتعبئة التكفيريين من كل أصقاع العالم واستجلابهم إلى سوريا لزرع “دولة” داعش (وفق تصريح هيلاري كلينتون). إلا أن داعش فشل في الصمود أمام محور المقاومة وخرج عن الضوابط الموضوعة له، وبات خطراً على مشغليه وعلى العالم والإنسانية جمعاء. وأعطى أيضاً نتائج عكسية على أميركا ومشاريعها في المنطقة. فمشروع إطلاق الإرهاب التكفيري في سوريا لمواجهة الهلال الشيعي، كما ادعوا، لم يهزم إيران بل أن مشروع المقاومة المدعوم إيرانياً هزم أميركا وحلفاءها، وباتت إيران دولة إقليمية عظمى على أنقاض مصالح أميركا. واستعجل مشروع إطلاق الإرهاب في سوريا الدخول العسكري الروسي المباشر خريف عام 2015 لضرب الإرهاب قبل تمدده إلى روسيا. وعبر هذه الحرب استطاعت روسيا أن تتحكم بلعبة الغاز العالمية وتحمي سوقها في أوروبا، وتستعيد دورها كدولة عظمى تقارع أميركا على مناطق النفوذ في العالم خاصة في أوراسيا، وتقوض النظام العالمي الأحادي القطب لمصلحة نظام متعدد الأقطاب قيد التشكل. وأمام هذا الفشل الذريع للمشروع التكفيري وأسياده، وسقوط مواقعه أمام ضربات سوريا وحلفها المقاوم، وأمام إصرار سوريا وحلفها على الحسم العسكري غير آبهين بالخطوط الحمر الأميركية، إضطرت أميركا للتوافق مع روسيا على ضرب الإرهاب وتلزيمها إنضاج التسوية. وبعد أن بتنا على قاب قوسين من هزيمة الإرهاب الكاملة عسكرياً في سوريا، بات السؤال المطروح الآن:
- ماذا بعد داعش؟ ماذا بعد فشل الإسلام السياسي الإخواني والوهابي؟ هل سيختفي التطرف الإسلامي الذي يمثله فكر هذا التنظيم بعد هزيمته العسكرية؟ أم ستبقى الأيديولوجية على قيد الحياة طالما بقيت منابعها ومصادر تمويلها في الوهابية السعودية، تتمظهر في شكل ما من الحروب الأميركية (غب الطلب) في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط؟ وهل لا زال بالإمكان تسويق الإسلام السياسي بعد الخوف من الإسلام ووصمه بالإرهاب، بعد العمليات الإرهابية في الغرب؟ هل هزيمة داعش تتم عسكرياً؟ أم بإبراز أن هذا الفكر المتطرف لا علاقة له بالإسلام الحقيقي السمح؟ أين دور الأزهر هنا وأين دور المدارس الصوفية؟
- أعدت مؤسسة راند الأميركية للدراسات تقريراً خطيراً عام 2007 عن أي إسلام تريده أميركا. وبعد سنوات قليلة أطلق ما سمي بالربيع العربي. وبعد زيارة ترامب للسعودية أسس آكاديمية لتدريس “إسلام جديد” تريده أميركا لمرحلة ما بعد داعش. أليس من حقنا أن نسأل: أي إسلام يلائم سوريا لمرحلة ما بعد الحرب؟ إذا كان الدين هو المحرك الأساسي لهذه الحرب، ولكل الحروب السابقة الذي عبر استغلاله استطاع الغرب شن حروبه على أمتنا، أليس من الواجب علينا أن نعطل استغلال هذا المحرك بالفصل الكلي بين الدين والدولة، وإطلاق فكر علماني جامع موحد يلغي الحواجز بين مختلف المذاهب والطوائف، ويقيم الدولة المدنية العصرية الحرة القوية العادلة التي تحقق مفهوم المواطنة والمساواة بين كل مكونات المجتمع وتساهم في صيانة وحدته، وتطمئن الأقليات في سوريا التي تعيش هاجس القلق والخوف جراء التصفيات على الهوية والتهجير، وتقيم الاقتصاد القومي على أساس الإنتاج مكان الاقتصاد الريعي، وتحقق العدالة الاجتماعية، وتضرب الاحتكار والفساد والمفسدين، وتعيد إنماء الريف الزراعي بتحقيق الإنماء المتوازن لتأمين الإطمئنان والعيش الرغيد للمواطنين.
ختاماً، إن سوريا ذات الحضارة الضاربة جذورها في التاريخ لأكثر من 6000 عام قبل المسيح، أم الشرائع، مهد الديانات السماوية، قلب الأمة النابض، سيف العالم العربي وترسه، ليست دولة فقط بل هي دور ورسالة. التحدي هنا كيف تنهض سوريا (كطائر الفينيق) بعد الحرب بهذا الدور وهذه الرسالة كأمة موحدة هادية معلمة للعالم العربي وللأمم جمعاء، وكيف تثبت أنها أمة ترفض أن يكون القبر مكاناً لها تحت الشمس.