لأول مرة في تاريخ الحزب السـوري القومي الاجتماعـي يقوم أحـد الملتزميـن بعقيدة هذا الحزب بوضع دراسـة نقديـة في تاريخه الذي لم يـدون حتى الآن بالرغـم من مرور أكثر من خمسـة وثمانين عامـاً على تأسـيسـه. مع العلم أن الزعيـم الجليل كان يعّول كثيراً على كتابة هذا التاريخ عازيـاً الإرهاصات والاختلاطات الادارية والفكرية إلى كون القوميين لم يدرسـوا جيداً تاريـخ هذا الحزب.
اعتمد الباحث القومي الرفيق شحادي الغاوي في وضعـه لهذا الكتاب منهجـاً بحثيـاً بأسـلوب علم الرياضيـات متوسـلاً فيه قواعد المقاربات المسـندة إلى نصوص ومسـتندات وكتابات اسـتمدها من كتابات الزعيم ومن مدونات المسـؤولين الذي رافقوه في كتب ورسـائل أضاءت على نواحٍ وتواريخ هامة من تاريخ الحزب وفي مجرى تدويـن التجربة الحزبية التي خاضها كل من الرفقاء والأمنـاء الذي رافقوا جهاد الزعيم المؤسـس.
إن الهاجس الموضوعي وانشـداد الباحث غاوي إلى المقاربة الدقيقة للحقيقة هو ما حفـظ المؤلف من الانزلاق وراء تقديم أحكام شـخصية وقاطعة. وهذا ما نجده غالبـاً في الكتاب موضوع هذه الندوة فهو يتوخى الدقة ونقل الرأي المخالف من مصادره ليصوغ من خلاصاته ومقارباته بحذر ودرايـة وموضوعية، وبلغة متسائلة شـكاكة بعيدة عن القطع في أمور لا يجوز القطع فيها بغياب الاسـناد الكتابي المتصل بهـا.
والكاتب ليس غريبـاً عن الكتابة في الموضوعات التي شـغلت العقل القومي على امتداد تاريخ الحزب إذ لطالما شـّرع الرفيق الغاوي أبحاثه في شـرح مفاهيم عقيدية كانت مـدار جدل وحوارات مكثفـة في الأوسـاط الثقافية الحزبية كمفهوم العروبة الحقيقية التي نـادى بها الحزب السـوري القومي الاجتماعي ومفهوم المدرحية ومفهوم الديمقراطية التعبيريـة التي انفرد بها الحزب القومي عن سـائر الأحزاب والدسـاتير والتنظيمات السـياسـية الناشـطة في بلادنـا. لقد وعد الكاتب بجمع هذه الدراسـات في كتاب واحد فنتمنى له تحقيق سـعيه وتحقيق الوعـد.
فكتابة “الأسـباب والعوامل الحزبية الداخلية في تاريخ اسـتشـهاد سعاده ….” هو سَـفَر في تاريخ هذا الحزب الصاخب بالارتقاءات والنجاحات كما هو صاخـب بالأوجاع والنكبات. لكن الكاتب ترك الجوانب المضيئـة في هذا التاريخ على أهميتها، معلـلا ذلك بالكثيريـن ممن كتبـوا في هذا الجانب المضـيء تاركا لنفسـه الكشـف عن الجوانب التي شـكلت عثرات في تاريخ الحزب كما شـكلت ارهاصات حالت دون وضوح الرؤيـة في التصدي للمشـاكل التي أحاطت بالأمة والحـزب على حد سـواء.
وإذا كان الكتاب عالج موضوع استشـهاد سعاده منذ بدء التأسيس مروراً باغترابـه القسـري ومن ثم عودته إلى الوطن ولحين استشـهاده الذي كان له الوقع المدوي على القوميين، فاسـمحوا لي في هذه المداخلة أن أتطرق إلى الجانبين النظامي والحقوقي الداخليين لواقعـة استشـهاد الزعيم وما تلاهـما من أحداث ووقائع جـرّت على الحزب مآسـي ونكبات لم تكن لتحصل فيما لو عملت الإدارات الحزبية بموجبات النظام الحزبـي والحقوقي والقضائي الذي وضعه الزعيم لمثل هكذا حالات.
بداية نقول إن استشـهاد سعاده رغم وقعه المدوي لم يحـظ من الإدارات الحزبية التي استلمت مقدرات الحزب عقب الاستشـهاد بالاهتمام الجدّي المسـؤول والبحث في الأسـباب والدوافع التي أدت إليه، كما لم تحظ بتحديد المسـؤوليات والمسـاءلات عن العوامل التي أدت إلى ترك الزعيم وحده يواجه مصيره منفرداً.
لا شـك أن الزعيم الجليل وقبل أن يعلن ثورته القومية على الحكومة اللبنانيـة المارقـة والفاسـدة اجتمع مع المنفذين العامين ونظار التدريب في الكيان اللبناني وطلب منهم الاطلاع على قدرات الحزب العسـكرية والتنظيمية عديداً وعتاداً فكانت الإجابات أرقامـاً مبالغًا فيها، فأوكل للأمين الصدر عسـاف كرم تولي مهمة القيادة العسكرية للثورة.
لم تحقق الوقائع على الأرض ما كان قد عرض على الزعيم سـوى احتلال مخفـري برج البراجنة ومشـغرة. وكان الزعيم قد غادر لبنان إلى الشـام مضطرًا تحت ضغط الملاحقة العسـكرية الأمنيـة لـه وللقوميين.
إن عملية إعلان الثورة القومية مسـألة كبيرة وخطيرة بحيث إنها كانت تقتضي توافر حشـد من القيادات التنظيمية والإدارية والعسـكرية والإعلامية لإدارة هذه الثورة بقيادة الزعيـم. لكن ما وصل إلينـا هو تباكٍ على اسـتشـهاد سعاده وكيفيـة الانتقام من حسـني الزعيم ورئيس وزرائـه، ورياض الصلح، ووضع اللائمـة على هؤلاء، والتعتيم على واقعـة ترك الزعيم وحيداً يواجه مصيره بنفسـه من دون حضور ومواكبة من الإدارة الحزبية، التي من المفترض أن تكون محيطـة به في تلك الظروف العصيبـة والخطيـرة.
إن مسـألة استشـهاد سعاده وتركه وحيداً يواجه مصيره بنفسـه لم تنل من الادارة الحزبية الاهتمام الجدي المطلوب من درس وتسـاؤل ومسـاءلات وترتيب مسـؤوليات ف وكأن الحدث يقع ضمن مسـؤوليات حسـني الزعيم ورياض الصلح وغيرهم. أو كأنه يكفي الانتقام منهم دون الالتفات إلى الجانب الداخلي الحزبي وما رتبـه من اهمال قاد إلى تسـليم سعاده إلى السـلطات اللبنانية وتصفيته جسـدياً في محاكمة صورية ظالمة وفظـة، بل إنها في الحقيقة عملية اغتيـال بامتياز.
إن الكتاب الذي نحن بصدده لم يتطرق بوضوح ودقـة لهذه المسـألة النظاميـة والدسـتورية الدقيقة الهامة والخطيرة وإن كانت من خارج السـياق الموضوعي والواقعي للوقائـع والأحداث التي أعقبت استشـهاد سـعادة. فالمؤسـسات التي أعيد بناؤها بعد حادثة الاستشـهاد لم تـول الاستشـهاد القدر المسـتحق من الدرس والمسـاءلة حول مجريات الاغتيال منذ واقعة التسـليم في الشـام حتى الاغتيال على رمال بيروت. فنحن لا نعلم لماذا تُرك الزعيم بعدما استشـعر بخطر حسـني الزعيم يغادر إلى عمّان منفرداً ثم يقفل في منتصف الطريق عائـداً إلى الشـام ليلتقـي بحسـني الزعيم مواجهاً مصيـره منفـرداً.
وحيث أن سعاده أعلن الثورة القومية على الحكومة اللبنانية الفاسـدة والمارقـة فإننا لم نحـظ بمسـتندات ووثائق عن تنظيم قيادة هذه الثورة ومن هم القادة المقربون من الزعيم وما هي صلة الوصل بين الزعيم والقادة الميدانيين على الأرض ومن هي الجهة الإعلامية المناط بها تعميم بلاغات الثورة وبياناتهـا؟ ومن هم الناطقون الاعلاميـون باسـمها؟ فالزعيم وضع برنامج الثورة وغرضها في بيانه التاريخي المؤرخ في الرابع من تموز من العام 1949، أما المجريات الثوريـة فكانت شـذرات كلام وروايات كل يعرضهـا من موقعـه.
وبعد استشـهاد سعاده لم تجر أية مسـاءلة للمسـؤولين الذين خدعوا الزعيم وزودوه بالمعلومات المغلوطة والمبالغ فيها عن السـلاح والعديد والعتاد لأن الزعيم افترض في رفقائـه الصدق والعزيمة التي على ضوئها قرر اعلان الثورة، فلما دقت سـاعة الحقيقة كانت الخيبـة عامـرة.
وعليه فإن غياب المسـاءلة لا بل المحاكمة الداخلية الحزبية لحادثـة اغتيال سـعادة وتحديد المسـؤوليات وترتيب العقوبات عليها وسـكوت القوميين والنخب الحزبية عن هذه المسـألة دفع بالمسـؤولين إلى تهميش هذه المسـألة الخطيرة والعمل على دفنهـا وبدلاً من محاسـبتهم اندفعوا للهيمنة على مقدرات الحزب وقيادتـه.
إلا أنهم هم أنفسـهم عادوا وتصادموا في أواسـط الخمسـينات من القـرن الماضي نتيجة خلاف نشـب بين المجلس الأعلى ورئاسـة الحزب حيث نصب المجلس الأعلـى من نفسـه محكمة لمحاكمة الرئيس فاغتصب المجلس السـلطة القضائية فكان الخصم والحكم في آن واحـد وأصدر حكمه بإعفاء الرئيس من مسـؤولياته وطرده بحكم يبطن خلفيات نزاعيـة أدى إلى شـق الحزب. فكان لهذا الحدث الوقع المدوي الآخـر بعد استشـهاد الزعيم، مما أفقد الحزب الكثير من قوتـه وصلابتـه.
من المفيد هنا الاشـارة إلى أن الزعيم كان قد وضع نظامـاً خاصـاً للمحكمة الحزبية في أيـار من العام 1949، شـكّل من خلالها السـلطة القضائية الحزبية، ووضـع لها قوانينها وعقوباتها وأصول المحاكمات لديهـا ونظامها الإداري. إلا أن المجلس الأعلى، حال خلافه مع الرئيس، لم يتوسـل المحكمة الحزبية لتكون حَكَمـاً فاصلاً في النزاعات الحزبية العليا، بل نصّب نفسـه، ومن خارج أحكام الدسـتور، سـلطة قضائيـة تحاكم وتفصـل وتطرد، بالرغم من أن صلاحية المجلس الأعلى بموجب دسـتور الحزب لا توليه سـلطة القضاء. لكنه تجاوز الدسـتور وأعفى الرئيس من صلاحيته الدسـتورية وطرده مما تسـبب بشـق الحزب. كل ذلك بصرف النظر عن صحة أو عدم صحة الاتهامات الموجهـة إلى الرئيـس. فمنهج المحاكمة كان في المبدأ دسـتورياً. لقد كان على المجلس الأعلى، وبحسـب النظـام الشـكلي للمحاكمة، أن ينـأى بنفسـه عنها ويتوسـل المحكمة الحزبيـة للفصل في الاتهامات الموجهة إلى الرئيس. ومن الملاحظ أن الزعيم عندما وضع قانون المحكمة الحزبيـة لم يحتفـظ لنفسـه بأيـة صلاحيـات قضائيـة مع أنه كان مصـدر السـلطات، بل كان حريصـاً على أن تبقى السـلطة القضائية مسـتقلة اسـتقلالاً تامـًا مركّزاً على وجوب علنية المحاكمات كي لا تتقرر حقوق القومييـن في الخفـاء.
والملاحظ أن مسـألة الخلاف بين الرئيس والمجلس الأعلى لم تقتصر على مرحلة الخمسـينات بل اسـتمرت لمرحلة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي ولم يلجـأ لا الرئيس ولا المجلس الأعلى إلى انشـاء المحكمة الحزبية التي رسـمها الزعيم بموجب قانون دسـتوري خاص فتوالت الانشـقاقات وتصادم القوميون فيما بينهم. فلو توسـلت الادارات الحزبية الاحتكام للمحكمة والقضاء الحزبيين لكانوا اختزلوا الكثير من الخصومات والخلافات وبقي الحزب موحداً بخضوع القوميون والادارات الحزبيـة لأحكام المحكمة الفاصلة في النزاعات والخلافات. ولنا من تجربة الخلاف ا لدسـتوري الذي حصل في حزيران عام 2016، بين أعضاء المجلس الأعلى على حصول التمديد لولايـة ثالثة لرئيس الحزب حين خضع الجميع لحكم المحكمة الحزبية، خير دليل.
تجدر الاشـارة هنا، وبقوة، إلى أن جميع الحوادث الحزبية الداخلية التي ارتبطت بالـدم بقيت بدون مسـاءلة أو محاكمة وسـط كم هائل ومتراكم من الاتهامات والاشـاعات والثرثرة دون ملامسـة جوهر الحدث المتمثل بحقيقة مادية ألا وهي الشهادة، وهذا ما أفقد المؤسـسات هيبتها واحترامها ووحدتهـا التي تعلو على أي اعتبار. فابتداء من استشـهاد سعاده ومن تلاه من قادة ورفقاء مثل غسـان جديد ووسـيم زين الدين ومحمد سليم وحبيب كيروز وتوفيق الصفدي، وإيلي الجقل، بعضهم بأيدٍ خارجية وبعضهم اغتيلوا واستشـهدوا بيد من يفترض، حكمـاً، أن يكون مع الشـهيد في وحدة روح، وأن يقدم له كل مسـاعدة يتمكن منهـا. واعتبار، إن النظام الحزبي يفترض أن الخلاف ليس عداء بل يحل بالحوار وبتدخل المسـؤول الأعلى الراعي للمؤسـسات. ولكن للأسـف لم يحصل هذا الأمـر فخسـر الحزب قادة كبـار كان يزهـو ويعول على أدائهم الآمـال الكبيرة.
هذا فضلاً عن أن عملية اغتيال بشـير عبيد وكمال خير بـك ونجاة بجاني بالإضافة إلى مجزرة حلبـا لم تجـر فيها التحقيقات الداخلية اللازمـة كما لم يجـر تعيين المسـؤوليات والنقص في الأداء.
والأخطر من كل هذه الأحداث الأليمة أنه لم يتقدم أي من من القوميين الاجتماعيين لجانب المحكمة الحزبيـة العليـا بشـكوى أو إخبـار لحادث استشـهاد اي واحد من هؤلاء الشـهداء الكبـار ويطلب من المحكمة وضع يدهـا على ملف حادثة الاغتيال وترتيب المسـؤوليات والعقوبات بحق كل مرتكب فاعلاً او محرضـاً أو مسـاعداً أو متدخـلاً أو مهمـلاً.
إن سـكوت القوميين عن هذه المآسـي وإحجامهم عن وضعها في نطاقها النظامي والقضائي والحقوقي دفع بقادة كثـر للامعان في تجاوز المحظور خلافـاً للنظام والدسـتور فصرنـا إلى ما أصبحنـا عليه. وإذا كان سعاده قد وضع القوميين في دائرة الملامـة جراء سـكوتهم عن ارتكابات الادارة الحزبية في عهد نعمة تابت ومأمون إياس، فإن سـكوت القوميين عن ادانة الارتكابات الدموية وعدم وضعها في اطارهـا القضائي والدسـتوري رتـب على جميع القوميين تبعات سـكوتهم عن تردي أداء ادارتهم الحزبيـة.
من هنا نخلص، متوجهين إلى الأعضاء بالقول، إن ثقافة العضويـة الحزبية ليست في تلقي التعاميم والبلاغات والبريد الحزبي وحضور الاجتماعات فقط، على أهميتهـا، بل العضوية الحزبية هي الفعل الصارخ فكراً ونظامـاً واسـتشـرافاً وخلقـاً وإبداعـاً وصناعة لتاريخ اسـتثنائي في الحزب والمجتمع. العضوية الحزبيـة فكر وحركـة كما سـماها سعاده وفي التعبير عن حقوق هذه العضويـة بشتى الوسـائل الدسـتورية والنظامية المتاحـة، كما لا تتقرر مسـائل الحزب الكبرى في الخفاء والسـكوت.
أيها الحضور الكريم،
إن سعاده الذي هو محور كتاب الرفيق الغاوي كان نسـيج وحده في العقيدة والتنظيم والقيادة. إلا أن القيادات التي تنكبت من بعده مهام الادارة والقرار المركزي لم تكن بمسـتوى الزخم الذي أطلقه في الأوسـاط الشـعبية كافة وعلى امتداد مسـاحة الأمـة. هذا الزخم الذي واكبه في سـجنه وما سـجله من مواجهة في التحقيقات، والنضال على كافة الجبهات داخليـاً وخارجيـاً مع التنويـه أن النضال الداخلي مع المسـؤولين والادارات كما يسـتفاد من سـردية فصول كتاب تاريخ استشـهاد سعاده كان أوجع في نفس سعاده من النضال على الصعيد الخارجي.
في حياة سـعاده، كان جهاده نورًا من سـنا فكر وقيادة، كان محـط انجذاب ومعقـل إيمان. فكان أينما حل وتحدث يحصد الانتماءات وأينما خطب ينـال التأييد الوفير وأينمـا كتب ينير درب الصراع ويوجه البوصلة من كل انحراف أو ضعف أو شـطط. فهذا القائـد الفـذ كان نسـيج وحده في العقيدة والتنظيم والقيادة. ولكن، وكما يتبدى من فصول الكتاب أن بعض الذين أحاطـوا بسعاده لم يكونوا على مسـتوى الفهم العميق والجدي والمسـؤول بمشـروع حركة النهضة بكل تحدياتهـا ومخاطرهـا وتضحياتهـا.
أيها السـادة، أيها الرفقاء،
رغم كل هذا التاريخ الصافـع لوجودنا الراهن، يبقى سـعاده، بفكره ونهجـه وقيادتـه ومواقفه وتوجيهاته ورسـائله، حاضراً بيننـا فكأنه يشـهد معنا الحالة التي نحن بهـا بثاقب بصيرته ونفاذ عقله المتوقد وإرادته الفـذة، يسـترجع صرخته لنـا أن ليس من العـار أن ننكب بل العار أن تحولنـا النكبات من اشـخاص أقوياء إلى أشـخاص ضعفاء.
وشـكراً لكـم.
ميشال الحاج، الرئيس السابق للمحكمة الحزبية العليا*