رئيس التحرير
حين أرسلنا رسائل المقابلات مع رؤساء التنظيمات التي تحمل اسم الحزب السوري القومي الاجتماعي كتب لي أحد الرفقاء قائلا: “إن مشاعر التشكيك بصدقية الفينيق تزداد يوما بعد يوم في التنظيمات بسبب الهجوم المستمر عليها.” استوضحته ما إذا كان يقصد الهجوم على الفينيق. فأجاب بالعكس، إن الفينيق تفقد مصداقيتها لأنها، أي الفينيق، تهاجم التنظيمات باستمرار.
نعتقد أن العبارة تكون أدقّ لو صيغت كما يلي: “إن منسوب الغضب لدى قيادات التنظيمات التي تحمل اسم الحزب السوري القومي الاجتماعي يتصاعد طردًا مع الهجوم الذي تقوم به الفينيق على مواقف هذه التنظيمات ممثلة بقياداتها.” فالصحيفة، أية صحيفة، لا تفقد صدقيتها بسبب هجومها على موقف ما لطرف ما، بل إذا أخلت بالقواعد المهنية للصحافة، وأهمها الصدق والدقة والعدالة والاحترام حتّى لمن تخالفهم الرأي. الفينيق مجلة ملتزمة عقيديا ومهنيا، وهي مجلة تلتزم التهذيب دائما.
تركّز الفينيق في العديد من مقالاتها على التناقض الواضح بين أداء التنظيمات وما هو مُتوقع منها. المُتوقع هو الانطلاق من عقيدة الحزب باتجاه تحقيق غايته وفق قواعد مناقبية أخلاقية تُبرزُ الحزب كنموذج صالح لكي يعتبره الشعب حركته العامة. الواقع يقول، وكذلك المسؤولون الصادقون الذين نحاورهم باستمرار في جميع التنظيمات، إن هذه التنظيمات تعاني من ثلاثة علل تشترك فيها كلها هي الفساد والصنمية والانحراف الكياني، وإن بنسب متفاوتة.
ولكن الأهم والأخطر من هذا كله أن هذه التنظيمات كلها تشترك في إهمالها الكلي لغاية الحزب.
إن الفينيق ملتزمة بالفكر القومي الاجتماعي الذي وضعه أنطون سعاده، ليس نظريا فحسب، بل في تطبيقاته العملية أيضا. والتطبيق العملي الوحيد لهذا الفكر في العالم العربي اليوم هو الحزب السوري القومي الاجتماعي. إن ما يراه البعض “هجوما”، ناجم عن دور الفينيق ومسؤوليتها، كما حُددا في افتتاحية سابقة: “دورها أن تكون المحفّز للحوار والمسهّل له. أما مسؤوليتها فأن تُبقي الضوء مسلطًا على الحقائق أمام جميع من تعنيهم قضية الحزب السوري القومي الاجتماعي وانتصارها، ووضعهم، جميعا أمام مسؤولياتهم بدون مجاملة أو محاباة.
”
على فكرة، بالرغم من الوعود المتكررة، لم يقم أي من رؤساء التنظيمات بالإجابة على الأسئلة التي طرحتها الفينيق. هل هناك فعلا من “تشكيك متزايد” في صدقية الفينيق؟ كلا، هناك خوف متزايد من صدقيتها.
0 Comment
لا يوجد أي تشكيك في صدقية الفينيق الموضوع هو تبعثن التنظيمات و غياب المناقب