كلمة رئيس التحرير-اسامه عجاج المهتار

image_pdfimage_print

الفينيق: الدور والمسؤولية.

كلفني مجلس إدارة الفينيق تولي مسؤولية رئاسة التحرير خلفا للرفيق فادي خوري. لقد عملت عن كثب مع زميليّ، رئيسي التحرير السابقين، الأمين أحمد أصفهاني والرفيق فادي خوري منذ تأسيس هذه المجلة، وأقدّر الجهد الكبير الذي بذلاه لإيصالها إلى ما هي عليه من احتراف، وإلى الاحترام الكبير الذي تحظى به لدى القراء

وُلدت الفينيق من رحم سؤال بسيط: كيف تنشر الفكر السوري القومي الاجتماعي وتطبيقاته العملية في ظل غياب المؤسسات الملتزمة فعليا به؟ والجواب كان لنؤسس مجلة تُعنى بهذا الفكر ونشره وتكون مساحة حوار للمعنيين به وبانتصار قضيته. فمؤسسو المجلة مقتنعون أن العمارة الفكرية والتنظيمية التي أسسها أنطون سعاده، وما تنطوي عليه من عقلية أخلاقية، هي الترياق لأزمات بلادنا. ولعل أحد الأمثلة على تجلي هذه الحقيقة، وبدء الاعتراف بها حتى من بعض خصوم سعاده السياسيين، هو الملف الذي أعدته الزميلة الأخبار، مشكورة، تحت عنوان: سبعون عاما على استشهاده: أنطون سعاده الآن وهنا.

ولكن هذا لا يكفي.

إن انتشار الفكر وقبوله لدى فئات من الشعب لا يكفي لانتصاره ولتحقيق النظرة النبيلة العليا التي وضعها لنفسه: تأمين حياة أجود في عالم أجمل وقيم أعلى للشعب السوري، واستطرادا للعالم العربي والعالم قاطبة. إن القبول شرط ضروري ولكن غير كاف للانتصار. للانتصار لا بد من تنظيم القوى وتعيين الأهداف المرحلية ووضع الخطط وتنفيذها بنجاح. هل تنظيم القوى وتعيين الأهداف وتنفيذها هو مسؤولية المجلة؟ كلا. ولكن للمجلة دور ومسؤولية. فما هو هذا الدور وما هي هذه المسؤولية؟

الدور هو الموقع الذي يختاره المرء – أو المؤسسة – لنفسه، والمسؤولية هي المهام التي يختار القبول بها. لا شك ان الانهيار الكبير الذي تمر به بلادنا قد انعكس على الحزب السوري القومي الاجتماعي. والانهيار متمثل بالاحتلالات والفساد وتدمير البيئة الصالحة للحياة. والحزب السوري القومي الاجتماعي اليوم يعاني من هذه العلل في داخله. إن قراره مصادر لصالح جهات ممسكة به في جميع التنظيمات التي تحمل اسمه، والفساد ينخره، وهو مهدد بالتبدد الذي حذر منه سعاده.

 بالمقابل، فإن الفينيق وفريق عملها مؤمنون أن الحزب السوري القومي الاجتماعي، كما أراده سعاده، هو المحرك الوحيد القادر على إخراج البلاد من ويلاتها.

دور الفينيق، إذن، هو أن تكون المحفّز للحوار والمسهّل له. أما مسؤوليتها فأن تُبقي الضوء مسلطا على الحقائق أمام جميع من تعنيهم قضية الحزب السوري القومي الاجتماعي وانتصارها، ووضعهم، جميعا أمام مسؤولياتهم بدون مجاملة أو محاباة. هذا، بالمختصر، هو دور الصحافة الملتزمة ومسؤوليتها، والفينيق مجلة ملتزمة بامتياز.

إن الحزب السوري القومي الاجتماعي بحاجة إلى عملية نقد وتغيير أدائي جذريتين، والفينيق معنية بنجاح هذه العملية إلى أبعد الحدود.

في هذا العدد<< رئيس تحرير جديد للفينيقتبرعات للفينيق >>
0 0 votes
Article Rating

You may also like...

Subscribe
نبّهني عن
guest
2 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
Raymond
Raymond
4 سنوات

it is a word of thanks & support to Fadi who did a good job, but you are still young to retire ,Ahmed has ab=n excuse old like me but not you Salamat

trackback
4 سنوات

[…] ناجم عن دور الفينيق ومسؤوليتها، كما حُددا في افتتاحية سابقة: “دورها أن تكون المحفّز للحوار والمسهّل له. أما […]