أنت باحث أو تلميذ جامعي أو كاتب تتذكر عبارة تحتاجها في بحثك ولكنك لا تذكر تماما أين مرت من أمامك. هل في هذا المجلد من مؤلفات سعاده أم ذاك؟ هل في رسالة منه إلى فلان أم إلى شخص آخر؟ أنت بحاجة إلى المصدر الدقيق وإلا فقد المرجع قيمته. إذا كانت لديك مؤلفات سعاده كاملة مصفوفة على رف مكتبتك، يمكن أن يستغرق البحث بضع دقائق أو بضع ساعات، أما إذا لم تكن موجودة، ولم يكن بحوزتك الكتاب الذي تحتاجه فما أنت فاعل؟ بل كم من مرة قرأنا مقالا للزعيم وأعدنا قراءته مثنى وثلاثا بحثا عن كلمة تمر أمام ناظرنا ولا ننتبه لها. هذه بعض الصعوبات التي يواجهها الباحث في فكر سعاده المنشور في ما يزيد عن خمسة آلاف صفحة .
قرر بعض المنتمين إلى سعاده فكرا وأخلاقا التصدي لهذا التحدي بصمت وهدوء. كل ما عليك فعله عزيزي القارئ هو أن تنقر على عنوان هذا المقال فينقلك إلى مجموعة سعاده الكاملة في موقع واحد مع محرك بحثي متعدد المزايا. أدخل الموقع وتجول في أرجائه وتمتع بما يتيحه لك من فرص بحثية، ثم احفظه في جدول المواقع المحببة إليك.
هذا لا يعني أن الموقع كامل. أبدا، والذين قاموا بالجهد الكبير لإعداده يعترفون بذلك. إنهم يقولون في صفحة التعريف عن الموقع، “أخيراً من البديهي أن يتضمن الموقع الكثير من الأخطاء التقنية واللغوية فالعمل على خمسة آلاف صفحة عمل مضنٍ وشاق نأمل من الزوار الكرام مراسلتنا وإفادتنا عن أي خطأ لغوي أو تقني”. نعم على كل باحث يستخدم الموقع أن يتوخى الحذر، فالأخطاء الطباعية كثيرة جدا، وفي بعض الأحيان تغير المعنى المقصود. بالتالي، لدى وجود أي شك أو شبهة في كلمة أو عبارة ما، يجب العودة إلى التراث المطبوع ورقيا للتأكد.
ولكن هذه ليست نقطة الضعف الوحيدة. فالمحرك البحثي بحاجة إلى تطوير إضافي، نعتقد أن معدّي الموقع على معرفة بضرورته. فإذا حاولت مثلا البحث عن عبارة “الأمة السورية” يعطيك المحرك عددا من الخيارات من ثلاث كلمات مثل “الأمة السورية التي، أو هي، أو من، أو وتاريخها، الخ…” فإذا اخترت أيا منها اعطاك المحرك عددا من المقالات التي تتضمن العبارة التي اخترتها، ولكنه لا يأخذك إلى العبارة نفسها كما وردت في كل مقال. بالتالي، إن المحرك سيساعدك في تضييق البحث، ولكنه لا يعطيك النتيجة النهائية المرجوة.
لن نستطرد في وصف أقسام الموقع فنحرم القارئ من متعة الاكتشاف، ولكننا نضيف ناحية أخيرة تتعلق بالترجمات الموجودة باللغة الإنجليزية. لقد قمنا بالاطلاع على بعض الترجمات فلاحظنا أنها بحاجة إلى مراجعة وتدقيق. لا عيب في هذا، خاصة وأن لغة سعاده هي من نوع السهل الممتنع. إنها لغة يسهل فهمها وقراءتها ولكن ترجمتها تحتاج ليس فقط إلى دقة ومراجعة كبيرتين، بل إلى قيام مجموعة من المترجمين ذوي الخبرة في مراجعة أي نص مترجم لسعاده وتعديله وفق معايير مدروسة.
ليس الهدف من كتابة هذا المقال توجيه النقد لمعدّي الموقع ومتعهديه، بل شكرهم على مجهود هائل تمثل في إعادة طبع تراث سعاده بأكمله، وتنقيحه قدر المستطاع، ثم تكبد تكاليف شراء موقع وتصميمه وصيانته. هذا مجهود تعجز عنه كبرى المؤسسات. الألطف من هذا كله، أن القائمين على الموقع مجهولون. إنهم كفاعل خير حقيقي لا تعرف يمناه بما قامت به يسراه.
أخي القارئ،
إذا قادتك الحاجة أو حب الفضول إلى زيارة موقع antoun-saadeh.com/ وجلت في أرجائه أو استخدمته، هل لك إلى أن تبقي إلى جانبك ورقة صغيرة تدون عليها أية أخطاء طباعية، أو ملاحظات من شأنها أن تساعد القيمين على الموقع في تحسينه. فتكون بهذا قد ساهمت في هذا المجهود الجبار كجندي مجهول يستحق من المستخدمين الشكر والتقدير.
لموقع antoun-saadeh.com/ والقائمين عليه نقول، شكرا.
0 Comment
ألف شكر لكم على محرك البحث هذا
نحن نحتاج إليه كل يوم .
سانشر الرابط لفائدة من يهمه الأمر
تحيا سوريا
ن . م