هل تدمّر أوكار يأجوج ومأجوج في إيران؟

Share

 كانت العقوبات الاقتصادية المفروضة على العراق منذ عام 1990 إلى عام 2003 الأكثر شمولاً وتدميراً من أية عقوبات أخرى وضعت باسم الحكومة الدولية؛ فقد أدت تلك العقوبات، إلى انهيار البنية التحتية للعراق ومختلف المقومات الأساسية اللازمة لاستدامة الحياة فيه.

قدمت الإدارة الأمريكية بعد سقوط النظام السابق في بغداد، مجموعة من التبريرات لإقناع الرأي العام الأمريكي والعالمي بشرعية الحرب على العراق بحجة نشر الحرية والديمقراطية، وحماية حقوق الإنسان وإنقاذ الشعب العراقي من الدكتاتورية وغير ذلك من الشعارات والادعاءات الكاذبة التي لم يتحقق منها أي شيء، بل على العكس فقد حل الخراب والدمار جميع مرافق الحياة. 

صدم جون كلود موريس الرأي العام في فرنسا بكتابه “لو كررت ذلك على مسامعي مرة ثانية فلن أصدقه” الذي أثار ضجة كبيرة حول الدوافع الأميركية وراء احتلال العراق، وأسندها إلى فكر الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الوثني والخرافي، بعد رصده لنصوص المكالمات الهاتفية التي جرت بين الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن والرئيس الفرنسي جاك شيراك.

أكدت نصوص هذه المكالمات أن الحرب على العراق، كانت من أجل تحقيق خرافة القضاء على جيش يأجوج ومأجوج بحسب حسابات بوش الابن.

يقول موريس في بداية كتابه: “إذا كنت تعتقد أن أميركا غزت العراق للبحث عن أسلحة التدمير الشامل فأنت واهم جدًا، فالأسباب والدوافع الحقيقية لهذا الغزو لا يتصورها العقل وخارج حدود كل التوقعات السياسية والمنطقية.”

وأضاف: “كان بوش الابن من أشد المؤمنين بالخرافات الوثنية البالية، وكان مهووسًا منذ الصغر بالتنجيم والغيبيات، وقراءة الكتب اللاهوتية القديمة، كما يميل إلى استخدام بعض العبارات الغريبة في خطاباته مثل القضاء على محور الأشرار وقوى الظلام وظهور المسيح الدجال وشعب الله المختار والهرمجدون وفرسان المعبد، ويدعي أنه يتلقى يوميًا رسائل مشفرة يبعثها إليه (الرب)”.

وأكد المؤلف أن الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك كشف في حديث مسجل معه أنه تلقى مكالمة هاتفية من بوش فوجئ فيها ببوش يطلب منه الموافقة على ضم الجيش الفرنسي للقوات المتحالفة ضد العراق، مبررًا ذلك بتدمير آخر أوكار يأجوج ومأجوج. 

وأضاف شيراك ـ بحسب نص الكتاب ـ إن الرئيس الأمريكي أكد له أن «يأجوج ومأجوج مختبئان في الشرق الأوسط قرب مدينة بابل العراقية القديمة، وأن بوش أكد بالحرف الواحد أن الحرب على العراق حملة إيمانية مباركة يجب القيام بها، وواجب إلهي مقدس أكدت عليه نبوءات التوراة والإنجيل.

كما ذكر الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك للمؤلف أنه «صعق عندما سمع هذا الكلام، وأن تلك المكالمة ليست مزحة وأن بوش كان جاداً في كلامه وفى خرافاته وخزعبلاته السخيفة.»

وأضاف كلود موريس الذي ترأس تحرير صحيفة “لوجورنال دوديمانش” الفرنسية الأسبوعية في الفترة من 1999 إلى 2005 أن شيراك كان يعلم أن بوش لديه ميول دينية غير أنه لم يكن يتخيل ولو للحظة واحدة أن تدينه يمكن أن يصل به إلى حد تبرير حرب مدمرة ستكون لها تداعيات رهيبة على أمريكا والمنطقة والعالم.

هل يستبعد أن تتكرر تلك الخرافات والخزعبلات السخيفة لتضع الشرق الأوسط برمته على أعتاب حرب كبرى ضد إيران وتكرار تجربة السطو المسلح على العراق في عام 2003؟، هذه الحرب ستكون فرصة لكسب آلاف المليارات من الدولارات، وهي ما يحتاجه الاقتصاد الأميركي لإقناع الناخبين بإعادة انتخاب ترامب مرة ثانية خلال الانتخابات المقررة في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام المقبل. وبحسب شبكة “إن بي سي” الأمريكية فإن ترامب ناقش مع المقربين إمكانية الإعلان عن إطلاق حملته للعام 2024، وهو ما سبق أن أكده في البيت الأبيض عندما قال: “سأراكم من جديد بعد أربع سنوات.” هكذا يفرض السؤال نفسه: هل يمكن أن تذهب الولايات المتحدة للبحث عن «يأجوج ومأجوج في إيران؟

0
0