بعيداً
عن الله
قريباً منكِ
تَرَجَّلَ الضَّوءُ في مرايا الماء
على صورةِ الأبيض
ومثالِ الثلج
ومشيئةِ طفلةٍ في حُنْجُرَةِ غيمةٍ
كانت ترمي النَّوافِذَ الصَّغِيرَةِ
من قصرٍ الغيب…
نوافِذُ صَغيرةٌ
كالنُّجومِ في لَيلِنا المفتوح
كالياسمينِ في نهارِنا المُغْلَق
كعلبةِ بسكوت في يدِ طفلٍ جائعٍ في مُخَيَّمٍ للنّازحين..
تأقلُم
لن يتعرّفَ أحدٌ علينا
بعد هذا الشتاءِ العاصِف…
سنَسْلُكُ سُلوكَ التَّحوُّلاتِ الطبيعيةِ للتَّأقلُمِ مع البيئة
ستنمو الحراشِفُ على جلودِنا “كالحرادين” لنتّقيَ شرَّ البردِ قليلا
ستتَّسِعُ حَدَقاتُنا بحثاً عنِ الضَّوء
وسنهرُبُ مِنَ النُّورِ كبناتِ آوى
وستكونُ عيونُنا دامعةً دائماً كعيونِ التماسيحِ من دُخانِ حَرْقِ الحَطَبِ والأحذِيَةِ الْجِلْدِيَّة
سيُصْبِحُ لِبَشَرَتِنا ألوانُ “البطّانياتِ” المُلْتَصِقَةِ بنا دائماً
ستكونُ لنا رائحةُ الجُدرانِ المَقْشُورَةِ الجُلودِ والخِيامِ المُتَعَفِّنَة
وقد نأكُلُ التُّرابَ كَسُلولِ الأرض
سيكونُ لطلّابِنا ولأولادِنا المنقوعينَ في صُفوفِ المَدارِسِ بِلا تدفئة
لُغَةٌ يسُودُها التأتأةُ وصَكِيكُ الأسْنان
وكِتابةٌ مليئةٌ بالذَّبذباتِ كأنَّها تَخطيطٌ كَهْرُبائيٌ لِدِماغٍ أو قلب
وهكذا سَنُصْبِحُ شَعْباً مُمانعاً مُقاوِماً ليْسَ لإسرائيلَ فقط
بل لِكُلِّ النّوائِبِ الطَّبيعية…