مواجهة التغوّل: القوميون في المغتربات

Share

لا حاجة بنا لتكرار ما صار معروفًا: فلسطين المحتلة مقبلة على طوفان من دماء. السؤال هو، ما نحن فاعلون؟ والسؤال مطروح على القوميين في المغتربات بالدرجة الأولى.

الشباب الفلسطيني يواجه باللحم الحي حملة متغوّلة في شراستها منذ ما قبل الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، في ظل انهيار تام سياسي أو اقتصادي، أو الاثنين معًا، في دول الطوق، لبنان والشام والأردن والعراق. وفي ظل انتقال عربي من حالة التأييد الخجول لفلسطين، إلى التحالف الفظّ مع إسرائيل. وفي ظل حالة غموض على الحدود اللبنانية الفلسطينية نتيجة اتفاق الترسيم، بمعنى تحييد المقاومة عن الاشتباك مع الإسرائيليين، بسبب ممارساتهم ضد الفلسطينيين تحت عنوان “عدم التدخل في شؤون الغير.”

 هذا هو المشهد في الوطن. في هذا المقال، سوف نركز على دور الجاليات السورية في المغترب.

القاعدة الأولى التي سوف ننطلق منها هي مواجهة التغول الإسرائيلي بحملة منظمة في المغتربات، تهدف إلى استقطاب أكبر قدر من التأييد الشعبي لفلسطين في دول الاغتراب كافة. والقاعدة الثانية هي عدم الانسياق وراء وهم أن الحكومات الغربية سوف ترفض التعامل مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة أو بعض وزرائها بسبب تطرفها اليميني. الغرب هذا، اعترف وتعامل مع مناحيم بيغن الذي كان على لائحة الإرهاب البريطانية، واعترف وتعامل مع شارون المسؤول عن مجزرة صبرا وشاتيلا، واعترف وتعامل مع بينيت الذي تباهى “بقتل العرب”، وسوف يعترف ويتعامل مع بن غفير وبزلاعيل سمورتخ فهما وجه إسرائيل الحقيقي. ولا ننسى طبعا تعامل الغرب مع نتنياهو على مدى سني حكمه الطويلة والتي توجت بتسع وعشرين وقفة “حفاوة بالغة” Standing Ovation وقفها له أعضاء الكونغرس الأميركي سنة 2015، مقابل خمس وعشرين للرئيس أوباما في السنة نفسها.

للمواجهة لا بد من التخطيط. والتخطيط يبدأ من معرفة شعار المرحلة السياسية القادمة في إسرائيل. ونحن نعتقد أن الشعار هو “الترانسفير”. أي طرد أكبر عدد من الفلسطينيين سواء من الضفة الغربية أو من فلسطين ما قبل 1948. المناخ العام لتنفيذ هذا الهدف قائم وهو عمليًا قد بدأ. فالإسرائيليون يقومون بتحويل الفلسطينيين إلى لاجئين داخل فلسطين، تمهيدًا لطردهم خارجها. هدم المنازل وقطع أشجار الزيتون وجرف الأراضي الزراعية وقتل الفلسطينيين بتهمة “الإرهاب” أو “التعاطف مع الإرهاب” أو “الشبهة بالإرهاب”، أصبحت شيئًا يوميًا عاديًا، ودخلت إلى الوعي الغربي وخدّرته.

في كل هذا علينا ألا نغفل عمّا يسمى “السلطة الفلسطينية” الشريك المباشر لإسرائيل في جرائمها.

بالنسبة لفلسطينيي الأراضي المحتلة سنة 1948، من المرجح أن نرى قوانين تسنها الحكومة الجديدة ويوافق عليها الكنيست الجديد لناحية إسقاط الجنسية عمن لا يعترف بيهودية الدولة أو من يعارض سياساتها، وبديهي أن إسقاط الجنسية هو خطوة أولى للطرد.

لماذا نركّز على القوى الشعبية وليس الحكومية؟ في الديموقراطيات التمثيلية، تعمل الحكومات وفق موازين القوى التي تؤمن وصولها إلى سدة الحكم. وميزان هذه القوى، في معظم الدول الغربية يميل لصالح إسرائيل. والمنظمات الإسرائيلية أو تلك المتعاطفة معها لا تكّل عن العمل ليل نهار لتقوية هذه المنظومة المالية السياسية الدينية المتشابكة التي تعمل على إيصال من هو “صالح لإسرائيل” أولاً. ونحن غالبًا ما نسمع السؤال الذي تطرحه المنظمات: Is this candidate good for Israel?. أي، هل هذا المرشح صالح لإسرائيل، بغض النظر عما إذا كان صالحًا للمنطقة التي يمثلها. إذا استطعنا اكتساب القوى الشعبية، يصبح من الممكن إقامة الضغط الفعلي على الحكومات أو إيصال أصدقاء حقيقيين لفلسطين إلى مراكز القرار.

ولكن هذا كله يحتاج إلى خطط وأدوات تنفيذية. ويسبق هذا كله اتخاذ قرار بالمواجهة. والجهة المعنية في الدرجة الأولى لهذه المواجهة هم القوميون الاجتماعيون. إنهم الفئة الوحيدة في المغتربات القادرة على لعب دور المحفز للمنظمات والجمعيات الأخرى في عملية المواجهة المطلوبة.

هل يكون القوميون في المغتربات على قدر المسؤولية.

0
0

3 Comments

LouisaRomanous 8 نوفمبر، 2022 - 12:27 ص

في امس الحاجة الى وقفة تضامن موحدة مع الشعب الفلسطيني في دول الاغتراب من خلال وضع ضغوط على الحكومات والتهديد بمقاطعة الانتخابات من خلال وضع ورقة بيضاء.

Hussein Bazzi 8 نوفمبر، 2022 - 10:13 م

لزيارة السفراء والقناصل واهدائهم كتب عن فلسطين والنكبة والتهويد ..عن وعد بلفور ومعاهدة سايكس وبيكو . .عن الاستيطان اللاشرعي وهدم المنازل . ودفن نفايات الاشعاعات الملوثة بين مناطق وسكن الفلسطينيين ..اقامة الندوات ومراسلة الصحف المحلية استخدام كافة وسائل التواصل الالكتروني للتعريف ولتعرية اهداف وسياسة وممارسة الاسرائيلي على ارض فلسطين والعالم ..وضع رزنامة الكترونية على وسائل التواصل عن عدد الجرحى والشهداء بشكل يومي من خلال عمليات القتل الممنهج ودور قادة الاحتلال في تسفسر وتشريد وقتل الشعب الفلسطيني من هجرتهم اللاشرعية الى فلسطين حتى اليوم .

مواجهة التغوّل: الشروط الضرورية – الفينيق 10 نوفمبر، 2022 - 3:12 م

[…] مقالنا السابق، مواجهة التغول: القوميون في المغتربات، قلنا إن إسرائيل تعمل يوميًا لضرب مقومات وجود […]

Post Comment