من فيض الثامن من تموز

Share

حين تنكّب سعادة قضيةَ إحياء الأمّة السورية، عِبرَ تحقيق حالة الوعي القومي للسوريين عموماً، وتأسيس الحزب – الحركة السورية القومية الاجتماعية التي تكفل تحقيق قضيته المحدّدة في مبادئه الأساسية والاصلاحية، وغايته الواضحة، كان مدركاً خطورة ما يقوم به، ومدى أهمية ذلك في إعادة الحياة لأمّة اعتقد أعداؤها أنها قضت وإلى الأبد، ومتيقناً أنّ قوة الرجعة بالتشارك مع الدول المستعمِرة لن تتركه يسير بمهمته دون كِلف باهظة، أعدّ نفسه وإرادتَه لتحمّلها. وأعرب مراراً أنّ هذا الهدف السامي تلزمه بطولات حقيقية وتضحيات لا محدودة، فصرّح وأيقن بأن طريقنا وعرة حيث قال “إن عهدكم هو عهد البطولة المؤمنة المنظَّمة في أمتكم، فلا تتخلوا عن طريق البطولة، ولا تركنوا إلى طريق المساومة الغرّارة” في مسعى منه لزرع فكرة وروح البطولة الواعية في أعضاء حزبه والسوريين بالعموم حين يتعلق الأمر بمصلحة الأمة السورية التي هي فوق كل مصلحة، حيث قال أيضاً “إن الدماء التي تجري في عروقنا هي عينها وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها”.

سعادة رهن نفسه لانتصار قضية أمته، وأتمّ رسالته وختمها بدمه بكل جرأة وبطولة وإقدام، فهان الموت أمام ناظريه، وارتعش الجلادُ أمام ثبات خطواته، قال “إن الحياة وقفة عز فقط”، فجسّد قوله خيرَ تجسيد.

بعد قرابة ثلاثة أرباع قرن على هذا التجسيد – الوقفة – البطولة – التضحية بالدماء… تعود الأسئلة لدى أعضاء حزبه تتزاحم في عقولهم بسبب وضع حزبهم الراهن، من مثل هل كان سعادة في قراره صائباً؟ هل دُفع لأن يسلّم نفسه لجلاديه برجليه؟ أما كان الأفضل للحزب وللقضية أن يفرّ سعادة من واقعة الاستشهاد؟ هل كانت قيادة الحزب والبارزون فيه على مستوى ضخامة ذلك الحدث وتداعياته؟ هل كان القوميون على استعداد لتحمّل الفراغ الذي أحدثه غيابُ زعيمهم؟…. الخ.

أسئلة في الصميم حاول العديد من القوميين التصدّي لها، فتباينت فيها آراؤهم وتحليلاتهم، إنّما بقي واضحاً جلياً بأن سعادة وما عُرف عنه من عُمق في التحليل وبُعد في النظر، ومقدرة في استشراف الأخطار.. لم يدانه فيها أيٌّ من رفقائه، عدا عن أترابه وأفراد جيله من المثقفين والمتميزين في قطاع العمل السياسي حينها، الأمر الذي لم يترك مجالاً في التحليل للاعتقاد بأن سعادة لم يدرس بدقّة الخطوة التي أقدم عليها، وإيجابيات وسلبيات قراره أو أيّ قرار محتمل حينها غيره، لذلك وجدناه سائراً نحو الشهادة بكل ثبات وأعين مفتوحة، واثقاً من أنّ موته هو طريق حياة لحزبه وأمّته التامة.

هذا من جهة سعادة وما يمكن أن يعتمر في صدورنا من أسئلة تختصّ به وبما أقدم عليه. لكن بما يتعلق بوضع قيادة الحزب والقوميين بعد غيابه، فإن مسيرة الحزب عبر سبعة عقود ونصف حسمت الإجابة حيث أظهر تاريخُنا الحزبي مدى تراجع سويّة إدارة الحزب في كل الشؤون بعد غياب سعادة، ما دلّل على أن بنيتنا الحزبية لم تكن على ذلك المستوى المأمول منها أبداً.

نعم، فمتابعة بسيطة لبعض المفاصل في تاريخنا الحزبي تثبت أن في بنيتنا الحزبية نقاطَ ضعف كبيرة كانت سريعاً ما تتجلى في غياب سعادة عن مركز القرار حتى في حياته، فكيف بهذا الضعف بعد استشهاده؟! لا مناص من الاعتراف وكما ذكر الأمين نزار سلوم في كتابه الأخير “البحث عن زيوسودرا” بأن البنية الحزبية المؤسساتية لم تكن بقوتها ومزاياها على التوازي مع البنية الفكرية التي أشادها سعادة، وكان هو كزعيم للحزب، كمالك لصلاحيات مطلقة يسدّد هذا التباين بالسويّة بين الفكرة والحركة – الحزب. لذلك وجدنا أن غيابه النهائي شكّل ضربة موجعة جداً للحزب على مستوى التنظيم والتشريع والتخطيط والاستشراف والعمل السياسي… وباقي الجوانب.

فإن وصّفنا واقع حزبنا اليوم، وجدنا فيه بروزاً للنزعة الفردية، صراعات على السلطة، اختلافاً في التوجهات السياسية، نشوءَ تكتلات وتحزّبات داخله، افتقاداُ للمناقب والأخلاق التي تميّزنا بها، نزاعات أسفكت دماء قومين على أيدي رفقائهم، انشقاقات متكرّرة، أحقاداُ تترسخ،… وغيرها، طبعا كل هذه المظاهر لا يمكن أن تؤدّي إلى عمل قومي حقيقي يمكن أن نضعه تحت باب تحقيق غاية الحزب!!!

أيها القوميون، إن كل ما ذكرته من صفات سلبية نجدها في بعض مفاصل حزبنا، ليست هي المرض، بل هي أعراض لمرض رئيسي أساسي يعاني حزبُنا منه، كما الرشح، ونموّ الفطريات وبعض الالتهابات المتكررة في الجسم، فرغم تصنيفها كأمراض إلا أنها ليست هي المرض الفعلي، إذ أنّ المرض الفعليّ هو نقص المناعة، فحين تنقص مناعتنا تقوى عليها الفايروسات والميكروبات وجراثيم الفطريات… حيث أنها موجودة بالطبيعة تلقائياً، وفي ذات الوقت زُوّد الجسم بمناعة خاصة لمقاومتها، فنراها تغلبه وتظهر أعراضُها حين تتراجع مناعته، وتبقى مختفية في حال ظلّت مناعته قويّة.

نعم أيها الرفقاء الأعزاء، إن كل ما ذكرته من أمراض في حزبنا، حتى النزعة الفردية التي وصفها سعادة بأنها أشدُّ خطراً من العدو الخارجي، هي مرض لا يمكن له أن ينمو في ظل مناعة حزبيّة عالية. فإن كانت هذه كلها أعراضَ ضعف مناعة الحزب وأعضائه، فكيف نرفع من مناعته؟ ونحصّن من دفاعاته تجاه هذه النزوات الطبيعية في البشر العاديين؟ الاجابة الوحيدة على هذا التساؤل هي الوعي الصحيح لماهية الحزب السوري القومي الاجتماعي، ولمعنى وقيمة العضويّة فيه، وللقضيّة التي يتنكّبها، ولأنها قضية حياة أمتنا فهي قضية غير عادية أو تقليدية، وبالتالي يلزمها حزب ونهضة غير عاديين بالمعرفة، والفهم الصحيح، والوعي، والإيمان، والاستعداد، والأخلاق، والإدارة، والعصبية، والمحبة، والتعاضد، والدفاع عن الحزب والأمة بكل القوة التي نملكها حتى الدماء…

حين نملك كقوميين أينما كنا في هرم المؤسسات هذه المقومات تصبح لجسمنا الحزبي المناعة الكافية ضد المتعدّيات عليها من الداخل والخارج.

دعوني أطرح سؤالاً بسيطاً بالشكل لكنه عميق بالمضمون… فبعد ظهور عدة انشقاقات في حزبنا خلال تاريخه، تصوروا لو أن القوميين عموماً (الجسم الحزبي) رفضوا فكرة الانشقاق، ولم يتوزعوا لمناصرة طرف على طرف، هل كان يمكن للحالة الانشقاقية أن تبرز، وإن برزت للعلن هل كانت لتستمر؟؟!! لو واجه القوميون المسؤولين المتنافرين، والمجالسَ المنشقة عن بعضها لأسباب تخصّ كلاً منهم، لو واجهوهم بوحدتهم وتمسكّهم بحزبهم الموحّد، ولم ينساقوا بتحزّبات وولاءات وعلاقات شخصية، ومنافع مستقبلية… قِسماً هنا وآخر هناك، والأكبر خارجاً، لو شكّل القوميون جسماً واعياً مؤمناً موالياً لسعادة فقط، عصيّاً على الانشقاق وقاوموا عوامله، لكان شكّل الحزب السوري القومي الاجتماعي نموذجاً فريداً أكّد فيه بالأقل على مستوى البنية التنظيمية أنّه غير عادي، لكن مع الأسف لم يحدث ذلك، فانهارت مناعتنا أمام أولّ امتحان في العام 1957، وتكرّرت الامتحانات الخاسرة مراراً ولا زلنا نئّن إلى الآن تحت ضعف مناعتنا!!!

طبعاً أوردت مظهرَ أو عرض الانشقاق لأنه شأنٌ بارز واضح للداخل والخارج، لكن لا يعني هذا أنّه العرضُ الوحيد، فتحت جلباب الحزب الكثير من الأعراض ونقاط الضعف الادارية والدستورية والتثقيفية والسياسية والأخلاقية… وكلها تستلزم لصدّها ومعالجة آثارها رفعَ المناعة – الوعي.

رفقائي.. آن الأوان في هذه المناسبة وكل المناسبات الحزبية أن نخرج نهائياً من الوقوف على الأطلال والتحسّر، أوالاكتفاء بإبراز مزايا سعادة وقيمة وقفته أمام جلاديه في ذلك الثامن من تموز. فعلى الرغم من عمق الدرس البطولي والأخلاقي والمناقبي الذي سطّره في تلك الوقفة، ومن عظمة سطوع شمس النهضة التي لن يطفئها كلُّ رماد الكون في ذاك الفجر ، إلا أن ذلك كلّه لا يكفي وحده، ولا يُحيي الأمة التي استشهد سعادة من أجلها، ولا يحقّق سيادتها واستقلالها وارتقاءها… فنحن اليوم كحزب، (كونه الأمّة السوريّة المصغّرة)، وكأمّة سوريّة تامة مرتبطة مصيرياً به، نمرّ بحالة من المرض الشديد الذي إن لم نسارع إلى إنقاذهما منه كان الوبال الشديد على حزبنا وعلى كل الأمة، ولا يدري أحد إن كان سيأتي سوريٌّ ما في قادم الأجيال يؤسّس فيه حزباً يكون أكثر مقدرة على حمل القضية السوريّة التي حدّدها سعادة، فهل نسلًم الأمرّ للزمن ونعلن فشلنا في حمل قضيتنا؟!!

سعادة خاطبنا ذات يوم قائلاً: “إن كنتم ضعفاء وقيتكم بجسدي، إن كنتم جبناء أقصيتكم عني، وإذا كنتم أقوياء سرت بكم إلى النصر” فكيف يجدنا اليوم لو نظر إلينا من عليائه؟ سؤال يجب على كل قومي أن يسأله لنفسه، هل نحن كأفراد بحالة من الضعف في وعينا وعزيمتنا واستعدادنا النفسي…؟ أم أننا جَبُنّا عن تنكّب قضيتنا التي آمنا بها وتعاقدنا معه لنصرتها؟ أم أننا بالفعل أقوياء؟؟ لكن إن كنّا كذلك أين علامات القوة وأين تحقيق المراحل التي تُشير إلى السير باتجاه النصر الذي رأى سعادة أنه قادر أن يحقّقه بقوتنا؟!!

لا مناص رفقائي من الاعتراف بوعيٍ وعقلٍ ومسؤولية أن حزبنا بحالة من المرض الشديد لدرجة أنه قابع في غيبوبة شديدة، وشلل تام، ولا تُجمّل حالتَه كلُّ الترقيعات والتبريرات الزائفة والمعارك الدونكيشوتية والمهرجانات الوهميّة، والتصريحات الخلّبيّة… لكن ماذا بعد هذا الاعتراف؟ هل نسمح لليأس أن يتحكم بنا ويُقعدنا عمّا آليناه على أنفسنا بتعاقدنا مع زعيمنا؟ هل نكتفي برشق مؤسّساتنا التي تشظّت وتكاثرت وتنابذت وتجافت وتعادت؟؟ هل نذهب لتشكيل مؤسسات – نتوءات إضافية نزعم أو نرتجي أنها الخلاص، وأنها البديل عن المؤسّسات القائمة؟ هل نكتفي بالتنقّل وتغيير المواقع بين المؤسّسات المتشظية على قاعدة الراحة والانسجام والاغراءات النسبية ونبتكر المبرّرات لذلك تحت عناوين وهمية بعيدة كل البعد عن الغاية التي نعمل لها؟؟

سعادة في مقاله عن سلطة الزعيم يقول “إن فساد الحكم هو من فساد الشعب” في إشارة الى الوضع السياسي والاجتماعي في كيانات الأمة، وكذلك لبعض المتذمّرين من داخل الحزب حينها، واليوم وإن كنا نجد أنفسنا نشير في كثير من المفاصل الادارية والتنظيمية والدستورية في حزبنا إلى نقاط فساد يتعمّق شيئا فشيئاً (وهذا صحيح)، فإن ذلك لا يبرّئنا نحن الأعضاء من فساد طالنا أيضاً يتجلّى في ضعف بنيتنا العقائدية والأخلاقية والمناقبية، وفي بروز ولاءاتنا الشخصية وحلولها مكان ولائنا الأوحد المفروض لزعيمنا ونُصرةِ قضيتنا، وكذلك في دخولنا دوامة العصبيّات التنظيمية الجزئية المتنافرة، وفي خنوعنا تجاه ما يجري، وفي أحقادنا التي برزت بشكل لا يليق بنا أبداً، وفي قعودنا عن طلب المجد وتركيزنا على الغث من الأهداف المرحلية وتجيير طاقاتنا في تبرير ذلك… إلخ من أمراض ونقاط ضعف كثيرة تمكّنت منّا فكرياً ونفسياً!!

في اعترفنا بضعفنا بداية التشافي، أمّا إن بقينا نتستّر عليه ونزيّن انكفاءاتنا المتسارعة لن نجني إلّا مصيراً مؤسفاً للحزب، وهذا يجب أن يكون واضحاً لكل قومي متبصّر، فهل هكذا أرادنا أن نكون صاحبُ المناسبة؟؟ لا أيها الرفقاء وكأني أسمع هدير عدم الرضى عن واقعنا في صدوركم، وهتاف تحيا سوريا ويحيا سعادة يخرج صادحاً من حناجركم، وأرى بريق الإرادة في أعينكم يخاطب الشمس في كبريائها يقول لها لن نرضى لك أن تُشرقي على قبر أمتنا أبداً.

كلّ هذا جميل ولا بدّ منه لإعادة الحياة والحيوية لحزبنا، إنما يلزمه خطة عمل حثيثة، فالأهداف لا تأتي بالتمنيات وجميلِ العبارات، وإن كان الأمين نزار سلوم في كتابه القيّم الذي أشرت إليه قبل قليل، والذي وجدته هاماً جداً في تشخيص وتحديد مسببات ما يسمى أزمات الحزب، يخلص في نهاية البحث للتفتيش عن منقذ لحزبنا، عن “زيوسودرا” الشخصية الأسطورية السومرية التي أنقذت البشر الصالحين في ملحمة الطوفان السومري، نعم البحث عن منقذ، عن مخلّص، فإني أرى هذا المنقذ، وهذا المخلص، هذا الزيوسودرا هو نحن، حين نعود لمعنى انتمائنا لحزبنا وفهمنا العميق لقسمنا، والتأصّل بأخلاقنا… فنصبح بالفعل ذاك المخلّص للحزب من تدهوره وتلاشيه ؟

لنكن نحن هذا المخلص لحزبنا فيصبح مؤسسة واحدة، ترفع راية زوبعة واحدة تجمع كلَّ القوميين، كلّ من أقسم اليمين وتعاقد مع سعادة، ومستعداً لأن يكون جندياً في صفوف نهضته، فلا تفكير بفرز جديد أو تشكيل حزبيّ جديد مهما كانت التبريرات لذلك نبيلة،  فتتم عملية تخليص الحزب من الذين أساؤوا الأمانة فيه، وقادوا القوميين ليكون معظمهم يوالونهم ويمالئونهم، ويشكّلوا أدوات استئثار وديمومة تسلط مجموعة صغيرة تتحكم في مقدرات الحزب وسياسته دون أي اهتمام بالنوعية أو بالقضية التي أُسّس الحزب لأجل تحقيقها!!

ولست هنا مع مَن يَدعُون من بعض المدافعين عن الواقع الراهن، بأن تعالوا وانضووا في المؤسسات القائمة ولنتعاون في عملية الاصلاح، أو ممن يقولون دعونا نعمل في تنظيماتنا المتنازعة الراهنة ومن يثبت وينجز أكثر تكون له الأفضلية… فهذه دعوات غير أنها قاصرة ولا تنمّ عن دراية عميقة لأزمة الحزب، هي ممجوجة ومعروفة الأهداف والنتائج، جربناها مراراً ولم تكن إلا في سياق عملية خداع مستمرة حتى الآن!!!

لطالما ذلك ما هو الحل الذي أراه؟ الحل بأن يتداعى القوميون الذين لهم رصيدٌ جيّد من الفهم الحزبي، ومن الذين يحصلون على ثقة شريحة واسعة من القوميين بامتلاك الأخلاق والتاريخ الناصع، أينما كان تموضعهم التنظيمي أو ممّن هم خارج أي تشكيل، يتداعون لتنظيم حملة توعية للقوميين كلّ القوميين، سيّما ممن لم يضعوا أنفسهم في سكة المنفعة والاستفادة الحزبية غير الشريفة، أو من غير الذين هاجمهم الاحباط وكبّلهم وصاروا يمارسون العمل الحزبي بأدنى حالاته بلا أي أثر ونتائج اجتماعية أو سياسية… بحيث يوقَظُ بهم الهدفُ السامي الذي انتموا لأجله للحزب، فبدون تحقيق هذه الحالة من الوعي سيبقى الحزب قائماً على عديد غير نوعي، يرفع يافطة وهمية يستفيد منها بعض قياداته في غير مجال، أما غاية الحزب فستبقى نسياً منسيا.

أيها الرفيقات والرفقاء، ما يلزمنا هو رفع مناعتنا، إعمال عقلنا وفكرنا، التخلّص من تبعيتنا لأشخاص، قادة أو مطلق من كانوا، فقدوتنا سعادة وفقط، لنرفض حالة الانشقاق، لننصر حزبنا بتوحيده، لنملك إرادة نفض كل المتطفلين عنه، ومعرفة نقاط ضعفه وثغرات دخولهم فنغلقها، لنحصّن دستوره، لنرفض معظم ما علّمونا عليه خارج الدستور والأخلاق القوميّة. لنشكّل الجسم الحزبي الحصين المنيع في وجه كل الأمراض.

أن نقف وقفة واحدة نحترم فيها دماء سعادة ووقفة عزه، نتعاهد معه من جديد على حراك داخلي بطولي لإنقاذ الحزب وبالتالي إنقاذ الأمة من مصير أسود تسير إليه أمام أعيننا، بذلك وحده نقيم للمناسبة العظيمة وزناً وأثراً في نفوسنا وقلوبنا وإراداتنا، ونزرع سعادة فيها قدوةً وشمسَ هداية وحيدين، ونضع فهمنا لقسمنا، لحقّنا وواجبنا دافعاً لعملنا، فالظرف حرج، والوضع خطير، والمهمة جسيمة، فهل نعجز عنها؟!!!

ولتحي سوريا ويحي سعادة

0
0