نص كلمة عريف الندوة التي عقدت في دارة الأمين ايلي عون بضهور الشوير، لمناقشة كتاب شحادي الغاوي: “الاسباب والعوامل الحزبية الداخلية في تاريخ استشهاد سعاده…” الرفيق سليم سعدو سالم.
يقول سعادة معلماً: “المجتمع معرفة والمعرفة قوة”.
الكتاب ليس فقط خير جليس في الأنام بل هو أحد أهم وأقوى وأوسع أبواب المعرفة.
أكثر من مرة وفي أكثر من موضع يحثنا سعادة أن نقرأ تاريخ الحزب ونتعمق في فهم نشأة الحزب والاحداث التي مر بها الحزب، ليس من حيث أن كذا حصل في العام كذا، بل لكي نستخلص العبرة من الدراسة، ولكي نكتسب المزيد من المعرفة. فجندي يعرف هو افضل من ضابط لا يعرف، وأفضل من عشرة جنود لا يعرفون.
منذ الخطوات الاولى لانطلاق النهضة كانت هناك عمدتان اساسيتان هما عمدة الاذاعة وعمدة الثقافة المعنيتان بنشر المعرفة العامة بأوسع مداها. وبوحي من هذا أقدم العديد من القوميين على تأسيس دور للنشر وأصدار الكتب والمجلات. وصار الناس وحتى خصوم الحزب منهم يعترفون أن الحزب السوري القومي الاجتماعي هو حزب مثقفين ومتعلمين كما هو حزب مقاومين محاربين على كل صعيد. وأن الثقافة العامة هي أحد أبرز ملامح الفرد القومي الاجتماعي.
لا أريد القول أن كل هذا كان… وأن “كان” هو فعل ماضي. فالكتاب الذي نجتمع اليوم حوله هو كتاب مثير كثيراً، يكاد يصرخ في وجه كل باحث عن الحقيقة أن يقلب صفحاته ليعرف أكثر. إنه كتاب ليس ليوضع على الرف بل ليُقرأ كل حرف فيه وليكون موضع نقاشات ودراسات وبحوث. وكما في كل كتاب إذا كان سعادة قبل أن يؤسس الحزب قد طرح على نفسه السؤال الاساس: ما الذي جلب على شعبي هذا الويل؟ فإن في كتاب الغاوي ما يدفعنا أن نطرح الاسئلة والتساؤلات نفسها كي نعرف ما الذي جلب على الحزب كل هذا الويل، بل كل هذه الويلات. ذلك على امل أن نهتدي ونبحث ونعرف ونعود الى أصولنا التي بناها سعادة.
أسمحوا لي هنا أن آخذ الموضوع من زاوية شخصية قبل أن أترك الكلام للعزيزين الامين أيلي عون والمؤرخ الاديب جان داية، فأنا من حيث العمر قد أهتديت وانتسبت الى الحزب ربما قبل أن يولد شحادي الغاوي، لكنني تعلمت من كتابه الكثير. كتابه فتح عينيّ على أمور لم تكن تثير أهتمامي كما كان ينبغي أن تثير.