من حديث بين أستاذ وطالبة:
الطالبة: “إني حزينة على موت سناء محيدلي”
الأستاذ: “هل سمعت باسمها قبل اليوم؟”
الطالبة: “كلا.”
الأستاذ: “هل تنسيه بعد اليوم؟”
الطالبة: “كلا.”
هذا الحديث الذي دار بعد أيام من استشهاد عروس الجنوب يختصر حكايات الشهداء الأبطال. قد لا نسمع باسمهم قبل استشهادهم، ولكن من المستحيل أن ننساه بعد ذلك.
نزار بنات ليس الشهيد الأول على يد سلطة أوسلو ومن قبلها منظمة التحرير الفلسطينية بسبب معارضة سياستهما. قبله كان هناك أحمد عبد الغفور وناجي العلي ممن لا شك في اغتيالهما على يد السلطة والمنظمة المجرمتين. كذلك الأمر بالنسبة لكوادر عديدة من منظمات فلسطينية أخرى، أبرزها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ممن تمت تصفيتهم في أكثر من مكان وفي أكثر من مفصل.
هناك خطان متصارعان داخل الوطن السوري عامة، ولكن داخل فلسطين في شكل خاص. خط الصراع وخط المنفعة. الشهيد بنات يمثل خط الصراع؛ جماعة أوسلو يمثلون خط المنفعة. بين هذين الخطين معركة وجودية لا يمكن الانتصار على المحتل دون حسمها.
نحن، السوريين القوميين الاجتماعيين الذين واجهوا منظمة التحرير الفلسطينية منذ خطاب “غصن الزيتون” في الأمم المتحدة نعرف هذا الأمر من وجع. الشهيد أحمد عبد الغفور كان قوميا اجتماعيا اغتالته عصابات المنظمة سنة 1974، بسبب رفضه للتسوية وانخراطه في “جبهة الرفض” آنذاك.
ناجي العلي كان صوتا فلسطينيا إنسانيا جامحا. اغتالته المنظمة في لندن.
والآن، نزار بنات يقتل سحلا في فلسطين.
لا مجال للتسوية مع هذا الاجرام. لا فرق بين محمود عباس وأنطوان لحد أو بشير الجميل. نهايته ونهاية زمرته يجب أن تكون كنهايتهما.
هذه النهاية آتية، لا محالة. القلع آت، لا محالة.
إن الفينيق إذ تنشر هذا الملف الخاص عن الشهيد نزار بنات تشكر كل من ساهم به من قراء وأصدقاء قدامى وجدد. نأمل أن يصل هذا العدد إلى عائلة الشهيد الذي نحني الرأس احتراما أمام دمائه، معاهدينه أن فلسطين، جنوبنا السوري، لنا، كلها لنا، وأن دمه لن يذهب هدرا.