كنا قد انطلقنا منذ 25/4/2021، بزاوية أسبوعية جديدة ضمن مجلة الفينيق حملت اسم “لن ننساكم“، حيث تُعنى هذه الزاوية بملف أسرانا البواسل في سجون الكيان الصهيوني، وقد اعتدنا منذ انطلاقتنا بهذه الزاوية إلى اليوم، أن نقف وقفة خاصة مع واحد من الأسرى في سجون الاحتلال، إلا أن وقفتنا هذا الأسبوع تختلف عن باقي ما سبق، وليس الاختلاف هنا بالنزوع لموضوع آخر غير الأسرى، إنما عن طبيعة الأسرى المذكورين، فالعالم كله دون استثناء تتراءى له صورة السجين، المعتقل، الأسير – (برغم كل الفروقات ما بين المسميات الثلاث) – قابعاً خلف قضبان زنزانة تضيق على روحه وأحلامه وحياته !! .. إلا أن الأسرى الذين نتحدث عنهم اليوم فليسوا ككل الأسرى، والاختلاف ؟! .. في أن آسرهم لن يستطيع معهم أمراً، فقد تحرروا من قبضته منذ سنين طويلةً كانت أو قصيرة، أولئك هم الفدائيون الأسرى، الشهداء الأسرى، أبطال مقابر الأرقام!!
حول مقابر الأرقام
يكاد يكون من المستحيل أن نجد من يمارس الإجرام والعقوبات بحق جثث الموتى، إلا أن هذا المستحيل يسقط حين تكون “اسرائيل – الدولة اليهودية” هي الموضوع! .. لتكون بهذا الكيان الوحيد في العالم الذي يفرض عقوبات حقيقية وفاعلة على الجثث، حيث أنها تحتجز اعداداً غير معروفة من جثث الشهداء الفلسطينيين والمقاومين الذين استشهدوا في مراحل مختلفة من عمر المسألة الفلسطينية، إما خلال مقاومتهم، أو خلال أسرهم، فما كان من “اسرائيل” إلا أن أقامت لهذه الغاية مقابر سرية عرفت باسم مقابر الأرقام، تدفن بها جثث الأسرى والشهداء لتستكمل مدة الأسر والعقوبات التي حكمت محاكم الاحتلال بها على الشهداء أو الأسرى،
والمقابر السرية عبارة عن مدافن بسيطة، محاطة بالحجارة بدون شواهد، ومثبت فوق القبر لوحة معدنية تحمل رقماً معيناً، ولهذا سميت بمقابر الأرقام لأنها تتخذ الأرقام بديلاً لأسماء الشهداء، ولكل رقم ملف خاص تحتفظ به الجهة الأمنية المسؤولة، ويشمل المعلومات والبيانات الخاصة بكل شهيد.
وقد كشفت مصادر صحفيّة إسرائيلية وأجنبية في السنوات الأخيرة معلومات عن أربع مقابر أرقام هي:
-
مقبرة الأرقام المجاورة لجسر “بنات يعقوب” و تقع في منطقة عسكرية عند ملتقى حدود فلسطين المحتلة – الشام – لبنان، وتفيد بعض المصادر عن وجود ما يقرب من 500 قبر فيها لشهداء فلسطينيين ولبنانيين غالبيتهم ممن سقطوا في حرب 1982، وما بعد ذلك.
-
مقبرة الأرقام الواقعة في المنطقة العسكرية المغلقة بين مدينة أريحا وجسر داميه في غور الأردن، وهي محاطة بجدار، فيه بوابة حديدية معلق فوقها لافتة كبيرة كتب عليها بالعبرية “مقبرة لضحايا الأعداء” كما تسميها سلطات الاحتلال، ويوجد فيها أكثر من مائة قبر، وتحمل هذه القبور أرقاماً من ” 5003 – 5107 ” (ولا يعرف إن كانت هذه الأرقام تسلسليه لقبور في مقابر أخرى أم كما تدعي إسرائيل بأنها مجرد إشارات ورموز إدارية لا تعكس العدد الحقيقي للجثث المحتجزة في مقابر أخرى.
-
مقبرة “ريفيديم” وتقع في غور الأردن.
-
مقبرة ” شحيطة ” وتقع في قرية وادي الحمام شمال مدينة طبريا الواقعة بين جبل أربيل وبحيرة طبريا. غالبية الجثامين فيها لشهداء معارك منطقة الأغوار بين عامي 1965 – 1975. وفي الجهة الشمالية من هذه المقبرة ينتشر نحو 30 من الأضرحة في صفين طويلين، فيما ينتشر في وسطها نحو 20 ضريحاً، ومما يثير المشاعر كون هذه المقابر عبارة عن مدافن رملية قليلة العمق، ما يعرضها للانجراف، فتظهر الجثامين منها، لتصبح عرضة لنهش الكلاب الضالة والوحوش الضارة.
ومقابر الأرقام التي هي إهانة لإنسانية الإنسان بحد ذاتها، في حياته وبعد موته، تستصرخ العالم كله للمطالبة باستعادة جثامين هؤلاء الشهداء ولتمكين ذويهم من إعادة دفنهم بما يليق بكرامة الإنسان، وتستصرخ كل المدافعين عن حقوق الإنسان للضغط على حكومة “إسرائيل” بالإفراج عن جثامين الشهداء فمن العار كل العار أن يصمت العالم على عقاب الإنسان حتى بعد موته.
وقد أكد المتحدث الإعلامي لهيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبدربه في 20/2/2021 أن سلطات الاحتلال لا تزال تتهرب من القوانين والتشريعات الدولية، وتواصل احتجاز جثامين 324 شهيداً منهم 254 في مقابر الأرقام منذ عام 1967 و70 آخرون في ثلاجات الاحتلال منذ عام 2015، مشيراً إلى أن 68 فلسطينياً في عداد المفقودين منذ عام 67. مع العلم أن هذا العدد هو فقط المعلن وما اعترفت به سلطات الاحتلال، فنحن لا نعلم حقاً متى بدأ التأسيس الفعلي لهذه المقابر!!
ومن المهم القول أن الاحتلال يلجأ إلى احتجاز جثامين الشهداء لا لتسد الجثة مكان الأسير في استكمال حكمه، وإنما أيضاً للمساومة في أية صفقة مقبلة لتبادل الأسرى، ويهدف أيضاً الى زيادة معاناة ذوي الشهداء.
أسماء الشهداء المعروفين في مقابر الأرقام بعد 2015، وما زالت سلطات الاحتلال تحتجزهم حتى اليوم:
- عبد الحميد أبو سرور
- محمد ناصر طريرة
- محمد جبارة احمد الفقيه
- رامي محمد عورتاني
- مصباح أبو صبيح
- فادي قنبر
- براء إبراهيم محمد صالح
- عادل حسن إبراهيم عنكوش
- أسامة احمد مصطفي عطا
- بدر كمال مصبح
- احمد حسن السباخي
- شادي سامي الحمري
- علاء سامي أبو غراب
- محمد خير الدين البحيصي
- أحمد إسماعيل جرار
- أحمد نصر جرار
- عبد الرحمن بني فاضل
- مصعب زهير السلول
- محمد الربايعة
- يوسف أحمد عطوة العماوي
- عطية محمد عطوة العماوي
- يوسف جاسر إبراهيم أبو جزر
- عبد السلام مسامح
- عزيز عويسات
- رمزي النجار
- خالد سمير عبد العال
- محمد طارق إبراهيم دار يوسف
- هاني محمد عودة المجدلاوي
- وائل عبد الفتاح الجعبري
- عطاف محمد مصلح صالح
- رمزي أبو يابس
- صالح عمر صالح برغوثي
- أشرف وليد سليمان نعالوة
- فارس بارود
- امير دراج
- يوسف عنقاوي
- ياسر محمد فوزي شويكي
- عمر أبو ليلى
- محمد عبد المنعم محمد عبد الفتاح
- يوسف وجيه يوسف احمد
- نصار ماجد عمر طقاطقة
- هاني حسن سلمان ناصر أبو سلمي
- عبد الله أشرف عبد الغمري
- عبد الله إسماعيل عليان الحمايدة
- أحمد أيمن موسى العديني
- رشاد صالح سلمان البديني
- علاء خضر الهريمي
- بسام امين محمد السايح
- رعد ماجد البحري
- بدوي خالد الشلش مسالمة
- عبد الله أبو النصر
- محمد هاني مسعد أبو منديل
- سالم زويد هويشل النعامي
- محمود خالد محمود سعيد
- فخر أبو زيد
- ماهر يوسف زعاترة
- محمد الناعم
- سفيان الخواجا
- إبراهيم حجازي هلسة
- بهاء العواودة
- فادي سمارة
- احمد مصطفى عريقات
- سعد الغرابلي
- أشرف امين حسن هلسة
- محمد ضامر حمدان مطر
- داوود طلعت الخطيب
2 Comments
ومن المهم القول أن الاحتلال يلجأ إلى احتجاز جثامين الشهداء لا لتسد الجثة مكان الأسير في استكمال حكمه، وإنما أيضاً للمساومة في أية صفقة مقبلة لتبادل الأسرى، ويهدف أيضاً الى زيادة معاناة ذوي الشهداء
تحياتي للكاتبة
حين يتم تسويق كيان مجرم يمارس الارهاب حتى على الاموات، فإنه واجبٌ علينا فضح هذا الكيان وممارساته وهمجيته وعدوانه وإجرامه .. تحيا سورية