كل مواطن مقاوم

Share

في الخامس من حزيران سنة 1934، أي قبل تسعين سنة بالتمام والكمال، طرح سعاده في رسالة منه إلى الجالية السورية في البرازيل مجموعة من التساؤلات الوجودية، نختار منها السؤالين الأول والخامس لارتباطهما بالوضع القومي الحالي:

  • هل نحن أمة حية؟
  • هل نحن جماعة تعرف أهمية الأعمال النظامية؟

كان سعاده يعرف الأجوبة. وما طرحُهُ تلك التساؤلات إلا من باب حث السوريين المغتربين على الانخراط في صفوف النهضة القومية الاجتماعية التي كان حزبها قد تأسس سراً قبل سنتين من تاريخ الرسالة.

طبعاً نحن أمة حية، وطبعاً نحن جماعة تعرف أهمية الأعمال النظامية… وإلا لما كان سعاده قد أسس الحزب، ولما كان قد واجه التنين المتعدد الرؤوس وصارعه حتى الشهادة!

واليوم، في هذه الظروف المصيرية الاستثنائية، تقع على عاتق كل واحد منا مسؤوليات جسام.

دعونا نسترجع عبارة الرفيق سعيد تقي الدين المشهورة: “كل مواطن خفير”، لتصبح “كل مواطن مقاوم”!

أجل، كل مواطن يجب أن يكون مقاوماً، بالكلمة، بالإعلام، بالدعم المالي، بالحيطة، بالحذر، بالمواجهة في كل المجالات وعلى كل الأصعدة.

الحياد في هذه المرحلة يكاد يلامس درجة التواطؤ والخيانة. لا توجد منطقة وسطى بين الحياة الحرة الكريمة لشعبنا، وبين الإبادة التي نتعرض لها على امتداد جغرافية الأمة.

وحذار حذار من الذين يفتعلون إشكالات ثانوية بهدف زرع الشكوك والبلبلة في الصفوف المتراصة. فكل التناقضات الفرعية تسقط أمام وحدة المصير والهدف.

كل مواطن… مقاوم!

هذا هو المقياس المطلق الآن: أن تقاوم يعني أن تكون مواطناً، ولا مواطنية خارج الفعل المقاوم المصيري. 

0
0

2 Comments

نجا حماده 1 أغسطس، 2024 - 9:32 م

طريقة الاتصال بحضرتكم بخصوص مقال اود ان ينشر على صفحتكم الغراء

أسامة المهتار 1 أغسطس، 2024 - 10:46 م

يمكن إرسال المقال إلى: mohtaro@gmail.com

Post Comment