يسير كالنار في الهشيم مساواة المدارس القومية على دفتيها بالدواعش، هنا أستذكر رفيقة الجميع الراحلة بنت السوري القومي الاجتماعي حياة الحويك عطية، حين أجابتني على اتهام المدرستين بكونهما نازيات حسب ما يطرح هواة المشرقية ومراهقي اليسار، وأستحضر حوارا دام بيني وبين د. موفق محادين لما يقارب الثلاث ساعات قبل الحملة التي تعرض لها.
أما ما أستطيع أن أستعرضه من حواري المطول مع د. موفق محادين، فهو ذات المنهج الذي تحدثت به الراحلة د. حياة الحويك، الإعادة إلى المنظرين، وهنا ذهب بي إلى أحد أكثر المنظرين حيوية من حيث شجاعته على نقد الذات والواقع، الراحل ياسين الحافظ حيث ركز على القومية بوصفها مسألة اجتماعية، وهو ما تكرر في نموذج نادر في الماركسيين العرب وهو المفكر السوري العروبي إلياس مرقص، ومثلهما عصمت سيف الدولة ونديم البيطار.
بالمحصلة فالتجارب القومية أنتجت لنا مفكرين من الطراز الأخاذ، ببنما يتم اتهام هاتين المدرستين بالجمود العقائدي، رغم حيوية المدرستين، ويتم اتهام المدرستين بالداعشية فقط لإثبات فحولة رأي اتهامي لا يزن في أرض المدرستين شيئاً، لأن الثابت التاريخي الذي تتفق عليه المدرستين، لن يوجد أي مشروع يحمل مشروعك سواك، لا شرقي ولا غربي، وربما مؤخراً بدأت أصبح أكثر ميلاً لفكرة أنطون سعاده في بناء المتحدات جغرافياً على أسس القومية الاجتماعية لبناء علاقة تكاملية مع متحدات عربية أخرى متسعة لا مجزأة، وليست نتيجة مشروع خارجي، وضمناً هذا لا ينفي تمسكي بالهوية العروبية كناتج حضاري طبيعي وأساسي، ليس متعلقاً بماضوية تناحرية لا ناقة لي فيها ولا جمل، وما الانجرار نحو اتهام القومية والتنكيل بها إلا تساوق مع مقولة الصهيوني نتنياهو حين احتفل واهماً بانتصار مشروعه الاجتثاثي على القومية، والذي يسوقه اليساري والمشرقي في جزء كبير منه للأسف على أنه كيان فصل عنصري، بينما كلا المدرستين القوميتين قد حسمتا التعريف مسبقاً، بأن العداء مع هذا المشروع عداء وجود، لا عداء تسميات، فسمي اسرائيل، كيان صهيوني، هو أياً كانت تسمياته مشروع عداء يجب اجتثاثه ولو كلف ذلك محو كل ما يقع على أرض جنوب سورية “فلسطين”.