رحل فايز بصمت، كدأبه في الحياة، الصمت ما خلا الشعر. رفقاء فايز ومحبوه شيعوه بأجمل ما يشيع به الشاعر، كلماته. هذه نماذج عما تذكّر به رفقاء درب فايز شاعرهم المحبوب ننقلها عن صفحاتهم كما وردت.
“أيها المقبلون إلى العرس بعد جنازاتنا
عيدوا فوق هذا الحطام الملون
وامحوا ضلالاتنا
لست أدعو إلى اليأس رغم انحلال النجيع!
ها أنا أقتفي أثر النوء
أمضغ تبغاً رديئاً
وأجرع كوباً رديئاً
وألقى مصيراً رديئاً
يا طولما كنت ألهج باسم الربيع!” (ردينة الحكيم)
*******************************
“الشاعر فايز خضور وداعآ
الذي تنبأ في بداية السبعينات بالحرب اللبنانية ولاحقآ بما آلت إليه الشام والعراق :
” لا تبكوا… كل مبانيكم وأهاليكم ستصبح حائط مبكى ”
والذي قال :
” يا وطن الماء ..
قصرت عن بل ريق العصافير والعشب .. ”
البقاء للأمة.” (عصام عزوز)
*******************************
“تعبي ضاق بي.
فاتّسعْ
أيّها الزمنُ الحجريّ اتسع،
قيدَ تنهيدة.
لم يعد حولنا وطن،
نتحامى به .
هل تآخى يهود الشتات بأشتاتنا؟!” (محمد سعيد حمادة.)
*******************************
لك الصيف، (مصطفى زين)
*******************************
“قدر النوارس أن تبيض فراخها بين السفائن
لا البحر يعرفها ولا خشب الصواري ..
لا البحر يعرف ما تعانيه النوارس من فقد أفراخ لها رحلت
ولا الجزر القصية نغصت خلجانها …
صيغ المرارة في البراري.” (محمد شعراني)
*******************************
“حميمٌ لظى العشقِ،
بستانُ شوك ٍ – حرير ٍ .
أنارَ عَمَاء ” الكلام ِ ،
وطَوّحهُ في خِضَمِّ ” الكِتابَةْ.. !!
بماذا تَبوح المحيطاتُ للتائهينَ،
إذا جاشَ بالموجٍ هَيّاج نَوْءٍ؟ !
وأيُ ارتعاش ٍخجولٍ يُداجي اليباسَ،
إذا عاتبتْ رئةُ الكأسٍ
شُحَّ العناقيدٍ، في عَطَش الكَرْمِ؟ !
أيُ ابتهالٍ حنونٍ،
تَضوْعُ به مَسْكَباتُ البنفسجِ :
تمتمةً في شرايينِ فجرِ الهناءاتِ؟ !
ياشِعْر ُ . . . . . .
– بعدَ جفاف ِ الرؤى في المحابر ِ –
للنبعِ، ماذا تَقولُ السَّحَابَهْ ..؟ !
****
“لا يدوم اغترابي… لا غناءٌ لنا يدومْ
فانهضي في غيابي… واتبعيني إلى الكرومْ
هيّئيها الدنانا… كرمنا بعدُ في رباهْ
يومَ تبكي سمانا… نُشبع القلبَ والشفاهْ
حبيبتي زنبقةٌ صغيرةْ
أمّا أنا فعوسجٌ حزينْ
طويلًا انتظرتُها طويلا
جلستُ بين الليل والسنينْ
وعندما أدركني مسائي
حبيبتي جاءت إلى الضِياعْ
ما بيننا منازل الشتاءِ
يا أسفًا للعمر كيف ضاعْ
ما أُحَيْلى رجوعي… مُتعبًا أتبعُ المساءْ
والهوى في ضلوعي… جُنَّ من فرحة اللقاءْ.” (إيلي الخوري)