“أنا بقدر أحكي شو أثر الحلقة الأولى عليّ أكثر من رأيي. يعني نهيت الحلقة بتأثر عاطفي كبير جدا. بحيث قبل ما أوصل لاعدامه فعلا بكاني المشهد بالقاهرة. الناس اللي بتحكي متعدية التلمذة للحب، وهاد اشي جداً نادر بالشخصية العامة بمنطقتنا. احنا بنفتقد الرمز. الرمز اللي نعلى فيه وما نحتاجش نستورده من برة. مش محتاجين لا جيفارا ولا غيره مع احترامنا لتجربتهن. بالمناسبة ع قد ما كان حضور فكر سعادة شبه معدوم بالساحة الأردنية، بعد الربيع العربي كتير شباب وكتير جدا عم بحلو أزماتهم بفكر سعادة. بس أغلبهم بما فيهم أنا، مصادر اطلاعنا محدودة ومأطرة بشكل تعاطي الحدود الدنيا بدون الوصول للب الفكر نفسه.” (شابة من الأردن، تعليقا على الحلقة الأولى من برنامج الميادين.)
خلال أسبوع واحد تقريباً وفي الوقت الذي يشهد حزبه، الحزب السوري القومي الاجتماعي تداعيات تنظيمية، يعاد التعريف بأنطون سعاده المفكر من خلال ندوة الفكر القومي على تطبيق zoom التي تشرف عليها مؤسسة سعاده، كما وسعاده الانسان والمفكر والمناضل بوثائقي اعدته هالة بوصعب على قناة الميادين.
الندوة حملة عنوان سعاده بعيون خليجية قدمها الدكتور عبد العزيز القطان اعلامي وأكاديمي كويتي الذي اعترف انه تعرّف على سعاده المفكر متأخراً بعض الشيء وبرر ذلك بالجو الثقافي المسيطر على دول الخليج حيث الاهتمام بالثقافة والفكر تأخر بعض الشيء وكان مقتصراً على العروبي والدين والتراث القبلي الخ.
استعرض القطان انتاج سعاده الفكري متنقلا بين كتبه ومقالاته. ومما قاله انه ما كان يفرغ من قراءة كتاب حتى يجهز على آخر وفي كل مرة كان يعود للاستزادة من الذي أتم قرأته. تقديمه لفكر انطون سعاده بأريحية وإعجاب وبسمة لم تفارق محيّاه طيلة الندوة كما لو كان طفلاً وجد ضالته بلعبة كان يبحث عنها او سفينة وجدت ضالتها بعد طول ابحار وفجأة تراءى لقبطانها اليابسة. طالب بنهاية ندوته من تلاميذ سعاده واعضاء حزبه ان ينشطوا أكثر بالمجال الثقافي وإعادة طرح فكره على ضوء المستجدات والمتغيرات. فسعاده العقل لا يجب ان يؤبّد ويحنّط وهو الزعيم الزعيم بلا منازع. اولاً لفكره وشخصيته وريادته بالطروحات في زمانه، وثانياً لإرادة الصراع لديه حيث لم يكتف بإنتاجه الفكري، بل نزل الى ساح الصراع غير هياب، ولرؤيويته والخطورة التي شكلها على مشاريع التفتيت والنهب الاستعماري، فقام من هم ورائها بإعدامه.
اما الوثائقي التي بثته الميادين فهو استعراض لأنطون سعاده من المهد الى اللحد مع كمية وثائق تدحض كل ما سيق ضده من اتهامات، ناهيك عن رصده الدائم من قبل قوى الانتداب بفرعيها الفرنسي والإنكليزي، وصولاً للأميركي. وشهادات منها الحي ممن عرفوه، ومنها ممن تتبع اثاره كمفكر او كزعيم حزب، ونحن بانتظار الحلقتين التاليتين لكي نغوص أكثر بالإنتاج الذي يعتبر الاول من نوعه لمثل هذه الشخصية.
محاضرة ووثائقي يفتحان اقواسا وعلامات استفهام واسئلة برسم الذين تعاقدوا مع سعادة، وتخلفهم الذي طال عن الركب، وانشغالهم بصغائر الامور متناسين او ساهين عن الموضوع التي تعاقدوا من اجله وهو بعث نهضة واحياء امة واقامة حياة أفضل بعالم اجود متخذين في كل نضالهم العقل كشرع اعلى. وفي ذلك، قدوتهم الزعيم وليس اي شخصية أخرى. فواجب الاحترام ليس ذاته بحال القدوة، والفكر بالنهاية ليس طوطماً يتعبد اليه من خلال افراد، وزعامة سعاده مُطلق الفكر تعاقدية منشأة وليست عرضية تستبدل بشخصية ظهرت وكان لها باع فكري او سياسي او حربي.
للدخول إلى رابط الميادين أنقر هنا
للدخول إلى رابط ندوة مؤسسة سعاده، أنقر هنا.