رسالة اعتذار إلى الرفيقة الدكتورة حياة الحويك – علي حمية

Share

وردنا من الرفيق علي حمية من “القيادة المؤقتة” ما يلي:

لكل منجز إعلامي أدواته ووسائطه التي يبتكرها أصحابه أو مشغلّوه لإيصال أفكارهم أو نظرياتهم أو إبداعاتهم (على اختلاف ألوانها واستهدافاتها) إلى أكبر عدد من المتعطشين إلى المعلومة والخبر والمعرفة. وبقدر ما تكون مروحة هذا المنجز واسعة ومعلوماته جديدة وصادقة وأمينة، بقدر ما تكون نتائجه موضع اهتمام وتقدير المتلقين لها. وهذا، أيضاً، شأن وسائل التواصل الإجتماعي، على اختلاف أنواعها، لا سيّما الواتساب، فهو سهل الإستخدام وكلفته بسيطة، وبات بمتناول الجميع، مقارنة مع وسائل تواصل أخرى، ويرجع لمشغّله أن يوظّفه في الوجهة التي يريد: فإمّا يوظفه لإيصال المعلومة الصحيحة المفيدة وإما يوظفه لحرف المعلومة عن وجهتها الصحيحة.

لـ”القيادة المؤقتة” التي تضم مجموعة من القوميين الإجتماعيين، من كل الفئات والأعمار والمستويات العلمية والثقافية، الذين التقوا على هدف واحد هو أزمة حزبهم ومصيره، صفحة على الواتساب. صفحة يتداولون فيها المعلومات التي تفيد الغرض من إنشائها. وكأي نشاط فكري أو سياسي يتناول شؤون ما اجتمعوا عليه في راهنية لقائهم هذا، قد يقع بعض مستخدمي هذه الصفحة منهم، أحيانا كثيرة، في أخطاء غير مقصودة ، فيسقط هذا “البعض” في هنّات كثيرة، هنّات لا تلبث أن تكبر نتيجة الفعل ورد الفعل، الرأي والرأي الآخر، حيث جميعنا ، عقلاً وواجداناً، واقعون تحت ضغط راهن حزبنا ومصيره ، كما ضغط الهموم العامة أسوةً بجميع الناس، فتسقط الصفحة ومشغّلوها في مأزق حرفِها عن الهدف الذي أنشئت لأجله .

هذا ما جرى على متن صفحتنا هذه، أثناء ذيوع خبر مقتل الناشط السياسي لقمان سليم، وبعده بأسبوع، رحيل المناضل أنيس النقاش، وما تلا هذين الحدثين من اتهامات ساقها الرفيق مروان سليم ضد الرفيق علي حمية الذي كان قد وضع على صفحة “القيادة المؤقتة” مقالة للنقاش نشرتها جريدة “الأخبار” بتاريخ 12 تموز 2019، بمناسبة استشهاد سعاده، وببيان نعي نشرته الأخبار، أيضاً، للرفيق حمية، غداة وفاة النقاش، بتاريخ 24 شباط 2021، الأمر الذي أغضب الرفيق مروان، واستخدم الصفحة وغيرها من وسائل التواصل، و”ما ملكت أيمانه” لكيل الإتهامات ضد الرفيق حمية ما استوجب تدخل الدكتورة حياة الحويك التي كتبت مقالة وضعت فيها حداً لما يجري على هذه الصفحة، وصرّح الرفيق مروان على الصفحة نفسها، موافقاً، على كل ما جاء في مقالة الرفيقة حياة. وفي اجتماع المجموعة بتاريخ 07/03/2021، أي بعد أسبوعين على وفاة النقاش، وثلاثة أسابيع على وفاة لقمان، وضمنا الأخذ والرد حولهما ، وبحضور أكثر من 20 رفيقاً ورفيقة مجتمعين على تطبيق zoom، توجه الرفيق حمية بسؤال إلى الرفيق مروان ما إذا كان قد اكتفى بردّ الرفيقة د. الحويك على كل ما نُشر من بيانات وتعليقات في الفترة المذكورة، أم أن الموضوع ما زال بحاجة لطرحه للنقاش ، فرد بالإيجاب على مسمع الجميع، واعتبر جميع المجتمعين يومها، وأنا من ضمنهم، أن المسألة قد طُويت.

بعد أيام، عاد الرفيق مروان إلى الموضوع ذاته، وراح يكيل التهم، يميناً ويساراً، في تعليقاته التي وسّع مروحتها، كعادته، باتجاه المقاومة و”محورها” و”المشروع الإيراني” متمثلاً بـ”ولاية الفقيه”، وصبّ جام غضبه ضد القوميين وأولئك الذين لا يذهبون مذهبه في هذا الجانب من “مضبطته” التي تجرّم بالجملة، مفترضاً أن كل قومي لا يوافقه على آرائه هو “معادِ له” ويدخل في إطار “المشروع الإيراني” الذي يعمل – برأيه- متظللاً عباءة ولي الفقيه، للسيطرة على الهلال الخصيب. في هذا السياق، استخدم الرفيق مروان مقالاً كانت قد نشرته د. حياة الحويك على صفحة واتساب الخاصة بالمجموعة، في محاولةِ منها لتصويب النقاش الذي بدأ يفلت عن السيطرة، دون أن تذكر أحداً بالإسم، لا مروان ولا غيره. لكنه اعتبر أن المقال موجّه ضده، وثارت ثائرته. وهنا، تبيّن لجميع من يعرف الرفيقة الدكتورة حياة، بأنه حقاً لا يعرفها لجهة صفتها ومركزها وثقافتها وعلومها وإنتاجها ومرتبتها في الإعلام العربي والتزامها الحزبي. وللحقيقة، أرى أن الرفيقة حياة لم تكن تصوّب مقالها في اتجاه شخص معيّن: مروان أو أنا أو غيرنا وإنما، وعلى طريقتها ونهجها، تريد تصويب الإتجاه في شأن قومي راهن معيّنةً مصلحة الأمة فيه. صحيح أن مقالها طال مجموعة من القوميين لأنها، في الأساس، تتوجه إلى هذه المجموعة التي تحمل هذه الأفكار، ولذلك استهدف مقالها، تحديداً، تياراً يحاول أن يتلمس طريقه مستفيداً من حالة الفوضى الفكرية والأيديولوجية والدينية التي تغذيها الدعاوى الأجنبية المعادية للأمة السورية ولحقوقها المغتصبة وللطريقة التي تُدير بها أمتنا المستضعفة تحالفاتها الإقليمية والدولية الآيلة إلى استرجاع المغتصب من أراضيها في الشمال الغربي(تركية) والشمال الشرقي (إيران) والجنوب الشرقي (الوهابية السعودية) والجنوب الغربي (مصر) وطبعاً جنوبها (فلسطين) المغتصب من قبل اليهود. كما أنها استهدفت تياراً يتجمع فيه “يهود الداخل” الذين حذّر منهم سعادة ، أولئك الذين يعممون فكرة التعامل مع العدو الصهيوني أو الدخول “زحفاً” في “الزمن الإسرائيلي” كـ”وجهة نظر”.

رفيق مروان، ما كتبته وما تنفك تكتبه وتقوله على وسائل التواصل (على فايسبوك)، ليس مفيدا لك كقومي إجتماعي أو لحزبنا ومناقبيته، أو لمجموعنا في القيادة المؤقتة. حكّم قوميتك الإجتماعية في ما تكتب قبل أن تنشره، فلطالما كنت تطلب رأيي في ما تكتب، وكنت أجيبك على طلبك وكنت تتقبل رأيي برحابة صدر، ولكن، بعد رحلتنا القصيرة أنت وأنا ، ما بين أنيس ولقمان، ما بين تيار وتيار: صدق فيك وفييّ ما قاله علي لعامله على البصرة:”عرفتني في الحجاز وأنكرتني في البصرة، فما عدا مما بدا!؟”

رفيقة حياة، أرجو أن تتقبلي الإعتذار، واسمحي لي أن أتحمل، شخصياً، وزر خطأ ارتكبه أحد رفقائنا. لك محبتنا واحترامنا وتقديرنا.

ولتحيَ سورية.

بيروت في 15/03/2021

الرفيق علي حمية


 

0
0

0 Comment

raymond 17 مارس، 2021 - 3:32 م

It is a proper civilized way that Dr hamieh portrayed to all of us . I think this is an example for all of us to follow & respect each others and try to build our party , our base and get the real message of Syrian Nationalist message of love and understanding

Post Comment