أراد الكلب أن يتخلص من السمعة السيئة لذيله الأعوج. بعد أن صار مضرب المثل في الغابة. فذهب إلى الحداد وطلب تفصيل قالب للذنب كي يستقيم. بعد شهر من تركيب القالب، اجتمعت الحيوانات كي تبارك للكلب بنجاح العملية، لكن الذيل ما لبث أن عاد إلى انطعاجه ما إن فُكّ القالب عنه!
جُنّ الكلب، فحيوانات الغابة راحت تقول إن ذيل الكلب يبقى معوجًا حتى لو وضعوه في القالب شهرًا كاملاً.
ربط الكلب صخرة بذيله الأعوج، وراح يجرها على أمل أن يستقيم الذنب. مارس التمارين الرياضية، ولجأ إلى الطب البديل، وشرب خلطات الأعشاب، وتعلم ضبط النفس كي يتحكم بالذيل، لكن بلا فائدة، فالذيل كان في كل مرة يعود إلى سابق عهده في الاعوجاج.
اتصل الكلب بالثعلب، وطلب منه استخدام دهائه لتخليصه من لعنة الذنب الأعوج التي تقض مضجعه وتحرمه النوم. فنصحه الثعلب بالذهاب إلى المصبغة، والطلب من صاحبها الفيل أن يكوي الذيل بالمكواة البخارية. لكن الذنب أصيب بحروق شديدة وكاد يهرّ من مكانه دون أن يتخلص من الاعوجاج.
ذهب الكلب إلى حيّة “التبن” الشهيرة بالخبث واللؤم، فأشارت عليه بمراجعة العنزة الشاطرة في عمليات التجميل.
ذهب الكلب إلى العنزة دكتورة التجميل، وطلب منها حقن ذيله بالسيليكون وتدعيمه “بالميزو” والكولاجين، بعد شفط الدهون التي قد تسبب الاعوجاج. وبالفعل قامت العنزة باستخدام مهاراتها في الحقن ووضع الدعامات للذيل. فتكللت العملية بالنجاح، ثم نُقل الكلب إلى البيت كي يقضي نقاهة لمدة شهر يحين بعدها فك الضماد.
مضى الشهر، والكلب على أعصابه، وعندما ذهب إلى عيادة العنزة من أجل فك الضماد، كانت الحيوانات مجتمعة هناك كي ترى النتيجة. وبالفعل بدأ الكلب باستقبال المباركات من حيوانات الغابة بعد أن ظهر الذيل مستقيمًا بعد إزالة “الشاش” مما يؤكد نجاح العملية.
أقامت الحيوانات حفلة كبيرة في ساحة الغابة، وبدأ توزيع المكسرات والويسكي والعصائر على الحضور. ثم صعد الكلب إلى المنبر، فألقى كلمة، تحدث فيها عن المؤامرة التي تعرض لها ذيله، وابتلائه بالاعوجاج نتيجة جرثومة معدية سرّبها الأعداء من خارج الغابة. وكلما أسهب في الكلام والتبجّح، كان الذنب ينعوج قليلاً وسط دهشة حيوانات الغابة الذين راحوا يقولون: ذنب الكلب يبقى أعوج، حتى لو نفخوه بالسيليكون.
أنهى الكلب كلمته بنغمة عواء طويلة تعبيرًا عن السعادة والانتصار دون أن ينتبه إلى ما يجري للذنب خلفه. وكان كلما جعر وصاح: عوووووو، ارتخى الذنب وازداد تكويعًا واعوجاجًا أكثر من السابق.. عرفتوا كيف؟