منذ أيام، شاركت في ندوة قامت بها مجموعة “إعادة بناء الحزب السوي القومي الاجتماعي” فنّدت فيها أسباب رفضيَ للمجلس القومي الحالي كَمَعْبرٍ للخروج من الأزمة الحزبية. فيما يلي أهم الأسباب التي ذكرتها:
- “إنه ليس مجلسا واحدا بل اثنين لا يعترف الواحد منهما بالآخر.
- إنه يضم في صفوفه بعض ممن لا يستحق (أعطيت مثلا واحدًا هو العميد الذي استدرج رئيسه إلى حفلة تشاتم صاخبة، سجلها ونشرها، واليوم عيّن عميدا) ويستثني كثر ممن يستحقون.
- كونه الهيئة الناخبة والمنتخبة نفسها التي انتجت ما انتجت خلال سنة وشهرين تقريبا، لماذا نتوقع نتائج أفضل مما حصلنا عليه منذ 13 سبتمبر 2020.
- إنه كذكر النحل ينتخب مجلسا أعلى ولكن لا صلاحية له لمحاسبته.
كان هذا قبل أن أقرأ البيان الأخير لمجموعة “لقاء الوحدة” والذي يرد فيه، “… وتشَّبثنا بالدعوة الانقاذية بضرورة عقد مؤتمر قومي اجتماعي واحد، وإجراء انتخابات واحدة تنبثق عن المجلس القومي المعبّر والممثل لإرادة القوميين…” وفي مكان آخر من البيان نقرأ، “اللجوء إلى المبادرات الانقاذية والوحدوية المبنية على الإرادة العامة في المجلس القومي الحالي…”
هذه النقطة يجب التوقف عندها لتفحص مدى دقتها: “المجلس القومي الحالي كمعبّر وممثل لإرادة القوميين..” ولن ندخل في نقاش عن الديمقراطية التعبيرية والتمثيلية فهذا ليس موضوعنا اليوم. موضوعنا هو ما الذي يمثله او يعبّر عنه هذا المجلس القومي؟ وهنا لا بأس إذا استقرضنا أحد قصص الأمين عجاج التي غالبا ما رواها، وهي قصة “صبيرة طمسن” والتي جعلها مقالا نَخَلَ فيه واقع العالم العربي قبل سنة واحدة من هزيمة 1967.
مختصر القصة ان مبشرا أميركيا وفد إلى الكلية الانجيلية السورية وكانت الفاكهة بعد العشاء من صبّير رأس بيروت. طلب صاحبنا شوكة وسكينا ليزيل البزور من الصبيرة. وحين انتهى كانت الصبيرة قد انتهت، وخاطرنا عندكم.
هذا المجلس القومي يضم، إلى “الأمين” الشتّام أعلاه، “الأمين” المشتوم الشاتم أيضا. ويضم “أمناء” بقوا طوال أشهر يحاضرون في عفة “الوحدة” ليرتموا في أحضان بطل الانشقاقات! ويضم شلة “أمناء” ممن التقوا بمحمود عباس فتصافحوا وتناكتوا (من النكت) وتضاحكوا. ويضم من قتل قوميين، ومن أطلق الاشاعات والاكاذيب بحق قوميين، ومن يعرف ويعف ويسكت عن كل هذا. ويضم من كان مسؤولا طوال عقود، وكان شاهدا صامتا متفرجا على عذابات القوميين. ويضم من سلّم أسرار الحزب لجهات خارجية حضرت جلسات مجلسه الأعلى. ويضم من سمح لجهات خارجية بالتدخل في شؤون الحزب الداخلية، لا، بل استجداها لذلك. ويضم من كتب التقارير بحق رفقائه لأجهزة المخابرات. ويضم من قال عنهم رئيس أحد التنظيمات إذ أقالهم، إنهم يقيمون التكتلات ويطلقون الاشاعات. ويضم من قال بحق رئيسه ورئيس مجلسه الأعلى، إذ استقال، إن الأول فاشل والثاني كاذب فاسد. هل نتابع؟ نطلب الرحمة للمبشر طمسن، وخاطرنا عندكم.
إن بين الرفقاء الذي كتبوا بيان “لقاء الوحدة” من نحترم ومن نكن لهم كل المودة. ولكن لا يسعنا سوى القول إننا نختلف معكم في النظر إلى المجلس القومي. لا، نحن لا نراه معبّرا ولا ممثلا لإرادة القوميين. إنه معبّر عن مصالح من كان مهيمنا على مقدرات الحزب لعقود طوال. وممثلا لإرادة من أتى به ضغطا من هنا وتزويرا من هناك. هل يوجد بين أعضائه قلّة خيّرة؟ طبعا. ولكنها لا تمثل سوى نفسها. أما المجلس القومي؟!
خاطرنا عندكم.
2 Comments
والله عندك كل الحق
لقد نسيت في هذا المجلس من هو مطرود ومن هو معين من هؤلاء المسؤولين
انا براي ان تبدأ الوحدة من القاعدة في كل بلد وتبدء بالاغتراب على القوميين جمع الصفوف ورمي النفايات من داخل الواحدات
شكرا رفيقي، هذا ما نسعى إليه.