رأيتُك البارحة
ظبيان كنّا
والكون غابة
وكان الطريقُ تحتَنا نديّاً
كالماء
كنتُ عطشةً جدًا
كنايٍ ثَملٍ من الجوَى
جائعةً
كجوفٍ فارغٍ
يُضرمه الخواء
حريقاً يأكل حقول ذاتِه
يشتهي أوابدَ انطفاء
رأيتك البارحة
ظبيان كنّا
والكون غابة
العشب ينمو على جانبينا
ألسنةً متمايلةً من الضوء
كلّما قطفْتَ لي باقةً
كلّما انتصب العشب وتوازى
وعَلا..
إلى أن غمرنا النور
وانزاحت عتمة المساء
زحلت من تحت أقدامنا الكواكب
ومن فوقنا اختفت
مجرّات السماء
صرنا بداية الكون
اكتمالَ نفْسينا
نهايةَ الأشياء
رأيتك البارحة
كنّا انفلاتاً كونيّاً
يقظةً في قلب المعنى
أمواجاً بلا ضوابطَ
زبداً يتلاشى في رمل الجدوى
وجداً صارخاً
هوىً يتقلّب
يقلّبُ أنفاس الهواء
رأيتك البارحة
ظبيان كنّا
والكون غابة
كنّا عراةً من أجسادنا
كنّا خارج الوقت
كنّا خارج الحياء
رأيتك البارحة
كان حلماً
نهشتْنا أفياؤنا
صرنا بلا وجه
بلا أسماء