مجلة الفينيق مجلة ملتزمة بالعمل لخدمة القضية السورية كما حددها أنطون سعاده، مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي، وبالقواعد الفكرية والمنهجية التي وضعها. وهي مجلة هادفة لتغيير واقع الحزب وواقع المجتمع انطلاقا من ذلك الفكر والنهج. والمثال الأعلى الذي يشدنا ويقرر نهجنا وسياساتنا هو ست كلمات: “حياة أجود في عالم أجمل وقيم أعلى“، كتبها سعاده في الصراع الفكري في الأدب السوري لتكون منارة للسوريين وللعالم.
يردنا العديد من المقالات فنقبل معظمها ونرفض قلة منها. في بعض الأحيان نرفض مقالا لأن مادته بعيدة جدا عن هدف المجلة. مقالات أخرى نرفضها لأن فكرتها غير واضحة أو لأن جملها طويلة جدا ما يجعل من عملية التحرير عملية مضنية. وهناك قسم آخر من المقالات نرفضه لأنه يجافي الحقائق أو لأنه يأخذ بوجهة نظر واحدة دون الأخرى. وهناك مقالات تأخذ بوجهة نظر سائدة في لحظة ما، فتعيدها، دون الانتباه للخطر الذي يسببه إعادة نشرها – كما هي – ودون إعمال النقد في مسبباتها وشرح مخاطرها والرد عليها. وهناك مقالات نرفضها لأنها عوضا من نقد فكرة ما، تحاول نقد صاحب الفكرة بشخصه.
في جميع الأحوال آنفة الذكر، وقبل رفض أي مقال، تتصل المجلة بالكاتب وتعرض له أو لها ما تراه من أسباب لإعادة النظر بالموضوع نفسه، أو بالأسلوب، مشيرة إلى نقاط الضعف أو المآخذ وعارضة تغييرها. فإن تجاوب الكاتب عمل جهاز التحرير معه للوصول إلى صياغة أفضل. أما إذا رفض، فلا يكون أمامنا سوى رفض النشر.
إن هذه المجلة فيما هي ترى المشهد الاجتماعي أمامها بكل بشاعته، لا تستطيع نقله كما هو فقط. ليست الفينيق مرآة للجماهير ولا صدى لصوتها. إنها تأخذ ما تقوله الجماهير وتعرضه للنقد والتحليل في محاولة لفهم أسبابه وتقديم البدائل.
وبما أننا أتينا على ذكر الجماهير، ذكّرنا الرفيق جان دايه مؤخرا بجواب للرفيق الراحل والأديب الكبير سعيد تقي الدين على السؤال: “هل يجب على الأديب أن يكتب للنخبة الممتازة من المفكرين أم للجماعات التي يسمونها الجماهير الغفيرة؟”
جوابه كان: “يجب عليه أن يكتب للنخبة. لأنه إذا فعل استطاع أن يصل بواسطة النخبة الى الجماهير أما إذا كتب للجماهير، فإنه لا يبلغ النخبة أبدا ولا يؤثر على الجماهير مطلقا.”