الفكر القومي الاجتماعي والمعضلة الأخيرة

اجمد اصفهاني

Share


لا أحد يقلل من أهمية المتابعة الدقيقة والصارمة لوضعنا الحزبي الداخلي، لكن ذلك يجب أن يحتل حيزاً واحداً من تحركات القوميين الاجتماعيين في كل مكان وإلى أية مؤسسة انتموا. الحيز الآخر المهم في ظروفنا القومية الخطيرة الراهنة هو إبراز دور العقيدة القومية الاجتماعية وترسيخها في وجدان الحزبيين أولاً، ومن ثم تحويلها إلى وعي عقلاني في وجدان شعبنا السوري وشعوب عالمنا العربي. وقد يعترض بعضهم بالقول إنه من الصعب الوصول إلى الشعب طالما أن أوضاعنا الحزبية على ما هي عليه من تشرذم وبلبلة وتناحر. هذا الأمر صحيح جزئياً، لكن الحاجة القومية الملحة لا يمكن تأجيلها أو ترحيلها ريثما ينجلي غبار معركة إصلاح المؤسسة الحزبية. فنحن نعتقد بأن الفكر القومي الاجتماعي قادر على المواجهة على أكثر من جبهة في آن واحد.

أحدث انكشاف أمر الحزب السوري القومي في 16 تشرين الثاني سنة 1935 زلزالاً مدّوياً سياسياً وفكرياً واجتماعياً هزّ أساسات المجتمع السوري حينذاك، وهو مجتمع فسيفسائي بالكاد كان قد خرج من قرون متعاقبة في ظل الاستبداد العثماني البربري. ثم وقع فريسة سهلة لمشاريع التقسيم والتوطين، وتعرض لسلخ أجزاء حيوية من الوطن السوري على يد الاستعمار الفرنسي ـ البريطاني المدعوم بقرارات تصدرها عصبة الأمم المنتصرة في الحرب العالمية الأولى.

هذا الحزب الجديد والسرّي، والذي تمكّن من تحريك المستنقع السوري الراكد، ألقى قفاز التحدي الوجودي المباشر ليس فقط بوجه الاستعمار الفرنسي ـ البريطاني المسيطر على جغرافية سورية الطبيعية كاملة، وإنما أيضاً بوجه كافة الأنماط السياسية والاجتماعية المتداولة في أوساط الشعب آنذاك. فالسوريون كانوا يتلمسون الطريق لينفضوا عنهم تدريجياً ترسبات قرون الانحطاط، في ظل ضياع الهوية القومية الحقيقية وخسارة الأمة مقدرات السيادة على نفسها وعلى مصيرها.

الكشف عن الحزب شكل صدمة للمستعمرين الفرنسيين وللسائرين في ركابهم من القوى المحلية الرجعية. غير أن مثول أنطون سعاده مؤسس الحزب وزعيمه أمام المحكمة الانتدابية قدّم للرأي العام صورة مختلفة لم يعهدها الناس من قبل. فقد ساهمت مجريات المحاكمة الأولى في إبراز ثلاث ظواهر كان السوريون يعايشونها للمرّة الأولى في تاريخهم المعاصر، وهي:

الأولى ـ بروز مفكر عقائدي وقائد سياسي وطني يأتي من خارج الطبقة الإقطاعية والطائفية التقليدية، والمرتبطة بمصالح القوى الخارجية.

الثانية ـ تركيبة حزبية منظمة تحمل مبادئ واضحة، وتتحرك وفق آليات دستورية تقوم على التعاقد الإفرادي الحر بين صاحب الدعوة من جهة والمقبل على الدعوة من جهة أخرى.

الثالثة ـ مبادئ أساسية وإصلاحية تؤلف مجتمعة قضية الحزب السوري القومي. إضافة إلى غاية محددة تؤطر نضال الأعضاء باتجاه “بعث نهضة سورية قومية اجتماعية تكفل تحقيق مبادئه… إلخ”.

وُضعت الظاهرتان الأوليان (القائد المؤسس والتنظيم الحزبي) تحت المجهر السياسي والإعلامي بمجرد الكشف عن الحزب. وقد أوعزت السلطات الاستعمارية الفرنسية لعملائها المحليين بشن حملة تشويه طالت هاتين الظاهرتين بطريقة مغرضة. إلا أن السحر سرعان ما انقلب على الساحر، وخرج سعاده من السجن زعيماً راسخاً لحزب شق دربه الثابت في أصعب الظروف القومية. أما الظاهرة الثالثة (المبادئ والغاية) فلم تتعرض على الفور للنقد والتشريح، خصوصاً وأن شرح المبادئ لم يكن قد وضع بعد. إذ كان الأعضاء الأول يكتفون بنص المبادئ والشرح الشفوي الذي يلقيه الزعيم على المهتمين بالدعوة.

وبقدر ما مثلت العقيدة السورية القومية الاجتماعية تحدياً وجودياً مباشراً للجماعات الرجعية المستفيدة من أوضاع التقسيم والاستيطان الصهيوني والاستعمار والتعصب الديني والطائفي والنزعات العرقية والأمراض الاجتماعية المختلفة، فإن العقيدة نفسها واجهت على مرّ السنين تحديات خارجية استهدفت القواعد التي قامت عليها مبادئ الحزب. وكان سعاده يتوقع تلك المواجهة في إطار صراع العقائد. ويذكر لنا التاريخ الحزبي أمثلة عديدة حول طبيعة التحديات وكيفية تعامل الزعيم معها.

وقبل تحليلنا لتحديات الظاهرة الثالثة (المبادئ والغاية)، يجب أن نوضح التالي:

أ ـ نحن نتعامل مع الفكر القومي الاجتماعي كما صاغه سعاده، ونستبعد التفسيرات والتأويلات اللاحقة لاستشهاده. ذلك أن هذا الفكر عانى في فترات مختلفة من محاولات قام بها بعضهم لاستعارة أفكار غريبة عن العقيدة القومية الاجتماعية، من مواقع يمينية أو يسارية.

ب ـ إننا سنفصل بين ممارسات الحزب أو الأحزاب السورية القومية الاجتماعية (ما بعد سعاده) وبين الفكر القومي الاجتماعي الأصيل. ففي أحيان كثيرة ناقضت الممارسة السياسية أسس العقيدة، ويتحمل قياديون حزبيون مسؤولية ما أسفر عنه ذلك التناقض. كما وأن بعض الإنجازات الفكرية المميزة تم بمعزل عن المؤسسات الحزبية، وربما على الرغم منها.

ج ـ سنستعمل النظرة التحليلية بمعزل عن الدوائر المغلقة للمؤسسات الحزبية الغارقة في متاعبها، والمُقيّدة بتحالفاتها وارتباطاتها.

د ـ وسنتجنب قدر الإمكان التطرق إلى الشؤون السياسية، باستثناء ما يرتبط منها بالفكرة التي نريد تبيانها.

هـ ـ وسنعرض كذلك لأنماط فكرية حديثة لم تكن واضحة المعالم في حياة سعاده، مثل العولمة والقطبية الأحادية (العالمية الأميركية) والثورة الإلكترونية… إلخ.

و ـ وسيكون كلامنا على المستوى الإيديولوجي، ولذلك نستثني القوى الرجعية ـ الانعزالية ـ الطائفية كونها تقوم على العصبيات والغرائز البدائية وليس على قواعد فكرية واضحة، على الرغم من أن بعضها حاول بعد تأسيسه خلق عباءة فكرية تغطي حقيقته.

العقيدة القومية الاجتماعية قدّمت المبادئ التي هي قواعد لانطلاق الفكر. وشيئاً فشيئاً حملت كتابات سعاده وخطبه شروحات وإضافات أسست لمنظومة فكرية وقفت في وجه منظومات أخرى مناقضة. بل يمكننا القول إن أفكار الحزب حفّزت بعض القوى الرجعية على “تبني” أجزاء من مبادئ الحزب وتحويرها بما يتناسب مع غاياتها الضيقة. ونقترح تحديد أربع منظومات أساسية وجد سعاده نفسه معنياً بالتعاطي معها والرد عليها بعد انكشاف أمر الحزب. ومن الأكيد أن هناك منظومات أخرى، لكن ما نذكره أدناه هو الطاغي على حياتنا الفكرية خلال قرن تقريباً:

1 ـ الفكر الماركسي الشيوعي، وكل تفرعات الاشتراكية ومدارسها المتنوعة.

2 ـ الاتجاهات العروبية على تنوعاتها أيضاً.

3 ـ الدعوات التفتيتية، دينية وطائفية وعرقية.

4 ـ الانحطاط المناقبي وطغيان النزعات الفردية بين قطاعات واسعة من الشعب السوري.

أظهرت مجريات محاكمة سعاده وأبرز معاونيه أن الحزب الوليد يختلف كلياً عما عرفه السوريون من حركات سياسية تقليدية خلال الثلث الأول من القرن الماضي. وكما أشرنا أعلاه، وجد الناس أنفسهم أمام قائد مميز، ونظام داخلي متين. لكن الجانب الأهم في منظومة سعاده أنه جاء بعقيدة متماسكة تؤمن بأن القومية هي أساس قيام المجتمعات البشرية وتطورها. وبالتالي فإنه لا خلاص للشعب السوري إلا بمعرفة هويته القومية، ووعي وحدته، والنضال من أجل استعادة سيادة الأمة على نفسها.

مفهوم القومية كما صاغه سعاده كان جديداً تماماً على الفكر الاجتماعي في سورية والعالم العربي. وهذا ما وضعه على الفور في مسار نقيض للحزب الشيوعي السوري ـ اللبناني في تلك الفترة المبكرة. ومن المتعارف عليه أن الحراك الشيوعي التمهيدي في سورية واكب انتصار الثورة الشيوعية البلشفية في روسيا سنة 1917. لكن التأسيس المنظم يؤرخ بسنة 1924، ليصبح الحزب الشيوعي التنظيم السياسي الوحيد الذي يقوم على فكر إيديولوجي يستوحي الماركسية ـ اللينينة، ويتبع حرفياً تعليمات موسكو في ما يتعلق بالقضايا المحلية والعالمية.

وفي 16 تشرين الثاني سنة 1935 تم خرق فرادة الحزب الشيوعي الذي وجد نفسه في منافسة جذرية مع خصم جديّ يبشر بعقيدة قومية مناقضة للفكر الماركسي الأممي. ومن عناصر قوة هذا الخصم أنه يستند إلى قواعد دستورية واضحة المعالم. ولعل هذا ما يُفسّر العدوانية الشرسة التي شنها الشيوعيون ضد الحزب السوري القومي حتى قبل أن يتسنى لهم الاطلاع بشكل هادئ وعقلاني على فكر سعاده. ومن هذا المنطلق، شكلت المبادئ الشيوعية ومعها مختلف تنويعات الاشتراكية التحدي العقيدي الأول والأهم في مقابل العقيدة القومية الاجتماعية.

التحدي الثاني لم يشتمل، في مرحلته الأولى، على منظومة فكرية متكاملة البنيان. فالعروبة التي جُوبه سعاده بها كانت عبارة عن تهويمات فكرية عاطفية غائمة، هي خليط غير متجانس من الدين والعرق واللغة والتاريخ والثقافة…إلخ. وقد تبلورت في بدايتها كرد فعل على عملية التتريك التي حاولت السلطنة العثمانية فرضها على الشعب السوري تحديداً. ولم يجد السوريون مناصاً من التمسك باللغة العربية بوصفها لغتهم القومية، بل والعمل على إحيائها وإخراجها من مستنقع الركود خلال عصور الانحطاط. وإلى الأدباء السوريين بالذات يرجع فضل هذه العملية التنويرية منذ منتصف القرن التاسع عشر وصولاً إلى الربع الأول من القرن العشرين.

أدرك سعاده باكراً أن التماهي بين الدعوات العروبية الفضفاضة والدين الإسلامي المحمدي سيمثل حجر عثرة أمام وعي السوريين لهويتهم القومية الحقيقية. وتؤكد لنا مرويات الرفقاء الأول قبل انكشاف أمر الحزب، وكذلك مرويات مواطنين حاورهم سعاده ولم ينتموا حزبياً، أن مسألة العروبة وموقف الحزب منها ودور الأمة السورية في عالمها العربي، كانت موضع تساؤل ونقاش بين صاحب الدعوة إلى العقيدة القومية الاجتماعية من جهة وبين الراغبين في الاطلاع عليها من جهة أخرى. وتوجد وثيقة مهمة تعزز هذا الرأي، هي عبارة عن “رسالة إلى صديق” وجهها سعاده بتاريخ 15/1/1935 (أي في مرحلة العمل السري) تتناول موقف الحزب من العالم العربي. ونفهم من سياق الرسلة أن “الصديق” لم يكن مقتنعاً بما سمعه من سعاده، فأراد نصاً مكتوباً لمزيد من الإطمئنان… ربما.

كانت إجابة سعاده متوافقة مع مبادئ الحزب الأساسية التي تؤلف القضية القومية، وقد أشار مجدداً إلى أن غاية الحزب تتضمن “السعي لإنشاء جبهة عربية”. لكنه وجد من الضروري توضيح سبب غياب هذه الفقرة في مرحلة سابقة، فقال: “ولم يكن إهمال ذكرها في النص الأول لغاية الحزب إلا من باب الاهتمام بالأهم والضروري المباشر أولاً”. وجاء في كتاب “حياتنا الجديدة” للرفيق جان داية (صفحة 94)، نقلاً عن جريدة “الجزيرة” بتاريخ 20 أيار 1936، أن سعاده ألقى كلمة بوفد قومي من دمشق قال فيها: “علمت أن هنالك رغبة شديدة في معرفة موقف الحزب من الاصطلاح المعروف بـ(القضية العربية)…”. ونحن نعتقد بأن سعاده أدرك من خلال حواراته مع الذين اختارهم لحمل العقيدة، أن موضوع “العروبة” سيكون معضلة أساسية، وعلى الفكر القومي الاجتماعي أن يجترح طريقة خلاقة لتجاوزها. وأثبتت السنوات اللاحقة، خصوصاً في المغترب القسري بين 1939 و1947 ثم بعد العودة إلى الوطن بين 1947 و1949، أن لسعاده مفهوماً متكاملاً أطلق عليه صفة “العروبة الواقعية”.

في هذه الأثناء كان مفهوم “العروبة” يشهد تحولات جذرية، متأثراً بالفكر القومي الاجتماعي (خصوصاً معنى الأمة كما ورد في كتاب “نشوء الأمم”). ويمكننا القول إن المفكرين “العروبيين” توصلوا في أواخر ثلاثينات ومطلع أربعينات القرن الماضي إلى صياغات عدة لدعوات “القومية العربية”، شكلت الأساس النظري لنشوء الأحزاب والحركات “العربية”. وفي تلك المرحلة التمهيدية، ظلت “العروبة” دعوة تقوم على اللغة والدين والعرق، مع توجه يساري غير واضح المعالم. ولكن سرعان ما انطلقت عملية تطعيم زاوجت بين الاتجاهات العروبية الفضفاضة وبين النظريات الاشتراكية (وإلى حد ما الماركسية). ولذلك تعددت الصيغ “العروبية” من ناصرية إلى بعثية إلى “حركة القوميين العرب”… وغيرها.

عندما رجع سعاده إلى الوطن سنة 1947، كانت فكرة “العروبة” منتشرة على نطاق واسع، تماماً مثل فكرة “الانعزال اللبناني”. وقد خاض مواجهة إعلامية مكثفة على جبهتين، فنشر سلسلة من المقالات أصبحت المرجع الفكري الأساسي للقوميين الاجتماعيين في تعاملهم مع العروبيين والانعزاليين. لكن لم يُتح لسعاده أن يشهد صعود الناصرية، ثم قيام التحالف البعثي ـ الاشتراكي ـ الشيوعي، ثم انفراط عقد تلك الجماعات على الرغم من وصول بعضها إلى سدة السلطة في عدد من الكيانات السورية والعربية (البعث نموذجاً في الشام والعراق).

اليوم، وبعد مرور أكثر من سبعين سنة على استشهاد سعاده، نطل على عالمنا العربي لنستكشف بموضوعية تامة أين أصبحت تلك الأفكار، وما هو مصير التنظيمات التي حملتها وروّجت لها؟

الشيوعية تلاشت كنظام حكم (الصين استثناء خاص!)، ولم يبق منها سوى جوانب فلسفية تنظيرية مرتبطة بمرحلة تاريخية معينة. والاشتراكية عجزت عن تحقيق العدالة الاجتماعية والازدهار الاقتصادي الذي وعدت الناس به. أما “العروبة” فلم تعد هوية قومية جامعة بقدر ما تقلصت إلى دعوة للتعاون والتنسيق… هذا إذا صدقت بالفعل نوايا “الدول العربية”. وفي الوقت نفسه، كشفت الأحداث عجز الأحزاب “العروبية” خصوصاً حزب البعث العربي الاشتراكي بشقيه العراقي والشامي. بل يمكننا القول إن نموذج “القومية العربية” الذي روّج له منظرو البعث يتحمل قسماً كبيراً مما آلت إليه الأمور في أكبر كيانين سوريين!

ومع أن الفكر القومي الاجتماعي تجاوز النظريات الشيوعية والاشتراكية والعروبية على أرض الواقع، وخرج منتصراً في صراع العقائد، إلا أنه بات أمام استحقاق أخطر وأشد صعوبة مما عرفه في تاريخه. ونظراً إلى فشل العقائد التي أشرنا إليها أعلاه، ولأسباب أخرى لا مجال لبحثها الآن، فقد حصل تقدم ملحوظ لجماعات “الإسلام السياسي” بكل تفرعاتها. ذلك أن سقوط أو تراجع النظريات الشيوعية والاشتراكية والعروبية ترك فراغاً تتسابق أطراف عدة لملئه بعقائدها التفتيتية. والفكر القومي الاجتماعي ملزم، في هذه الحالة، بالتصدي للنزعات التي تهدد هويتنا القومية ووحدتنا الاجتماعية: الدولة الدينية، “القومية” الشعبوية، الانتماءات الطائفية والعرقية… فخلال أكثر من خمس وثمانين سنة، عاصر هذا الفكر عقائد عدة تجاوزتها أحداث الأمة وحركة المجتمع. لكن الواجب لم يُنجز بعد، والمسؤولية أكبر من ذي قبل.

إنها المعضلة الأخيرة التي ستنتصر عليها مبادئ النهضة القومية الاجتماعية… بل هو التحدي المصيري. وكما قال سعاده: “لولا انتصار الحق وانخذال الباطل، لما عُرف أيهما حق وأيهما باطل”.

في بحث مقبل سنتناول التوجهات الفكرية المعاصرة مثل العولمة والشعبوية من وجهة نظر قومية اجتماعي

0
0