“الغائب” الحاضر في لقاء معراب!

Share

كانت مسألة وقت فقط قبل أن توجه الدولة الصهيونية صواريخها وقنابلها الأميركية الصنع إلى قلب بيروت الغربية. فهذه المدينة نقشت في الذاكرة الإسرائيلية حدثاً ما زال يؤلم المعتدين، عندما نفذ الشهيد خالد علوان “عملية الويمبي” في شارع الحمراء معلناً بداية نهاية الاحتلال الصهيوني للبنان، ومشرعاً باب التحرير الذي استكمل سنة 2000.

لكن الضربة الجوية التي أصابت بعض المباني في منطقة رأس النبع – النويري – برج أبو حيدر تتجاوز العمل العسكري الذي يدّعيه الصهاينة. فنحن نعتقد أن غايات سياسية ورسائل لبنانية داخلية تحملها تلك الضربات، وترتبط بالحراك الذي تشهده الساحة الإقليمية، وذلك بالتوازي مع استمرار سياسة التهجير والتدمير والإبادة التي تنفذها تل أبيب بتغطية أوروبية – أميركية – أطلسية!

قرأنا في الصحف وسمعنا من المعلقين السياسيين أن بعض الأطراف ستلبي دعوة إلى عقد اجتماع استثنائي في معراب أطلقها سمير جعجع رئيس “حزب القوات اللبنانية”. وجدول الأعمال يتضمن، كما هو متوقع، اتخاذ مواقف مما يجري على الصعيدين العسكري (العدوان الإسرائيلي على لبنان) والسياسي (انتخاب رئيس للبلاد). وحتى لحظة كتابة هذه الكلمات، صباح الجمعة في 11 الشهر، لم نكن نعرف على وجه الدقة مَنْ سيشارك ومَنْ سيقاطع ومَنْ سيقف “إجر بالفلاحة وإجر بالبور”!

 والحقيقة أن جعجع ما كان ليوجّه هذه الدعوة، لولا الضوء الأخضر الذي ظهر عليه من “قلعة عوكر” التي تضم السفارة الأميركية في لبنان. وهذا يعني أن جدول الأعمال، بغض النظر عن الحضور والغياب، لن يفترق كثيراً عن المخطط الأميركي… الذي تنفّذ الدولة الصهيونية جانبه التدميري الإفنائي.

لن نتسرّع في إطلاق الأحكام على مجريات لقاء معراب غداً السبت، إذ ربما وُجد بين المشاركين في الاجتماع من يكبح جماح أصوات التطرف ويتردد في الإقدام على خطوات قد تشعل الفتنة الداخلية في هذا الوقت العصيب. فالجالسون على طاولة البحث يدركون تماماً أنهم يقامرون بالوطن والشعب في حال سقوطهم في فخ طعن المقاومة من الخلف. والتجارب القديمة والحديثة (1976 و1991 و2000 و2006 و2008…) كانت وبالاً على شعبنا، وبالتحديد على الطوائف المسيحية في لبنان وباقي دول المشرق.

لا شك في أن اجتماع معراب مهم للغاية، وهناك رهانات إقليمية ودولية على نتائجه. ولذلك نحن نعتقد أن العدوان الصهيوني على بيروت الغربية هو بمثابة رسالة دعم وتأييد وتشجيع للمشاركين كي يتخذوا مواقف سلبية تجاه “شركاء الوطن”! ومن الواجب التذكير هنا بتجربة الغزو الصهيوني سنة 1982. فـ”النصر” الدموي الذي حققه آرييل شارون دفعنا ثمنه جميعاً، لكن طرفاً متواطئاً كانت خسائره لا تعوض. قد تحل الكارثة بأطياف من اللبنانيين، فيعانون إلى أجيال. غير أن الخسارة الوجودية تعني الفناء التام!

حبذا لو أن طاولة معراب لا تستمع إلى رسالة العدوان الوحشي على بيروت.

بل حبذا لو أن المشاركين يرفضون علناً تخصيص مقعد الصدارة لمن يريد إبادة شعبنا.

0
0

2 Comments

Hussein Bazzi 11 أكتوبر، 2024 - 7:58 م

عن لقاء معراب الثاني المزمن انعقاده بعد الفشل الذريع الذي حققه معراب الاول والذي حاول جعجع التذاكي على مدعويه برفع شعلة المعارضة من قصره وكان للمعارض فارس سعيد والذي لم تشمله الدعوى لاسباب كيديه جملته الشهيرة من لم يستطع عبور المتحف نحو الشطر الاخر لا يستطيع ان يصنع طاولة حوار ..فمعراب الاول لم يحمل سوى الخيبة ليس فقط لمعراب وبمن حضر بل ايضا لشيا والبخاري تحديدا ..حين ذاك لم يطل علينا الهدهد واحد وهدهد ثاني وهدهد ثالث وعماد اربعة ..وكل الالام وكل التهجير وكل الدمار ..المناطق ذاتها والناس ذاتهم اضف جيلين واعداد مضاعفة هؤلاء لم ولن يتبدلوا تبديلا .معراب ثاتي وثالث ورابع . يبقى في ملعب معراب ولن يتخطى لا المتحف ولا ستاركو ولا السوديكو حتى ..تاريخنا كتب عليه ان لا يكتب سوى بالدماء اما تاريخ الخيانة حتما الى زوال .ولا يلدغ النرء من الجخر مرتين ..

Hoda Mohtar 11 أكتوبر، 2024 - 9:28 م

Great articles! Thank you. 🙏

Post Comment