الشر.. غريزة إنسانية!

Share

في أحد المنشورات على موقع “الجزيرة الأردن” قبل أيام، نُشِرَت صورة لقرية رميمين (قرية أردنية)، وتحديداً صورة للكنيسة الملاصقة للجامع، وكانت التعليقات على النحو التالي: “منظر الصليب مقرف”، ” الصورة حلوة ولكن!”، “الكفر والايمان” وغيرها من التعليقات المسيئة، والمُجرَّمة في الشرائع، وفي الدستور؛ وحتى إنسانياً وأخلاقياً هذا الأمر مرفوض وغير مقبول نهائياً .

لكن؛ وبعد تفكير رأيت ان لا عتب على من صدر عنهم هذا الكلام، وللوضوح أكثر، علينا أن لا نطلب من أحدهم ان يكون إنساناً طالما لم يوجد بداخله الوازع المحفز لذلك. العالم كله لم يقدم شيء في هذا الخصوص وان كنا نرى غير ذلك فما هي إلا شعارات فضفاضة وكلام انشائي .

الحرب الأوكرانية مثلاً أسقطت القناع عن القناع، أنصار ترامب في العالم الأول أثبتوا لنا أن الإنسان الهمجي ما من شيء قادر على تغييره، هذه هي الحقيقة، على الأقلية أن تحتمل شرور الأكثرية، وعلى الأكثرية كذلك أن يجتنبوا ذلك اليوم الذي سيمتلك فيه الأقلية جانباً من القوة.

قبل أيام كانت شوارع سدني تضج باحتفالات المثليين وأنصارهم، وما كان لأحد هناك أن يوقف هذا الانحلال والإباحية!. أحد المارة قبّل زوجته أمامهم تعبيراً عن رفضه لما يجري تحت حماية الحكومة، انا متأكد أن أقصى ما كان قادر على فعله هو تقبيل زوجته، ولكن في باطنه لا بد أنه فكر ملياً في قتلهم أو أذيتهم على الأقل. ولكن المعادلة اختلفت اليوم، ففي قادم الأيام ستكون معركته العظمى هي الحفاظ على تدريس الضمائر (He, She) في المدارس، حيث إن الدعوة اليوم هي إلغاء الضمائر لكي لا يختلف الأمر على طفل يعيش بين رجلين أو امرأتين!.

كمثال آخر، حتى الأقلية داخل الأقلية تعاني ولو اشتركت معها في ألف شيء وشيء، حيث إن العشيرة الصغيرة المنتمية للقبيلة الأم قد لا تلاقي ذلك الاحترام المنشود بين عشائر القبيلة نفسها الأكثر عدداً منها. الطائفة الإنجيلية مثلاً لاقت الكثير من المضايقات من قبل الطوائف المسيحية الأخرى مع بدء نشاطها في الأردن.

الأمثلة كثيرة ولا تعد ولا تحصى عن غريزة الإنسان في افتراس الإنسان عندما يملك أحدهم القوة للتغلب على الآخر أو حتى الاجهاز عليه .. لذلك لا عتب، وعلينا اخذ الأمور بروح رياضية!

0
0

1 Comment

ناصيف رزق الله 27 مارس، 2022 - 1:28 م

أحسن الكاتب في فتح عدة مواضيع شائكة

ساتطرق لاحداها . حتى اولادي المتفهمين للمثلية يستهجنون اختيار الفرد لجنسه : he او she والانكى they /it اي عدم الاختيار

هل هذه باتت الحرية

Post Comment