أخيرا، حسم النائب أسعد حردان خياره وأسس تنظيما له هو والمائتي نفر ونيف الذين صوتوا له، والذين يعتبرون أن النهج الذي طوّره هو نهجهم، فهنيئا لهم ذلك. أما أن هذا التنظيم يستخدم اسم الحزب السوري القومي الاجتماعي وشعاره، فهذا تزوير مكشوف.
في الضفة الثانية، لا يزال فريق الروشة يعمل على إيقاع النائب حردان. فطوال السنة الماضية كانت أفعاله رد فعل على تحركاته وصولا إلى فصله هو ومن انتخبه عن جسم تنظيمهم. هذا كان متوقعا بمقدار ما سيكون متوقع دخول الطرفين في فذلكات دستورية حول الشرعية، ودعاوى قضائية قادمة حول ملكية الأصول العقارية وغير العقارية، تستنزف الطرفين وتنهك ما تبقى من جسم القوميين.
بعض القوميين حسم خياره. قسم منهم انضم إلى حزب حردان، بعضهم انضم إلى الروشة لأنهم “أنظف”. الغالبية العظمى منكفئة أو ستنكفئ.
بالمختصر، نجح حزب السلطة المنقسم على نفسه في قتل حزب سعاده.
ماذا عن القضية التي من أجلها تأسس الحزب ومن أجلها قدم عشرات الآف القوميين من التضحيات ما يعجز القلم عن وصفه؟ هل نحكم عليها بالإعدام هي الأخرى بسبب صراع الديوك على المغانم؟ هذا يوصلنا إلى الخيار الرابع الذي نرغب بإعادة عرض عناوينه على القوميين على أن يأتي تفصيله لاحقا:
- إن الإحباط والانكفاء ليسا خيارا.
- ضرورة العمل بمعزل تام عن الفئات المتناحرة ودون تدخل في صراعاتها أو استفتاء لرأيها.
- لقد شقت الفئات المتصارعة الحزب “بمن حضر” وعلى القوميين تنكب مسؤولية القضية القومية بمن يحضر.
في رأينا، ليس هناك من جدوى في نقاش النتائج المأساوية فهذا نقاش عقيم. يجب على القوميين أخذ الأمور بيدهم، في متحداتهم، ووضع اليد على المحراث وعدم الالتفات إلى الوراء.