محمد رمضان الأحمد – تلكلخ 21/04/1985 بعد ثلاثة أيام من عملية الشهيدة سناء محيدلي.
مـــن طُهـــــر نعلك تــــاج الذّل ينهــــزم يـــا بنــت صيـــدون وَقـَــدَ دّمــك حمــــم
عـَــزْمٌ تمــــرّد في أعـمـــاق زوبعـــــــة فـــزلــزل الأرض، مـــا لــلأرض تنهــدم!
تحـــت الطغــــاة تمـــور الأرض لاهبــة وفــــائر الــدّم يفنيــهـــم، ويـــلتــهـــــــم
سنا! ظننـــت بـــــأن الليــــل منتصــر علـــى النّهـــــار و أن الصّبــــح منهـــزم
حتـــــى بــــزغت فـــإذ بالليــــل مندَحِـرٌ وينشــــــر النـــور وجــه مشـــرق و دم
شمسـان عيناك، فـــوق الشّـــــام واحــدة وفي الخـلود ضيـــــاء الأخرى يزدحـــم
سناء نـــورك أغشـــاهم فأحجـــرهــم مثــل الخفافيـــش في أوكــارهم رُزِمــــوا
جــــديلتاك و ما أحــلاهمـــا! ألـــــــق همـــــا المنــــــار على أعلامنــــا علـــــم
يا شمس شـــامي عبدتّ الشمس محــرقة فقدس شـــــمسـك معبـودي و لا الصنـــم
روح الشـــــــآم لهيــــب أنــــت شعلتــــه من وهجـــه النّصر يوم النّشر يضطــــرم
أرخصــــت دمّــــك أغلينــــا عبــــادتـــه سناء دمّـــــك معبـــــود و محتــــــرم
لمـــــــا وثبـــــت سفحت الدّم ثـــــائــــرة أهــــدى الجنــــاة لحمص (1) الشام شـــــرّهم
مـــــاتت ضمـــــائرهم عَـــشَّ الذباب بها فللـــذبـــاب صـديـــد الجيف و الـــوخــــم
******
أبنــــــاء مـــاسون حكـــامي و مجزرتي بـــــاســـم العدو و باسم الدّين قد حكمـوا
كـل البيوت عــلى أطفــالنـــا سقطــــــت والجـــاثمـــون على أكتافنــــا لــجمــــوا
يجـــــرون خلــف عدوٍ دمّــر وطني والحبــــل في الجيد نحـــو الـذّل جرّهــم
هــــــم الأعادي على أناتنـــــــا رقصوا وأترعوا الكأس من دمعي و ما احتشموا
زجاجـــة الخمر من أكبادنــــا اعتصروا ليشـــربوا الخمـــر هـــذا الخمــــر حتفهم
سناء مـــاذا ؟! و قد أذهـلت عالمنـــــا فالفكـــر يعجـــز و التصــويــر و القلــــم
ضجّ الهــــلال و ضجـــت نجمة و رَنَتَ تطــــاول المجــــد أين المجـــد يـــا أمم ؟
حنــــــا الجميـــع و قــالــوا زوبع و سنــا في الأفق صــــاروا و صار المجد تحتهم
الله أكبـــــر! مـــــا “ميكادنــا”(2)؟ ذهــــلوا لمّـــــــا رأوك و جيش الإثـــــــــم ينحـطم
ربّـــى الــــزعيم نضـــــالا واثبــــا لهبــا نعـــم المـــربّي و نعــم الثــائرون همــــو
اذا الخطــــوب تتـــالت في حــوالـــكهـــا مثــــل الصّبـــاح تـــرى الأبطـــال تبتسم
هــــم النضــــال، لـــو الطغيـــان في سقر لحطّمـــوهـــا على الطّغيــان و اقتحمـــوا
في السّـــــاح ما جبنوا بالروح ما بخـــلوا أعطوا الدمـــاء و مـــا ملّــوا و ما سئمـوا
هذي الصـــــواعــق بعض من بطولتهــم منهــــا الخلــــود و منهـــا الموت و العدم
مجـــد الزمـــــان هــــم صنّـــاع غـــرّته أيحلــف المجـــد ؟ هام المجد ما وسموا ؟
******
قـــــم يا زعيــــم غراس العـــــزم مثمرة عطـــاؤهــــا الدّم و الأرواح و الهـــمـــم
قــلت الدّمـــاء التي في عرقكــم وُجــدت ملــــك لأمتـــكــــم أدّوها يــــــا كــُـــرُم
فتــــرجمــــوا القول زلـــزالا و زوبعــة اذ أشعـــلوهــا على الطّغيــــان و انتقموا
هذي الجمـــوع التي أزكيــــتَ مـــارجها دكّت صـــروحـــا بهــــا الطغيان يعتصم
هبّـــت مدمــــرة تجتــــاح مــن غضــب رأس الخيـــانــة تمحــوا كــل ما رقمــوا
زوابــــع الشـــام ما كلت و مـــا خمــدت الموت فيهـــا و فيهــا المجـــد و القيــــــم
تـــــراب أرضـــك محمي بغضبـــتهــــا فالمــــوت يــدركهم ان فـــرّوا وإن قدمــوا
فـــي كل زاويـــــة أو كـــــل منعطــــف أشـــــلاء جلف مع الأشـــواك تلتحـــــم
سناء مـــــاذا ؟ و قد أذهلت عالمنــــــا فالفكـــــر يعجــــز و التصويــــر و القـلم
جنـــــدرك (3) لمـــــا كسوهــــا ألف حالية وسطّــــروا حولهـــا ما شاؤوا وما نظموا
لــم يعلمــــوا أنـــــك فـــي أمتـــي همـــم تعنـــو لزوبعهـــــا الأفـــلاك و القــمـــــم
لكنمـــــا الآن حين شــــاهــدوك علـــــى شوامــــخ المجــد طـــاش العقل عندهــم
******
الحـــــاقدون على تــــاريخ ســــــوريتي عضـــــــوا النعــــال و ظنــوا أنهـا القــدم
تفتت النّــــاب من نهـــشٍ و ما انخدشـت تلك النعـــال فغضّـوا الطّـرف و انسقمـوا
الأرض باعوا و أغلى العــــرض منتهك ومبــلـــغ البيـــع في عمّـــــان يُقتــســـــم
سناء جنـــت عروش السـاقطين على موائــد البيــع خــرّ العـــرش فــوقــهــــم
أنثــى ؟! و تقـتل مـن صلف صــــــلافته وفــي المــواخيــر تــاج الملك و الحشــم
لمّـــــــا وثبت طـــوى التــــــاريخ بردته وغـــض نــــاظره الاكبـــار و الشمـــــم
و عـــــاد يكتب عــن اعجــــاز ثـــــائرة وحـــكّ منه الذي أعطـــــاه مـــعتصــــم
ضحّت سناء و مـــا ضحّى بـأظفــــره فكيف يـــــذكر في التـــــاريخ معتصـــــم
ما ميســـلون و ما اليرموك من قصصي هــذا الفــــداء الذي أســدتــــه بــزّهــــــم
انــــي ســــأكتبه وتــــرا علـــى شفتــــي فليـــزرعــــوا البحر ملحــــا اني أقسهــم
سناء قولــي و قولــي للزعيــــم أنـــــا من جنــــد هاني (4) الألى في الألب زحفهـم
في كــل منهــــم كمــــا علّمتــهــم همـــم تسفـــي الجبــــال تنيـــخ المجــد عندهـــم
فاهنـــأ زعيمي زمــــــام الدّهر في يدهم علـــى الزمــــان لهــــم نعمى لهـــم ذمــم
شرح:
- محاولة تفجير جرت في حمص ردا على العملية البطولية التي نفذتها سناء محيدلي
- الميكاميزم اليابانيين الذي نفذوا عمليات بطولية ضد البوارج الامريكية خلال الحرب العالمية الثانية
- اشارة الى البطلة الفرنسية جاندارك
- اشارة الى البطل السوري الكنعاني هاني بعل
0 Comment
قصيدة رائعة جدا