إتصالات لبنانية ـ إسرائيلية- مركز إسرائيل للمعلومات ـ نيويورك

Share

    الموضوع: “الإنتشار” اللبناني أو مؤسسة اللبنانيين المغتربين

إلى: مايكل أرنون

من: ديفيد آي. مارمر 

التاريخ: 7 آب 1957

إتصل بنا رجل من مكتبة نيويورك العامة وقدّم نفسه بصفته كاتباً لبنانياً يريد الاستفسار عن العلاقات الفينيقية-الإسرائيلية في التاريخ القديم، وذلك في إطار عمله لتأليف كتاب حول الموضوع. وقد استقبلت السيّد المذكور الذي قدّم لي بطاقته الشخصية باسم إميل خوري حرب، رئيس التحرير السابق لصحيفة “لو جور” البيروتية لمدة سبع سنوات، والسكرتير العام السابق لجمعية الأدباء اللبنانيين، ومنشئ “مؤسسة اللبنانيين المغتربين”. وقد ترك معي الكتيب المرفق بعنوان “لبنان”، وهو من تأليفه ويتضمن التفاصيل التي أوردتها أعلاه. ويعطي السيّد حرب إنطباعاً بأنه مثقف وزكي ومخلص.

بدأ حوارنا باستعراض العلاقات الفينيقية – الإسرائيلية القديمة. ومن هناك انتقلنا، ليس دون قصد من جهتي، الى العلاقات المعاصرة. وفي ما يلي فحوى الحديث المتعلق بالموضوع الأخير:

(1) إتفقنا على أن قومية ناصر (جمال عبد الناصر) هي حركة إسلامية موجهة ليس فقط ضد إسرائيل بل أيضاً ضد كل الأقليات القومية الدينية، خصوصاً المسيحية والمسيحيين.

(2) قال إن هناك خوفاً من هذه الحركة لدى الجماعة المسيحية في لبنان، لكن هناك أيضاً تشوشاً في كيفية التصدي لها. فعند بداية الاستقلال اللبناني، كانت الغالبية، من وجهة نظره،ـ ميالة إلى الاعتقاد بإمكان التوصل إلى صيغة تعايش بغية التعاون مع المسلمين في لبنان والدول العربية المجاورة. أما الأقلية، والتي ينطق باسمها المطران مبارك، فليس لديها أية أوهام حول هذه الإمكانية. ومنذ بروز الناصرية، فإن التوجه يميل إلى الجهة المعاكسة.

(3) وفي هذا السياق أعرب عن تعاطفه مع إسرائيل، ووافق على أن وجود إسرائيل وقوتها يشكلان ركيزة قوية وضمانة لوجود واستقلال الجماعة المسيحية في لبنان.

(4) أقدم على تنظيم “مؤسسة اللبنانيين المغتربين” بهدف إنهاض اهتمام المغتربين اللبنانيين في أنحاء العالم، والحصول على مساعدتهم في الحفاظ على هوية لبنان المسيحية.

(5) لقد وصل (حرب) إلى العالم الغربي قبل حوالي عشرة أشهر من أجل الاتصال بمراكز الاغتراب اللبنانية كي يروّج لمؤسسته هذه. وقبل أن يغادر (لبنان)، أجرى اتصالاً مع شارل مالك عندما كان هذا الأخير ما يزال في الجامعة الأميركية، وقبل أن يتولى منصب وزير الخارجية. وحسب تعبيره (أي حرب)، فإن مالك كان شديد الحماسة بالنسبة إلى مهمته وأعطاه مباركته متمنياً له النجاح. لكن، وبعد أن أصبح وزيراً للخارجية، فقد بات عنده انطباع بأن حماسة مالك تراجعت بشكل كبير بسبب منصبه الرسمي.

(6) خلال نشاطاته في دول أميركا اللاتينية، وقع صدام بينه وبين السفير اللبناني في المكسيك، وهو مسلم. ولكنه لم يحصل أيضاً على دعم الديبلوماسيين اللبنانيين الأخرين وهم من المسيحيين. فقد كان موقف بعضهم غير فعّال، في حين يبدو أن الغالبية عبّرت عن معارضتها.

(7) حالياً هو موجود في الولايات المتحدة لغايتين: الترويج لـ”مؤسسة اللبنانيين المغتربين”، والعمل على تأليف كتاب سيكون موضوعه الأساسي أن الناصرية أو الدعوة الإسلامية ليست شيئاً جديداً، ويريد كذلك أن يظهر الخطر المحدق بالمسيحية في الشرق الأوسط وخصوصاً في لبنان. وقد ذكر على وجه التحديد إسمي مفكرين وكاتبين عربيين من القرن التاسع عشر هما جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده اللذين سبق لهما في القرن التاسع عشر أن وضعا أسس مثل هذه الحركة.

(8) عند هذه النقطة حوّلتُ مجرى الحديث إلى موضوع الانتشار اليهودي ودعمه لإسرائيل. وقد كان مطلعاً على نشاطات الوكالة اليهودية وغيرها من المنظمات الصهيونية وغير الصهيونية في الخارج الداعمة لإسرائيل. وعبّر بوضوح عن إعجابه بهذا الدعم ودوره في تقوية إسرائيل، وقال ما يلي: “لقد جمعتم في هذا المجال خبرات هائلة يمكن أن تكون ذات فائدة ضخمة للجماعة المسيحية اللبنانية في مسعاها للحصول على دعم الإنتشار اللبناني”. وأظهرت أنه لا يوجد اي سبب يمنع من أن تتاح هذه الخبرات بشكل أو بآخر لـ”مؤسسة اللبنانيين المغتربين”. وكان رد فعله أنه يرغب كثيراً في الحصول على أية مساعدة نوافق على تقديمها له، طبعاً بطريقة سرية للغاية، طالما أن، كما قال،ـ مصالح إسرائيل والجماعة المسيحية اللبنانية في الشرق الاوسط متطابقة. وبما أنه سيغادر نيويورك مساء الخميس لعدة أسابيع، فقد أبدى رغبته في أن يلتقيني على غداء أو عشاء، وقال: “ربما تريد أن تحضر معك بعض أصدقائك إذا رغبت في ذلك”!

0
0