LOADING

Type to search

نعيمًا للنهضة.. الحلاقة حلوة!

موضوع العدد نقد سياسي

نعيمًا للنهضة.. الحلاقة حلوة!

Avatar
Share

غصَّ كثير من الرفقاء، بهزيمة الحزب في الانتخابات النيابية اللبنانية، مع أن قادتهم حوّلوا الحزب تاريخياً إلى “سفرجلة”، ووزعوا غصّاتها بشكل مدروس منذ استشهاد سعاده حتى اليوم! فبالله عليكم، بماذا استفادت النهضة عندما “انتصروا” في دورات سابقة وجلسوا تحت قبة البرلمان كموظفين وتابعين لإحدى القوائم، بلا حول ولا قوة ولا همٍّ سوى قبض الراتب أو الحصول على سيارة أو شقة، أو عقد صفقة تتيحها النيابة بفضل العلاقات العامة؟

خسارتكم أثلجت صدورنا، أيها الكرادلة الزحفطونيون، وما لمّ لمّكم من الصيارفة الذين اكتفوا بعمولة مئة دولار من النيابات السابقة لقاء تمشية بعض الأوراق الرسمية، في حين كانت النهضة تتطلب جبابرة لا يغريهم مال ولا تدجّنهم قصور أو تفلّ عزيمتهم مناصب. سعيدون نحن لانكشاف عزلتكم عن المجتمع وانفضاض الناس عنكم، حتى أمام من تبنّاكم واعتقد أنكم “بيضة القبان” في مرحلة ما. فالمشهد تغير، ولم يعد الاستثمار بالفكر ودم الشهداء يكفي  لترميم الحركة التي خلّعتم أبوابها وحولتموها إلى كومة خردة. فسبحان ربّ الفكرة، التي سماها سعاده بالنظرة الجديدة للحياة والكون والفن، تلك الحدقة المصرّة على التطلّع للأفق، رغم تكالب مخارز وسكاكين “الأعدقاء” الذي نصّبوا أنفسهم قيّمين عليها، وفي الحركة كانوا مكرسحين إلا فيما تعلق بماراتون مصلحتهم الشخصية التي نالوا فيها قصبَ السبق!

أعداد الناجحين المستقلين، تؤكد اختناق الأحزاب العلمانية. وإذا كان سعاده قال يوماً: “إن كنتم جبناء أقصيتكم عني”، فلا أحد يدري كيف استولى أولئك على مصير الحركة؟ ولا يعني “الجبن” هنا سوى التخلي عن نُبل المشروع وغايته وأخذه إلى ما ليس فيه!

بشكل ما، يتحمل القوميون مسؤولية ما يجري! وإذا كانت الحكمة الشهيرة تقول: “مثلما تكونون يُولى عليكم”، فعليهم ألا يستغربوا تلاشي النصر على كل صعيد، وهم الذين قبلوا بالمهزومين كي يقودونهم إلى النصر الموهوم، والمبدّد بالذرائعية المضللة للخط البياني الذي سيرتفع قدرياً نحو النصر حتى ولو تأخر الوقت قليلاً!

منذ زمن طويل يمتد لليوم، و”محور المقاومة” يظنّ أن النصر يأتي بالشعارات، فانبرى للاستئثار والتطويب والتنصيب، وغابت عنه استراتيجيا بناء الإنسان. تحالف القوميون مع أصحاب الدكاكين، وعوضاً عن شدهم نحو النهضة، ذهب الزحفطونيون بأبناء الحياة، إلى أبناء التشرذم والتخلف والمنافع الشخصية. وبعد كل هذا، يُصاب الرفقاء بالصدمة من خسارة الانتخابات أو غيرها، وكأنهم أسسوا للنصر منذ عشرات السنين، لكنه طار منهم بغمضة عين، مع أن الانهيار مخطط له سواء بعامل الاختراق أو التواطؤ أو الاعتداء المباشر من خارج الفكرة والحركة.

حلاقة الانتخابات تبدو جميلة و”موديرن” فنعيماً للنهضة بقصقصة الفروع المدوّدة التي حرمت الجذور من مائها زمناً طويلاً، وكل ما نأمله أن ينبت شعر جديد، بلا صبغة أو “باروكات” أو خصلٍ مستعارة.. فالرأس قد طفحَ بالخذلان، وأصبح الإنباتُ الجديد قدراً! عرفتوا كيف؟

Print Friendly, PDF & Email
Twitter0
Visit Us
YouTube
YouTube
LinkedIn
Instagram0

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Contact Us


Please verify.
Validation complete :)
Validation failed :(
 
Thank you! 👍 Your message was sent successfully! We will get back to you shortly.