عبر المرآة الخلفية.. دعوة لمراجعة نقدية
Share

بعد إعلان الرئيس الأمريكي حربًا تجارية على كندا، صدر أكثر من تصريح لمسؤولين كنديين يتضمن فكرتين أساسيتين: “لقد فقدنا الثقة بكم”، و “لن نقود علاقاتنا عبر النظر في المرآة الخلفية.”
ليس سهلا لكندا أن تقول للولايات المتحدة هذا الكلام لأنهما يشكلان أكبر سوق تجارية مشتركة، وحليفان عسكريان منذ زمن بعيد، ويتشاركان بأطول حدود دولية غير محروسة وآمنة في العالم. ولكنه لم يكن سهلًا أيضا لكندا أن تسمع الرئيس الأمريكي يعلن تكرارًا أنه ينوي أن تصبح كندا الولاية الأمريكية الواحدة والخمسين، وينادي رئيس وزرائها “المحافظ ترودو”، وأن يعلن عليها حربًا تجارية عبر فرض رسوم تتراوح بين خمسة وعشرين ومائتين وخمسين بالمائة، وأن ينقلب على أوروبا وأوكرانيا في غضون شهر من استلامه السلطة.
هذه المواقف الزلزالية دفعت كندا وأوروبا، بل ومعظم دول العالم، لإعادة النظر بكل ما يعرفونه عن العلاقات الدولية، لأن ما كان بالأمس، أصبح اليوم شيئًا يرونه في المرآة الخلفية لسياراتهم. من هنا رأينا كندا تعيد النظر بالقيود التجارية بين محافظاتها كخطوة أولى لتحويل التجارة من شمال/جنوب إلى شرق/غرب، ومحاولة فتح أسواق جديدة لمنتجاتها. كذلك رأينا الدول الأوربية تعقد الاجتماع الطارئ تلو الآخر لمراجعة حساباتها.
في المقابل، مرّت بلادنا بثلاثة زلازل هائلة منذ السابع من أكتوبر 2023، زلازل لم تنته ارتداداتها بعد، في كل من فلسطين ولبنان والشام. بعض المنظمات والمؤسسات بدأت بالمراجعات النقدية المطلوبة، بينما البعض الآخر لم يبادر بعد.
المراجعة النقدية تبدأ من الاعتراف بالواقع الجديد، ولكن الهدف منها هو وضع خطط للمستقبل. في حال كندا وأوروبا، الواقع الجديد هو استدارة الولايات المتحدة مئة وثمانين درجة واستبدال حلفائها التاريخيين بأعدائها التاريخيين. الخطوة الأولى هي في تخفيف الأضرار الفورية، أما الثانية فهي تخطيط بعيد الأمد للتغلب على الواقع الجديد؛ بل والاستفادة منه إذا أمكن. وفي المراجعة النقدية ليس هناك من حدود للأفكار المتداولة، ولكن الحلول دائمًا تبقى تحت سقف المصلحة القومية العليا، وفي حال كان هناك أكثر من جهة مسؤولة، كالحال في كندا حيث تتوزع السلطات بين فدرالية ومحافظيه، فإن وحدة الموقف العام بين المستويين هي ركن أساس للنجاح، فلا يستميل العدو محافظة مثلا، لتطعن وحدة الموقف في الظهر.
والمراجعة النقدية تتطلب، عدا عن المبادرة من جهة قوية لا تخشى المراجعة والنقد، تحولا في نمط التفكير، على مستوى الأفراد والمؤسسات، بما يتلاءم مع الواقع الجديد. والقاعدة الأساس في رأينا هي ما يسمى “الإدارة بالنتائج” وليس “الإدارة بالمخرجات”. فمهما كانت المخرجات مهمة، إن لم تُحدث نتائج تغييرية وفق أهداف استراتيجية، فإنها قد تصبح جهدًا ضائعا.
لن نستفيض أكثر من هذا، بل ندعو قائدي السيارات إلى النظر إلى الأمام، إلى ما هو مطلوب منا للمستقبل. إن النظر إلى المرآة الخلفية بين الحين والآخر مفيد للعبرة مما مضى أو لتدارك خطر يأتي من الوراء. ولكن ما مضى ليس ما هو أمامنا، والقيادة عبر المرآة الخلفية فقط محفوفة بالأخطار، وربما تؤدي إلى تهور أو اصطدام.
لم يتوصل اي سائق بنتائج ترضيه في حديثه ونقاشه مع اي راكب ..حتى لو كان الراكب رئيس جمهوريه ..والسائق ايضا خالي من الفراطة
( وما استفتح ) اما الراكب الضحية .. فخلف السائق عشيرة ونقابة وقلادات معلقة على مرآته تدل على ما هو عليه ..الرئيس ترامب منذ سنوات هو هو لم يتغير انه وجه اميريكا الحقيقي .ان على الصعيد الخارجي بمحاولة اذلال العالم كله ام على الصعيد الداخلي بعنصرية ووقاحة قل نظيرها ..رئيس يقود حافلة كبيرة مع قاطرة ومقطورة حافلة من الصلب دون مرايا تسير عبر الاقمار الصطناعية والذكاء الاصطناعي صنعها ايلون ماسك خصيصا له ..والسؤال هنا هل لدينا ايلون ماسك اخر لنقف بوجه هذه الحافلة ونحن الركاب ام ننتظر مستر ترامب حين يتوقف عند محطته الاخيرة كي ننجو بريشنا ..نعم مع قراءة ونقد ونفخ الغبار وتلميع المرايا للنظرهذه المرة بحكمة وموضوعية .
🙂
اعتقد انه قبل الحديث عن السائق، علينا بخصخصة السيارات.
السائق الذي يعمل في شركة تملك السيارات، إنما هو عامل موظف يقود سيارة مقابل اجر ضمن شروط الشركة المالكة ولا يمكنه اختيار الطريق غير المكلف بسلوكه