LOADING

Type to search

شيرين أبو عاقلة.. السورية الجنوبية

الوطن السوري موضوع العدد

شيرين أبو عاقلة.. السورية الجنوبية

Avatar
Share

اتفق الجاهلون بالدين الإسلامي، مع الحاذقين الإسرائيليين، في الموقف من استشهاد شيرين أبو عاقلة. فالأوائل قالوا إنها مسيحية لا تجوز عليها الرحمة. فيما قال المحتلون إنها “مواطنة أميركية لقيت مصرعها” أثناء الاشتباكات في جنين. ورغم أن شيرين تحمل الجنسية الأميركية، إلا أن إلغاء هويتها السورية الجنوبية “الفلسطينية” كان متوقعًا، لأن تسميتها بالأميركية أهون بكثير بالنسبة لإسرائيل من تسميتها “بالفلسطينية المسيحية” وهي التي تعمل دائمًا على إعطاء الصراع صفته الدينية وليس القومية، كما تحاول إظهار المسيحيين كأقلية لا تذكر في القدس مع أنهم يشكلون الأغلبية. ومباشرة هرع السفير الأميركي لدى “إسرائيل” توم نيديس إلى الإعلان أن المراسلة شيرين أبو عاقلة التي “قتلت” هي مواطنة أميركية!

قانونيًا لم يخطىء السفير، لكن شيرين “فلسطينية أميركية” وليس العكس، وقد استشهدت على أرض فلسطين وكان لها مواقفها المساندة للمسألة الفلسطينية، وبالتالي فإن تقدُّم الصفة “السورية الجنوبية – الفلسطينية” على صفتي “الأميركية” و”المسيحية” هو المنطقي من الوجهة الأخلاقية والعلمية، لكن هيهات أن يتقيد الجاهلون في الدين والسارقون للأرض بأية قواعد للمنطق والأخلاق!

شرين أبو عاقلة، في ميزان قطر وقناة “الجزيرة”، هي مجرد تعويض مالي ستتكفل به لقاء استشهادها. وهذا لن يتطور إلى موقف سياسي، ولن يوقف عربة التطبيع التي يركب بها أبناء “العربة” بذريعة الخوف من إيران “الشيعية”، فالتفسير الديني الجاهل للتاريخ هو من يحرك هذه الأطراف ويجعلهم يتصورون أن حقل البطاطا يمكن أن يصبح سكة قطار للدين الإبراهيمي المتخيل، كأنهم يمثلون في مسرحية “المحطة” للرحابنة!

في تشرين أول الماضي، كتبت شيرين في دورية “فلسطين هذا الأسبوع”: “جنين بالنسبة لي ليست قصة عابرة في مسيرتي المهنية أو حتى في حياتي الشخصية. إنها المدينة التي يمكن أن ترفع معنوياتي وتساعدني على التحليق عاليًا.. جنين تجسد الروح الفلسطينية التي في بعض الأحيان ترتجف وتقع، لكنها تفوق كل التوقعات وتنهض لمتابعة رحلاتها وأحلامها.”

ليس غريبًا أن يتفق التطرف الديني بمختلف مرجعياته، على إزاحة الصفة القومية عن الصراع في فلسطين، “فالاقتتال على السماء” هو الضمانة الوحيدة لفقدان الأرض، من حيث تدري وتخطط تلك الأطراف، أو من حيث لا يدرون أو يفقهون!

“ولدت السورية الجنوبية شيرين أبو عاقلة (51 عامًا) في مدينة القدس، وهي تحمل أيضًا الجنسية الأمريكية. تتحدر عائلتها من مدينة بيت لحم. درست أبو عاقلة الصحافة في جامعة اليرموك في الأردن، وعملت في الإذاعة الرسمية الفلسطينية “صوت فلسطين” وإذاعة مونتي كارلو، قبل أن تنضم في 1997 الى “الجزيرة” بعد سنة من انطلاقها.”

Print Friendly, PDF & Email
Twitter0
Visit Us
YouTube
YouTube
LinkedIn
Instagram0

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Contact Us


Please verify.
Validation complete :)
Validation failed :(
 
Thank you! 👍 Your message was sent successfully! We will get back to you shortly.