1

منارات من سعاده

“الحزب السوري القومي لا يعتمد، في إيمانه بنجاح قضيته المقدسة، على أساس الأفراد ورضاهم، بل على العقيدة وحدها. إن الإشخاص يجيئون ويذهبون ويتبدلون ولكن العقيدة هي الأساس الراسخ، الثابت على الأيام والسنين والعقود والأجيال. وإن العقيدة السورية القومية والنظام السوري القومي، اللذين قد أصبحا قبلة أنظار الشعب السوري، لا يمكن ولا يجوز أن توضع قيمتهما في محل قيمة الأفراد. ولا يمكن ولا يجوز أن يكون الأفراد محكاً لهما، بل يمكن ويجب أن يكون العكس أي أن يكونا هما محكاً للأفراد. فحين الاختيار بين العقيدة والنظام من جهة وفرد أو أفراد من جهة أخرى نحن لا نتردد في التمسك بالعقيدة والنظام وترك الأفراد لمصيرهم”.
سعاده
احتفال أول آذار سنة 1942
في الأرجنتين
“الدفاع عن الدول التي غدرت بأمتنا ومزقت وطننا ووهبت شعوباً غريبة حقوقاً فيه هو أمر يطعن الإباء القومي ويجرح الروح القومية، ولا ينتظر صدوره عن سوري قومي صحيح العقيدة إلا من باب الغلط. وأفضل طريقة لتحاشي الوقوع في هذا المخطط هو التوجيهات التي تصدر في التعليمات وفي الصحيفة القومية التي لها قوة التعبير عن وجهة نظر الحزب السوري القومي التي يتوجب على السوري القومي، المؤمن، المجاهد التقيد بها، إذا كان لا يريد أن ينشىء لنفسه سياسة خصوصية ضمن الحركة القومية. وهذا الأمر، أي السياسة الخصوصية، تعني أنه سيكون للحزب سياسات عددها عدد أعضائه. وهو انتفاء وجود المنظمة القومية. إن الآراء السياسية التي هي من النوع التكنيكي البحت، أي التي لا يصحبها شعور وهوس وميل، هي وحدها جائزة ويجب أن لا تعرض لأي تفضيل روحي أو مناقبي بين دول أجنبية، لأن هذا يضعف العصبية القومية التي يجب أن لا ترى أفضل من ذاتها ومصالحها. ويجب أن يحتفظ بهذه الآراء لأماكنها. وفي الأماكن العمومية يجب أن يتجنب المسؤولون إظهار آراء وإعطاء تصريحات بريئة، بدون تحفظ، يمكن أن تعرض سمعة الحزب للشكوك والظنون. والمسؤولون يجب أن يعلموا أنه لا فرق كبير، من الناحية العمومية، بين أن تكون آراؤهم ومواقفهم شخصية أو حزبية فهي جميعها تمس الحزب وسمعته”.
سعاده
رسالة إلى سليم صوى
تاريخ 10 آذار 1942