ملف الشهيد نزار بنات: رسالة إلى فتحاوي – محمد العملة

  • محمد العمله
image_pdfimage_print

عزيزي الفتحاوي، تحية طيبة وبعد..

“فتح” كما تعلم، اختصار مقلوب الحروف لـ “حركة التحرير الفلسطينية”، التي قامت لهدف من المفترض أنك تعرفه، كما أعرفه، وكما يعرفه غيرنا، ومع مرور الوقت صارت “فتح” فتحات عديدة، فتح الثورة، فتح الانتفاضة، فتح س، فتح ص، واخلق ما شئت من نماذج.

إن حال الحركة يشبه ما يحصل مع أي فكرة أو أيدولوجيا، أن تنشأ منها عدة نسخ، لا تشبه النسخة الأصلية في معظم الأحيان، سواء لاعتبارات تصحيحية أو تحريفية.

المدافعون عن الحركة نوعان:

  1. نوع يقدس الحركة بكل عجرِها وبجرِها، لا يأخذ بالتاريخ، ولا يفهم الخروقات في جسمها التنظيمي، يشبه إلى حد بعيد من يقول بأن داعش لا تمثل الإسلام، لكنه يفهم الإسلام كما يفهمه الدواعش.
  2. نوع ثانٍ، يريد استعادة الحركة والعودة بها إلى أصولها، لكنه يعلم يقينا أن النمط التحريفي هو المسيطر والحاكم فيها.

لكلا النوعين، شئتم أم أبيتم، فإن التيار المسيطر هو تيار أوسلو، التيار الذي وقّع فوقع، ثم طبّع وما ارتدَع.

لكم خيارات عديدة، أظن أن معظمكم قادر على قياس أبعادها؛ إما أن تقدّموا خطابا بديلا مبنيًّا على قوة تنسلخ عن التيار الحاكم، فتنقذوا أنفسكم قبل حركتكم برموزها وتاريخها، أو أن تستمروا في تقديس كل الحركة، بكل إيجابياتها وسلبياتها وأنتم هنا محكومون بأسوأ من أنتجت البشرية؛ فتلقون بأيديكم إلى التهلكة.

لست معنيّا برموزكم، أو ما تسمونهم رموزا، ولست معنيّا برأيي فيهم حتى لا ينسحب مقصد الكلام إلى هنا، إنما قلت ما قلت من باب تفسير الأمور، ولا حتى باب النصيحة.

ما حدث اليوم في التظاهرات الغاضبة من اغتيال الشهيد المناضل المقاوم نزار بنات، يحدث مثله منذ قيام السلطة التي أنتم عمادها، كما اليهودية عماد الصهيونية، وخير لمن بقي في نفسه ذرة من عدل أو عقل أن ينسحب من أسمائكم أو يملك القدرة على التحكم بزمام أموركم، غير ذلك مجرد أوهام في أحلام.

أما البائعون المنبطحون الظانون أنهم بقمعهم سيقضون على شعب لم يفلح الاحتلال في كسره منذ أكثر من سبعين عاما؛ فحقيق بهم أن يسمّوا الحركة باسمها دون مواربة ودون قلب للحروف، أن تكون “حتف” لا “فتح”، لأن ما يراهنون عليه سيلقي بهم إلى التهلكة، “حتف” أنوفهم!

 

في هذا العددملف الشهيد نزار بنات: عن خرافة السلم الاجتماعي – جبريل محمد جهشان >>
0 0 votes
Article Rating

You may also like...

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments