مقابلة عن الاستبيان-الفينيق
في العاشر من أيّار 2018، قامت مجلة الفينيق بإرسال استبيان لعدد من السوريين القوميين الاجتماعيين في الوطن وعبر الحدود طالبة فيه آراءهم حول نواحٍ معينة تتعلق بالحزب السوري القومي الاجتماعي. وفي الرسالة التي رافقت الاستبيان، أعلنت اللجنة المسؤولة أنها سوف تنشر نتائجه وتضعها بتصرف التنظيمات الحزبية الثلاثة التي تحمل اسم الحزب السوري القومي الاجتماعي، قيادات وأعضاء، وكذلك المعارضات الحزبية والصف الحزبي في شكل عام.
كان لمحرر الفينيق لقاء مع أحد أعضاء اللجنة المسؤولة عن الاستبيان دار فيه هذا الحوار:
س: لماذا الاستبيان؟
ج: لِيُسمِعَ السوريون القوميين الاجتماعيون أصواتهم مباشرة، بدون حواجز، ولا واسطة ولا مصفاة.
س: يٍسمِعُون أصواتهم لمن؟
ج: لمن له أذنان للسمع، ولمن يرغب في رؤية حزبه معافى ومتنكبا لمسؤولياته وعاملا في سبيل تحقيق نظرته وغايته.
س: ولكن لماذا مجلة الفينيق، لماذا لم تتركوا قيادات التنظيمات تقوم بهذه المهمة؟
ج: إن استطلاع الرأي في أوقات دورية عملية مهمة في إدارة أية مؤسسة. ولو قامت أي من هذه القيادات بمثل هذه المبادرة لما كان هناك حاجة لهذا الاستبيان. هناك قول لرئيس وزراء كندا الأسبق بيار إليوت ترودو بما معناه، “إذا أعياك السياسيون توجه الى الشعب.” نعتقد ان القوميين قد أُعيوا من سياسيي الحزب، فكان لا بد من التوجه مباشرة إليهم.
س: نلاحظ ان الاستبيان صدر مباشرة بعد نتائج الانتخابات اللبنانية. هل للاستبيان علاقة بهذه النتائج؟
ج: أبدا. الاستبيان جاهز منذ شهرين، ولكننا فضلنا التريث لما بعد الانتخابات لأن الناس كانت منهمكة بها. إن الغرض من الاستبيان ابعد بكثير من نتائج الانتخابات.
س: مم يتألف الاستبيان؟
ج: هناك أولا، الرسالة التي اشرت اليها والتي تعرّف عن الدافع وراء الاستبيان. فور دخول موقع الاستبيان، هناك شرح عنه، وتعليمات تساعد المجيب في التحرك داخل الموقع. بعد ذلك هناك معلومات أولية – لا تتضمن اسم المجيب – مثل الفئة العمرية، عدد السنين في الحزب، ما إذا كان منتظما أم لا، وما إذا كان قد سبق له ان تحمل مسؤولية ما، وما إذا كان يحمل مسؤولية حالية، التحصيل العلمي، المنطقة الجغرافية التي يقيم فيها المجيب، مثل الوطن، او استراليا، او دول عربية، بحيث نأخذ فكرة عن أماكن التوزع دون الدخول في خصوصية المجيب. بعدها ندخل في صلب الاستبيان.
س: طالما انك تكلمت عن خصوصية المجيب، ما هي الخطوات التي اتخذتموها لحماية أمن المعلومات؟
ج: لقد اخترنا مُخَدّماً على درجة عالية جدا من الضوابط الأمنية يملكه رفيق اختصاصي في تقنية المعلومات وحمايتها.
س: ماذا في صلب الاستبيان؟
ج: هناك أسئلة عن الدوافع وراء الانتماء الى الحزب، وما إذا كان المجيب يرى ان الحزب قد حقق أهدافه أم لا، وبأية نسبة، وما إذا كان يرى ان ثمة أزمة في الحزب أم لا، ثم عدد من الأسئلة المتعلقة بكيفية رؤية المجيب إمكانية الخروج من الأزمة، طبعا، هذا اذا كان يرى أن ثمة أزمة.
س: ما هو نمط الإجابة عن الأسئلة؟
ج: هناك نوعان من الإجابات، النوع الأول نقدم فيها عددا من الإجابات عن كل سؤال ونطلب من المجيب ان يقيّم الإجابة ضمن خمسة خيارات تتراوح بين “غير موافق على الإطلاق” و”موافق كلياً”. أما النوع الآخر، فيقوم على اختيار جواب من عدد من الأجوبة. في كلا الحالتين، يمكن للمجيب ان يضيف خيارا آخر في صندوق نصي.
س: كيف هي نتائج الاستبيان لهذه اللحظة؟
ج : لا بأس بها. إننا نراقب النتائج بشكل دائم. ومنذ اليوم الأول لوحظ نمط عام من الأجوبة وهو مستمر
س: هل يمكنكم مشاركتنا في بعض خصائص هذا النمط؟
ج: ممكن. نسبة الرفقاء المجيبين من الوطن والمغتربات، تقريبا متساوية ، مع أرجحية للرفقاء من الوطن. نسبة المجيبين من الفئة العمرية ما دون الخمسين هي أكبر بقليل من الفئة العمرية ما فوق الخمسين. نسبة المجيبين ممن انتموا للحزب منذ أقل من ثلاثين سنة أكبر من نسبة المجيبين الذين انتموا منذ أكثر من ثلاثين سنة. نسبة ساحقة ترى ان ثمة أزمة في الحزب. أما طريقة الخروج منها فهناك اقتراحات عديدة حولها. طبعا، هذه الأرقام قد تتغير مع الوقت.
س: هل وردكم ملاحظات من المجيبين عن الاستبيان نفسه.
ج: نعم. كان هناك ملاحظات تقنية وأخرى تتعلق بنوع الأسئلة والإجابات. لقد أخذنا بقسم منها ولم نرَ حاجة للأخذ بقسم آخر. مثلا، وردنا أكثر من تعليق انه ربما يكون لدى المجيب خيارات غير الخيارات المطروحة. وكان جوابنا، إن في الجواب نفسه، هناك إمكانية وضع “غير موافق إطلاقا”، ومن ثم فرصة لوضع رأي المجيب الخاص. هناك سؤال الجواب عنه هو واحد من اثنين مع فرصة لإبداء رأي آخر. هذا كان من الممكن تحسينه ولكن ضيق الوقت منعنا من ذلك.
س: هل شعرتم ان هناك معارضة لإجراء الاستبيان؟
ج: نعم، وهي من ثلاثة أنواع، النوع الأول جاء من فئة روّجت، عن قصد على ما يبدو، أن الاستبيان يهدف إلى “سرقة” معلومات عن المجيبين، والنوع الثاني جاء عبر بيانات رسمية تحذر القوميين من الاشتراك، أما النوع الثالث، ولعله الأخطر، فتجلى من خلال رفض بعض القوميين التعبير عن آرائهم بدون إذن من “المسؤولين”.
س: متى يقفل باب الاستبيان ومتى تنشر نتائجه؟
ج: يقفل باب قبول الإجابات مساء السبت في 20 أيّار، 2018، على ان تنشر نتائج الاستبيان في النصف الأول من شهر حزيران القادم.
س: هل من كلمة أخيرة؟
ج: إن هذه هي المرة الأولي في تاريخ الحزب السوري القومي الاجتماعي التي يتاح فيها للسوريين القوميين الاجتماعيين أن يسمعوا صوتهم للمسؤولين ولرفقائهم في التنظيمات كلها، وفي المعارضات، ولدى المنكفئين، حول أوضاع الحزب. لقد كنا نتمنى لو ان قيادات الحزب قامت هي بهذه المبادرة، ولكن لا بأس. فنحن، كما سبق وذكرنا، سوف نضع نتائج هذا التقرير بين أيدي القوميين، قيادات وأعضاء، ليبنوا عليها ما يرون مناسبا. إننا ندعو القيادات والقوميين لعدم محاربة هذه المبادرة، بل لاحتضانها، وتشجيعها، فإن لم يستمع القوميين لبعضهم بعضا، فلمن يستمعون؟ لا يكفي ان نجلس في غرفة زجاجية محكمة الإقفال فلا نسمع سوى صوتنا. علينا ان نستمع للصف القومي بما لديه من آلام وآمال.