ماذا يحدث في مجلس الشعب السوري؟! – ماهر أسعد

image_pdfimage_print

تصدّر النائب نبيل صالح المشهد في مجلس الشعب السوري، حيث أعلن الأسبوع الماضي عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” بأن حفلة تجريم شُنّت ضده في المجلس تمهيداً لإعدامه، بحسب تعبيره.

ونبيل صالح هو عضو في مجلس الشعب السوري عن قطاع العمال والفلاحين، ولقد أحدث، منذ انتخابه على قائمة الوحدة الوطنية في نيسان من العام 2016، ضجة كبيرة إلى حد يجوز معه وصفه بـ”النائب المشاكس”. وهذا ليس بالأمر الغريب على صالح وهو رئيس تحرير موقع “الجمل“، والذي وصفه صالح بأنه “ضد الجميع بالتساوي ومن دون تفريق.”

كان صالح من أوائل المعارضين لمشروع قانون الأوقاف رقم 16 لعام 2018 والذي أعطى وزارة الأوقاف السورية سلطات واسعة. وقد أدت  معارضة صالح لهذا القانون والإضاءة على بعض سلبياته إلى إجراء تعديلات على مسودته.

مؤخراً، وبحسب منشور لصالح على “فيس بوك”، فإن أربعين نائباً من حزب البعث تحدثوا ضده في مجلس الشعب السوري، وانضم إليهم نائب من الفريق الديني الشبابي ونائبة من القبيسيات. ولم يدافع عن صالح، على حد وصفه، سوى نائبين بعثيين هما جانسيت قازان وتوفيق اسكندر، إضافة إلى نائب شيوعي هو عمّار بكداش. وبحسب تعبير صالح، فقد وصفته الاتهامات بـ “المتطرف العلماني”.

والملفت هنا بأن الاتهامات بالعلمانية قد جاءت على لسان نواب بعثيين الذين من المفترض أن يكونوا المدافعين الأوائل عن العلمانية والعلمانيين، خاصة بعد الحملة البربرية، الوحشية التي تعرضت لها سوريا باسم الدين.

إضافة لموقف النواب البعثيين في مجلس الشعب، قام وزير الإعلام السوري الأسبق، مهدي دخل الله، بمهاجمة العلمانيين في مقال له نشر في جريدة البعث بتاريخ 11 حزيران 2019. حيث ساوى دخل الله بين ما سمّاه “الداعشية العلمانية” و”الداعشية الدينية” من حيث نهج التفكير ومنهجية الممارسة.

المفاجأة الكبرى في هذا الموضوع جاءت على لسان كتلة أعضاء مجلس الشعب عن الحزب السوري القومي الاجتماعي، حيث أصدرت الكتلة بياناً، مكتوباً بخط اليد، رأت فيه أن ما يقوم به صالح هو إثارة للفوضى في وقت يتطلب من جميع أبناء الوطن أحزاباً وأفراداً التكاتف العضوي والفكري لمواجهة العدوان الذي يستهدف التاريخ والمستقبل، بحسب وصف البيان. هذا وقد أشاد البيان بـ “تاريخ حزب البعث النضالي وتقدميته ودفاعه عن العلمانية.”

إلا أن بياناً اَخر صدر عن الطلبة السوريين القوميين الاجتماعيين في اللاذقية، أكد على أن بيان كتلة النواب القوميين لا يمثلهم كطلبة سوريين قوميين اجتماعيين، مؤكدين على دعمهم للتوجه العلماني أيا كان صاحبه.

بغض النظر عن مواقف نبيل صالح الاخرى، لكننا نرى أن ما يطرحه في مجلس الشعب إنما هو حاجة ملّحة للمجتمع السوري، فالتطرف الديني أياً كانت تسميته وشكله هو خطر على مجتمعنا السوري، فقد أثبتت الأيام والتجارب أن فكرة مهادنة الإسلاميين إنما هي أشبه بتسكين الاَلام والتي ما أن ينقضي مفعول المسكن حتى تعود أقوى مما كانت عليه.

بعد استعراضنا للمواقف والبيانات السابقة، تتبادر إلى أذاهاننا الأسئلة التالية:

هل مناداة صالح بالعلمانية تتناقض مع فكر حزب البعث الذي ما انفك يقدم نفسه على أنه حزب يساري علماني؟

وهل يعقل بأن يقوم نائبان بعثيان بالدفاع عن صالح، بينما يقوم النواب السوريون القوميون الاجتماعيون بتبني الخطاب البعثي الرسمي واصفين صالح بمثير الفوضى، متجاهلين بذلك مبادئ الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي كان الداعي الأول لفصل الدين عن الدولة؟

وهل يعقل أن يكون الطلبة السوريون القوميون الاجتماعيون أكثر فهماً وإدراكاً لمبادئ الحزب السوري القومي الاجتماعي من النواب القوميين، والذين يفترض بهم أن يكونوا ممثلين للقوميين الاجتماعيين في المجلس ومدافعين عن مبادئهم؟

* ماهر أسعد طالب سوري

في هذا العدد<< يستقيل أو يُقال؟ ليس هذا هو السؤال“قوموا تنهني!” >>
0 0 votes
Article Rating

You may also like...

Subscribe
نبّهني عن
guest
1 تعليق
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
حسان
حسان
4 سنوات

الغريب ان يكون المقال هو تمجيد واسطرة للنائب نبيل صالح الذي هو في النهاية من منظومة ما يسمى بقائمة الوحدة الوطنية او الجبهة التقدمية سابقا