لمن نكتب- رئيس التحرير
ليست الفينيق مجلة واسعة الانتشار. عدد قرائنا حاليا، لا يتجاوز المئات وإن كان ينمو ببطء. متوسط عمرهم في حدود الأربعين. هناك ملايين السوريين الذين نرغب بإسماعهم صوتنا، خاصة الشباب منهم، ناهيك عن قاطني العالم العربي. فلمن نكتب؟
الجواب اختصرته الدكتورة فاتن المر في عبارتها التي تتوج هذا المقال، أما تفصيله فموجود في الهدف من المجلة. فيما يلي فقرتين منه:
“… ويأمل القائمون على المجلة في أن تصبح مدماكاً أساسياً في عمل نهضوي أوسع مجالاً وأعمق تأثيراً. فالمجلة يُراد لها أن تكون جزءاً حيوياً من عملية تغييرية شاملة غايتها بعث نهضة تعيد للأمة السورية حيويتها. وهذا الهدف لن يتحقق إلا عندما يُشمّر حاملو الفكر القومي عن سواعد العمل والجد، ويشحذوا الأفكار والهمم، فيصبح جهد كل واحد منا مدماكاً في البنيان النهضوي لأمة نناضل في سبيل أن تحتل مكانها الحقيقي تحت الشمس
.“الفينيق” هي المنبر المفتوح للفكر القومي الاجتماعي بقدر ما هي التحدي المصيري لحاملي هذا الفكر، في خضم تضارب النزعات وتلاطمها الصاخب.”
عملية التغيير يقوم بها قادة الفكر أولا، ونحن إذ نكتب، نكتب لمن نراهم كذلك.
والتغيير ليس سهلا. إنه يصطدم، أول ما يصطدم، بالخوف من المجهول. حاجز الخوف هذا يكسره الوعي. والوعي مولدٌ للرغبّة في التغيير، فطلب المعرفة المطلوبة للقيام به، فبناء الطاقات لتحقيقه، ومن ثم تدعيمه متى حصل. وهذه هي مراحل التغيير الخمسة التي يعمل من ضمنها خبراء إدارة التغيير: الوعي، فالرغبة، فالمعرفة، فالقدرة ومن ثم التدعيم.
نحن في المرحلة الأولى. مرحلة بناء الوعي لضرورة قيام تغييرات جذرية داخل الحزب السوري القومي الاجتماعي وفي المجتمع. ونرى أن التغيير المطلوب في المجتمع مناط بالحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يجب أن يكون محرك التغيير الأول والأساس لتحقيق مصالح سوريا العليا انطلاقا من نظرته وعقيدته وغايته.
نحن إذن نكتب، أولا، لمن نراهم قادة الفكر السوري القومي الاجتماعي أينما كانوا. إننا نكتب لتلك الفئة من المثقفين غير المرتهنين للخارج.
ونحن ندعوهم للخروج من دائرة الصمت إلى إعلاء الصوت، إلى خلق حالة من الوعي الحزبي والشعبي تقود عملية التغيير المطلوبة قبل فوات الأوان.