1

لدرء الأخطار القادمة-رئيس التحرير

 لا شك أن الوضع المقبل على الوطن السوري كله خطير جدا ولكن أكثر ما يكون في لبنان والشام. يتعرض هذان الكيانان لحالة حصار خانق؛ وللحصار الخانق مسار طبيعي: من جهة، هناك إفلاس، جوع، هرب من الإفلاس والجوع لمن يتمكن، واستغلال ونهب واغتصاب للبشر والممتلكات من جهة أخرى. ولقد تعلمنا من التاريخ كيف كانت العصابات تتناوش على ما تبٍقى من مؤن وغذاء قبل الانهيارات الكبيرة. في نهاية المطاف إما أن ينكسر الحصار أو ينتصر. فإن انكسر، ينتقم الشعب من ظالميه، وإن انتصر، تلتحق عصابات النهب والسرقة والفساد بالعدو دونما حياء.

في هذا الخضمّ يجد السوريون القوميون الاجتماعيون أنفسهم في عزلة مثلثة. إنهم الفئة الوحيدة اللاطائفية في آتون المذهبيات المتأجج، وهم بلا قيادة وفي حالة تبدد.

هناك خطران محدقان بجميع الناس في الوطن، ولكنهما يطالان القوميين بصورة خاصة. إنهما خطر الجوع والتصفيات. ولدرء هذين الخطرين لا بد من تنظيم القوميين لأنفسهم في أي شكل يرونه مناسبا في متحداتهم بعيدا عن مراكز الفساد التي تتغذى من الأزمات لتطيل في حياتها.

لقد عرضت هذه المجلة وعلى مدى سنوات أكثر من نموذج للتنظيم فيمكن العودة إليها.

في الخارج، يعمل القوميون بالتعاون مع رفقاء مخلصين في الوطن، على تنظيم شبكة من الرفد والدعم وفق أولويات الحاجة. عمل هؤلاء يكون أفضل بكثير في حال انتظم القوميون. من جهة ثانية، إن خطر المذهبيات، خاصة تلك التي ترفع أعلاما خارجية، سوف يتفاقم مع اشتداد الجوع والفقر. على القوميين في متحداتهم تأمين الحماية الذاتية عبر شبكة أمان داخل المتحد الواحد وبالترابط مع متحدات قريبة.

نأمل أن تكون مخاوفنا في غير محلها، ونأمل للحصار أن ينكسر وللفاسدين عقابهم اللائق، ولكن هذا لا يمنعنا من قرع ناقوس الخطر والدعوة للاستعداد.