كان اسمك-عفاف ابراهيم

image_pdfimage_print

السماءُ متناثرةٌ كضَعْف

والحزن،

هذا الغيم الشفيف

الذي لا يرحلْ

يصير بطعم الثلج

بنقاء العين

بمعنى الدفق

بحرارة الجسد الوحيد

مَن رحَل، رحَل

مَن هجَر، هجر

ومَن وصل بوّابة القلب،

لوّح بسبّابة الغياب

قبل أن يعبُر

 

الوقتُ غابةٌ مهجورة

حتى الخريف

بدأ يترجّل عنها

صارت صهيلَ وحشةٍ،

يسوقها حرّاسُ الليل

ثمّة نجمة وحيدة تنتظر

تعال

والمس زرّ الإشراق

ليصبح الآتي قنديلَ العالم

ليضيء

كحبٍّ

لا ينتهي

كماءٍ يتحوّل خمرًا

كمعجزةٍ أزليّة لا تكتمل

 

ظلالُ الفَقد

تُكبّر ظلالَ البيوت في بلادي

أمهاتٌ يُكبّرن أرحامهنّ

لاستقبال ابن الربّ

ما عادت العاقر تخشى

جميعهنّ يَحبلْنَ بالروح

جميعهنَّ يُنجبنَ القداسة

كثُرٌ هم المخلِّصون

كُثُرٌ هم المخلَّصون

بلادٌ بآلهة كثيرة

وما من مُخلّصٍ يخلّصنا بعدُ

الربّ الذي أتى

صُلب

وربّ “اسرائيل”

صار ربّ الأرض

صار ربّ النصر

كسَر كوز الصنوبر الذي تركته لي

كسَر شجرة الميلاد

كسر أذانَ الفجر

صار ربّاً للقبر

 

رنينٌ بعيد يخفُت

فضّة في معاصم نساءٍ

يُشمّرن أكمامهنّ للضوء

وكلّ امرأة أسيرةُ معتصمٍ بأمره

بأمر من الله!

تعال

كخيل يصهل

كحلم يعبر حقول البلاد

يُحرّر أساورَ العقل

 

مَن أتى ليحتفي بمجيئك،

كان سريعاً

كالضوء

مجلجلاً

كرنين أساور الحرب

من بلاد فارس إلى أورشليم

المسافة قصيرة جدّاً

نسيْتُ… ذكّرني

هل كانوا ملوكاً أم رعاة؟!

تركوا “الذهب” و “اللبان” في جيوبهم

وأتونا فقط بِ “المُرّ”

 

خلّصنا

نحن الذين لم نخترْ شيئاً

ولم يخترنا أحد،

نفرح بقدومك

سنحضر لك سلّة من الذهب

والفضّة

مَلْئَ بأسماء كثيرة

أسماء كلّ المقهورين

“عمانوئيل”

كان اسمك

فصار “أنت”

ويوماً

لن يكون اسم لأحدنا

سنصير ليلاً

ونجمة

ويختفي من الخجل

اسمُ الأرض

في هذا العدد<< الميثاقية-رئيس التحريرإنتفاضة التمدن- نجيب نصير >>
0 0 votes
Article Rating

You may also like...

Subscribe
نبّهني عن
guest
1 تعليق
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
غسان الدبغي
غسان الدبغي
4 سنوات

لا حدود لهذا الكثيف من الجمال والعمق النفسي الفكري الثقافي..
شكرا لوجودك الغالي عفاف