في الزمن المستعار – قيس جرجس

image_pdfimage_print

في الزمن المستعار الذي لم تتوقف عقاربه حتى الآن

لا يوجد حزب إلا وله روزنامة شهداء أكثر من عدد الأيام

وله عصفورية تتسع للمهووسين والمنكسرين والمصدومين

وله دار للمعوقين الذين فقدوا أحد أعضائهم في إحدى المعارك

وله دواوين شعر وأدب عن الحرمان والسجون والقهر

وله مكتبة أسطوانات عن الحرية والمقاومة والثورة والسيادة والعدالة

وله هيكل تنظيمي ليس فيه إلا الأقفال العقائدية أو الفلسفية أو الدينية أو السياسية الأبدية كالأقفاص الزوجية العربية المؤبدة

وله مثقفون كشيوخ طريقة في ممارسة طقسهم وإيمانهم وإسقاطاتهم وفذلكاتهم ويتجادلون في صفة مؤسسه أو زعيمه ويمارسون النضال بالتجريد الفكري اللفظي خارج دائرة الصراع والتاريخ تغريبا واحتلاما كمن يمارس العادة السرية

وله دزينة من السير الذاتية لقادته كدزينة مفاتيح معلّقة في خصر الحزب لفتح أي باب من أبواب التاريخ الحزبي حسب حاجة القيادة السياسية

وله “تكست – بوك” أي مرجع عن التشخيص التفريقي للمؤامرة على الحزب أو الأمة أو الطبقة أو الطائفة.. في كل مرحلة يختار التشخيص المناسب لحالة القيادة الصحّية..

وله وله وله…

قيادة تحمل أتباع الحزب على ظهرها كمن يحمل حملة حطب توقدهم ساعة تداهمها قرصة البرد السياسي..

ومازالت قيادات أنظمته وأحزابه على طول السلطة وعرضها.. تولد بحمل أنبوبي في المختبر الأجنبي… حتى لو كان الأنبوب في الصين أو روسيا أو أميركا أو تركيا أو إيران أو إسرائيل.. تولد وهي مسحوبة العصب..

لذا مازال الشعب يجرّ وراءه خيباته في الوجود.. وأحلامه فيما وراء الوجود..


 

في هذا العدد<< ارتبطتم بعضكم ببعض!الحوكمة الشاملة في النهضة – الجزء الثالث – د. ميلاد السبعلي >>
1 1 vote
Article Rating

You may also like...

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments