على المفترق – رئيس التحرير

image_pdfimage_print

فيما تتزايد الضغوط والتدخلات الخارجية في أزمة الحزب السوري القومي الاجتماعي لا بد لنا من وقفة نراجع فيها ما حصل منذ الانتخابات الأخيرة ونتطلع إلى المستقبل.

في المراجعة، أن الانتخابات أصر عليها، خلافا للدستور، من اعتقد انه سيربحها. فلما خسرها، أقام الدنيا ولم يقعدها وصولا إلى القضاء اللبناني والمرجعيات الخارجية.

وفي المراجعة، أن الفريق الفائز هو خليط ممّن كانوا من أقرب المقربين للخاسر الأكبر ومن المتتلمذين على يديه، مع بعض من يريدون تغييرا إيجابيا جذريا في مسار الحزب باتجاه الأخذ بمتوجبات تحقيق غايته. بالمختصر هناك طالبو السلطة، حزب السلطة، وهم موجودون في “مبنى البناء” وبعض منهم في “مبنى الروشة”، وهناك طالبو الحزب، حزب الحزب، وقلة منهم موجودة في مبنى الروشة. أما معظم طالبي الحزب فهم خارجه اليوم.

وفي المراجعة أن الفريق الفائز فوّت على نفسه فرصة استقطاب أكبر عدد من القوميين بواسطة رفضه لعدد من المبادرات منها الإتيان برئيس من خارج التحالف غير المتجانس الذي أنتج الفوز، وإعادة الاعتبار لأعضاء المحكمة الحزبية الذين أقالهم المجلس الأعلى السابق، وفي إعلان أنفسهم سلطة انتقالية، وفي القيام بدراسة جدية لواقع الحزب قبل تعيين مجلس عمد.

وفي المراجعة أن الفريقين يغرقان في لعبة الانشقاق والتزاحم والتدافع والتسابق على تعيين مسؤولين عن جدارة أو عن عدمها.

وفي المراجعة أن الفريقين قبلا بالاحتكام للقضاء اللبناني الأول ادعاء والثاني دفاعا، وأن الاثنين يسمحان بأن يكون لقوى من خارج الحزب يد في صنع قراره.

هذا في المراجعة.

أمامنا يمثل مؤتمر مؤجل، لائحة المشاركين فيه تقوم على زمن ما قبل الانتخابات، ويحاول أن يجد لنفسه موطئ قدم بين المتصارعين من جهة، وأن يكون مرجعية تحقق نتائج إيجابية للحزب.

وأمامنا أعداد من القوميين أفرادا وجماعات خارج التنظيمات المتصارعة يدورون بحثا عن مخرج لهذه الأزمة المزمنة. في رأينا المتواضع أنه للخروج من الأزمة لا بد من عزل حزب السلطة وتجميد عضوية أفراده لحين قيام مؤسسات جديدة من حزب الحزب تقرر مصيرهم. كيف؟

  1. يتفق جميع المعارضين أن مؤتمرا يجتمع فيه حزب السلطة وحزب الحزب سوف ينتصر فيه حزب السلطة بمجرد مشاركته، وأنه لا بد من تنقية صفوف الحزب قبل انعقاد المؤتمر.
  2. أنه لا مكان في الحزب لمن حاول تعديل الدستور لمصلحة شخص فرد، ولا لمن ضرب مؤسسة المحكمة الحزبية، ولا لمن فرض الانتخابات والتجأ للقضاء اللبناني، أو لمن أفسد واستبد وأمر بقتل القوميين جسديا واغتيالهم معنويا.
  3. يتفق جميع المعارضين على تشكيل لجنة تضم ممثلا عن كل منهم.
  4. ويتفق المعارضون ان الجهاز القضائي الوحيد الصالح لاتخاذ قرارات قانونية بحق من ارتكب مثل هذه الارتكابات هم أعضاء المحكمة الحزبية العليا المقالة سنة 2016، ويطلبون منهم أن يرفضوا محاولة أي طرف لاستخدامهم رافعة له. بل يكونوا محكمة وجدانية خارج إطار التنظيمين المتصارعين.
  5. يتفق جميع المعارضين على رفع لائحة بمن لا يجوز له المشاركة في المؤتمر، إلى المحكمة، لتتخذ هي الحكم النهائي بذلك. فمن تجيز له المشاركة يشارك ومن ترفضه لا يشارك، ومن ترى تعليق عضويته تُعلّق.
  6. يتفق جميع المعارضين على رفض أي تدخل خارجي من أي كان، قبل واثناء وبعد انعقاد المؤتمر.
  7. ينعقد المؤتمر وتكون توصياته ملزمة. ومن يرفض التوصيات يعتبر خارجا عن إرادة القوميين.

في رأينا أنه لا غنى عن هذه الخطوات صونا لتضحيات القوميين على مرّ السنين سيما أولئك الذين دفعوا أغلى الأثمان في معركة الحزب ضد المتسلطين.

 

 

في هذا العدد<< القديس الفقير – قيس جرجسفي ملف الدين والدولة والمواطنه – عاطف عطية >>
0 0 votes
Article Rating

You may also like...

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments