رسالة مفتوحة للقمة الروسية الايرانية التركية- د تيسير كوى

image_pdfimage_print

لإعادة اطلاق سورية المنقذة المخلصة

ضحت سورية وتضحي بدماء رجالها ونسائها وأطفالها وبما تملك يداها المباركتان المتواضعتان وذلك حماية للبشرية من شرور ” الفكر” الداعشي الذي يرضع من الفكر اليهودي الغربي بعدما تخلى الغرب منذ زمن طويل عن قيمه المسيحية المحيية

كنت قد كتبت عندما ابتدأ الاعلام في العالم كله يذكر كلمة “داعش” أن الاسم الصحيح لهذه الفئة من البشر هو “دااعش” أي “دولة اسرائيل وأميركا في الشام والعراق”. ولقد فرخت هذه الفئة الخبيثة الضالة فئات مماثلة من البشر تحترف القتل والتدمير في أي بلد يكلفها خالقوها ومشغلوها بذلك. فداعش ما هي الا فرقة من فرق الجيش الأميركي الأطلسي الذي هو الأداة الرئيسية للسيطرة على العالم بالقوة من دون التضحية بأي غربي أو أمريكي أو يهودي وبتمويل عربي أو اسلامي.

اذا نظر المرء الى حدود دول العالم كلها لوجد معظمها طويل جدا وليس بالإمكان توفير الحماية الكاملة له، وعلى هذا تستطيع أي جماعة اذا تكتلت وتكاتفت وتدربت وتسلحت بالحديد والنار والنوايا العدوانية الخبيثة أن تخترق حدود الدول وتعيث في داخلها فسادا وتدميرا وقتلا، وهو ما حدث بالفعل في معظم دول الهلال السوري الخصيب . لكن السوريين تصدوا لهذا الشر ويقترب الجيش السوري من الانتصار النهائي الحاسم عليه وعلى من أطلقه من عنانه، ويقترب بالتالي من إلحاق هزيمة تاريخية بالفكر الداعشي وبمن خلقه ورعاه وسلحه بكل ما يأباه الشعور الانساني السوي . ولم يعد باستطاعة دول الشر، وهي في المقام الأول دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن تستخدم هذا الاسلوب في شن الحروب على الدول التي تريد أن تحرمها من الحياة الكريمة الهانئة  العزيزة، أي بكلام آخر حطم السوريون “الفكر” الذي يستند اليه هذا النوع الجديد من العدوان والبغي وبذلك حمى السوريون الجنس البشري كله وافتدوه مخلصين بذلك لتراثهم الانساني العريق.

يدعو هذا المقال الى تصور ما كان يمكن أن يحدث لو أن العدوان الداعشي، أي الأميركي اليهودي الغربي الأطلسي، أفلح في تفكيك الدولة السورية وتدميرها. لو أن النجاح حالف هذا العدوان لكان العالم تغير على نحو كارثي وربما الى الأبد.

لن يجرؤ حلف الناتو بعد الهزيمة التي نكبه بها السوريون على معاودة الكرة في أي بقعة أخرى من العالم.

يتبع من هذا كله أن على دول العالم كافة، لاسيما الدول التي كان من الممكن أن يعتدي عليها الحلف الأطلسي اللئيم لو أنه انتصر في سورية (على سبيل المثال الصين والهند وروسيا الاتحادية واليابان ودول القارة الاوروبية كلها). على هذا العالم أن يمد يد العون الجدي والسخي والعاجل لكي تستعيد سورية عافيتها وتداوي جراحاتها وتكفكف دموع أبنائها. وعلى الدول التي وقفت وراء الإجرام الداعشي ودعمته بالوسائل المتاحة كافة أن تستغفر السوريين وتنسحب من حياتهم كليا. ومن هذه الدول نخص بالذكر تركيا طالما يرأسها من أمثال رجب طيب أردغان الخبيث الذي تقطر يداه دما غزيرا والذي يتميز بعقل مشوه اذ هو ينشر الموت والدمار في منطقته التي هي بأشد الحاجة الى من يكفكف دموع أهلها ويحقن دماءهم ويداوي جراحاتهم.

ويجب بهذه المناسبة أن يطلق العالم شرعة جديدة لحقوق الانسان مستوحاة مما حل بالسوريين لا سيما في العقدين الماضيين على أن تتضمن هذه الشرعة أن من حق كل انسان أن لا يموت جائعا أو مجوعا وأن لا يموت والأمراض تحطم جسده أو تنهكه، وأن لا يموت وجزمة انسان آخر فوق رقبته وأن لا يموت بالرصاص أو الغاز أو الحرق أو تحت الأنقاض أو بسبب محاصرة دولة أو دول أخرى لدولته، وأن لا يعيش في عالم يحكمه أمثال رجب طيب أردوغان ودونالد ترامب، وأن لا يموت وهو لا يستطيع أن يقرأ لغته الأم على الأقل ويكتب بها، وأن لا يموت في دولة تحول دولة أو دول أخرى دون تفاعل دولته الحرة مع الانسان في العالم، وأن لا يولد انسان أو يموت في دولة اغتصب الآخرون أرضها وثرواتها الطبيعية وحرموا أهلها من التمتع بما فيها من موارد وجمال وتراث، وأن تلغي دول العالم كلها عقوبة الاعدام وتستبدلها بإعادة التأهيل وبإعداد المذنب لحياة سوية في مجتمع متحضر.

في هذا العدد<< الشيخوخة- أنانا مهلوبي
0 0 votes
Article Rating

You may also like...

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments