دور “النظرة” في الإدارات المحلية للحزب السوري القومي الاجتماعي

image_pdfimage_print

“هكذا نرى أن هذه المبادئ ليست أقوالاً جامدة أو كلمات ميتة أو حروفاً متناسقة، بل قوة حية فاعلة تتولد فيها مقررات مبدئية أساسية هامة وتبنى عليها خطط في السياسة المصلحية وفي السياسة الأخلاقية وفي السياسة الفكرية أيضاً، في السياسة النظامية، في السياسة التي تتجه إلى تقرير الاتجاه والاعتناء بالقيم الهامّة، الأساسية الجوهرية، السامية التي هي جوهر القضية السورية القومية الاجتماعية وجوهر النظام القومي الاجتماعي”. (سعاده، المحاضرة الثالثة)

تمهيد

هذا المقطع هو من أهم ما كتبه سعاده في الرابط العملي بين مبادئ الحزب والإدارة الحزبية في ما يتعلق بوضع السياسات الحزبية. وكلمة “سياسة وسياسات” هنا لا تعني السياسة بالمعنى الشائع للكلمة (Politics) بل السياسة بمعنى خطة أو خطط العمل (Policy). والمؤسسات الناجحة تأخذ وقتاً طويلاً في نحت عبارتي “الرؤية” و”الرسالة” (“النظرة” و”الغاية” عند سعاده)، وذلك لأهميتهما في بلورة المثال الأعلى الذي يوجه سياسات المؤسسة على المستوى النفسي، وأهدافها على المستوى العملي – المادي. هذا المقطع يجب أن يُحفر على مكتب كل مسؤول حزبي، أو أن يكون لوحة تزين قاعة اجتماعات المسؤولين في الإدارات الحزبية على مختلف مستوياتها. ولكن الأهم أن يكون الدليل للعمل القومي. ذلك أنه لا يكتفي بربط السياسات بمبادئ الحزب، بل يؤكد أن مبادئ الحزب تنطوي على قيم هامة سامية جوهرية للقضية القومية وللنظام القومي الاجتماعي.

فالمبادئ إذن، واستطراداً النظرة والغاية، هي ما يوّلد سياسات المؤسسة ويوجهها. والإدارة الناجحة هي التي تركز جميع قواها المادية والنفسية في خطط وبرامج لتحقيق غايتها العليا ونظرتها إلى الحياة. والنظرة هي الهدف الأسمى الذي تنشد إليه جميع أنشطة المؤسسة وتتراصف معها بغية إحقاقه. ولا شك في أن المقياس السريع الذي يستطيع المرء بواسطته أن يحكم ما إذا كانت المؤسسة تخدم الغاية التي تأسست من أجلها هو في درس خطط المؤسسة ومدى مواءمتها مع تلك الغاية.

في هذه الحلقة سوف ندرس نظرة سعاده إلى الحياة، ومنهجية تطبيقها في المتحدات المحلية – من المديريات إلى المنفذيات، آملين في أن يكون في هذا البحث إفادة للمسؤولين في مثل هذه المؤسسات.

النظرة

“طلب الحقيقة الأساسية الكبرى لحياة أجود في عالم أجمل وقيم أعلى”. (“الصراع الفكري في الأدب السوري”، ص. 91). هذه هي النظرة التي قال سعاده إن الحزب قد تأسس بسببها. بالتالي فليس ثمة نقطة أفضل منها للإنطلاق في بحثنا هذا.

يتعلق القسم الأول من هذه العبارة “طلب الحقيقية الأساسية الكبرى” – والذي قد يبدو غامضاً – بالعلاقة بين الفرد والمجتمع وفهم هذه العلاقة بما يخدم تحسين الحياة. (المرجع السابق، ص. 90). سوف نركز هنا على القسم الثاني منها أي العمل “لحياة أجود في عالم أجمل وقيم أعلى”. وقبل أن نستطرد، نلفت النظر إلى أن سعاده استخدم صيغة أفعل التفضيل في الكلمات الوصفية الثلاث: أجود وأجمل وأعلى. والسبب في ذلك أن ترقية الحياة وجمالها وحسنها هي عملية مستمرة تتحدى فيها المؤسسة نفسها بحيث ينطبق عليها قول سعاده “كلما بلغنا قمة تراءت لنا قمم أخرى”.

ترقية الحياة

كيف نرقي الحياة ونجملها ونحسنها؟ للإجابة عن هذا السؤال لا بد من النظر في أساسيات ومقومات الحياة المادية منها والنفسية. وهذه الأساسيات بغض النظر عن الترتيب هي:

الاقتصاد (بما فيه المداخيل ومصادر الانتاج).

الصحة.

التعليم.

البيئة.

العلاقات الاجتماعية.

الأمن.

الأدب والفنون.

الأساسيات المادية على مستوى الفرد هي: الدخل والصحة والتعليم، وقد جمعتها الأمم المتحدة في مؤشر واحد هو مؤشر التنمية البشرية.  Human Development Index (HDI).

أما في ما يتعلق ببقية الأساسيات، المادية منها والنفسية، فالبيئة تقدم لنا مقومات الحياة، وصيانتها هي صيانة لحياة المجتمع. العلاقات الاجتماعية هي مؤشر لصحة المتحد العامة. الأمن يتعلق بسلامة الانسان واطمئنانه ليتمتع بالحياة، وهو دليل أيضاً على العدالة في المجتمع. أما الفن والأدب بما فيهما من شعر ونثر وموسيقى ونحت وتصوير ورقص وسواها، فهما مقياس الرقي النفسي في المتحد، وتقديره للجمال والإبداع.

ترقية الحياة تتم على مستويين: مستوى المجتمع ككل، ومستوى المتحدات. في هذا البحث سوف نركز على المتحدات في مستوى المنفذيات في الحزب السوري القومي للأسباب التالية:

أولاً: إننا نتوخى من هذا البحث فوائد عملية يمكن الحصول عليها في أسرع وقت ممكن.

ثانياً: إن حالة الوطن السوري اليوم وفي المستقبل المنظور هي حالة احتلالات خارجية وتَحَارب داخلي مذهبي وعرقي، وفساد مستشر. هذا يعني انحسار دور الحكومات المركزية مما يضع عبئاً كبيراً على الإدارة في المتحدات الأصغر.

ثالثاً: صَرَف الحزب، تاريخياً، جهداً كبيراً لنشر عقيدته، ولكنه لم يصرف جهداً يذكر في ترقية شؤون الحياة في متحداته.

رابعاً: إن مقولة “الوصول إلى الشعب” لا يجب أن تعني فقط إيصال فكر الحركة السورية القومية الاجتماعية إليه، بل الوصول إلى التأثير الإيجابي في حياته عبر ترقيتها.

خامساً: إن الانهيار العام أو الجمود أو الانحراف في قيادات التنظيمات المسمّات “الحزب السوري القومي الاجتماعي” يمنع أن يكون لها أي دور في مهمتها الأساسية، والتي هي تحقيق غاية الحزب، وترقية الحياة في المتحدات والمجتمع. هذا العبء يقع إذاً على المنفذين العامين الذين يجب أن يمنعوا خطر الانهيار والتبلد والانحراف المركزي عن متحداتهم. إننا نعترف أن هذه المهمة لصعبة جداً، ولكننا نعرض للواقع المؤسف والتبعات التي يتركها على المتحدات والمسؤولين عنها.

سادساً: نقص التدريب في مفاهيم التنمية المحلية عند السوريين القوميين الاجتماعيين في شكل عام، ولدى المسؤولين خصوصاً.

مؤسسة المنفذيات: البنية

إن مؤسسة المنفذيات هي من أهم المؤسسات في الحزب. إنها المؤسسة التي عادة ما تضم عدداً من المديريات، وفيها وبها تدار شؤون المتحد. بالإضافة إلى هيئة المنفذية وهيئات المديريات، هناك ثلاث مؤسسات لم يُعمل بها كما أراد المشرّع بالرغم من أهميتها في إدارة شؤون المتحد هي: لجان المديريات ومجلس المديرين ومجلس المنفذية. (راجع الدستور كما وضعه سعاده. ذلك أن في الدساتير المعدّلة لاحقاً هناك أشياء عصيّة على فهم الكاتب. مثلاً، نزع صلاحية اقتراح إنشاء مديريات من المنفذ العام).

سوف نستعرض في ما يلي أركان بنية المنفذية لأنها أساسية في فهمنا لإدارة العلاقات ضمن المنفذية وبينها وبين المتحد عامة.

هيئة المنفذية هي المنفذ العام والنظّار، مهمتها إدارية بحت. نلفت النظر إلى الناحية المغيّبة في الممارسات الحزبية (باللون الأسود) وهي المادة الرابعة من مرسوم الزعيم عدد 2، والتي لم تتغير في الدستور المعدل، حيث تنص: “وتنفيذ قرارات مجلس المنفذية“.

هيئة المديرية هي المدير ومعاونوه. نلفت النظر إلى المادة الخامسة من مرسوم الزعيم عدد 3 والتي لم تتغير في الدستور المعدل حيث تنص: “وممارسة حقوقه في مجلس المديرين”.

مجلس المديرين: “يتشكل من المديرين وينعقد مرة كل ثلاثة أشهر برئاسة المنفذ العام واشتراك هيئة المنفذية في موعد تقرره عمدة الداخلية”. صلاحياته: “درس الأعمال والأحوال الإدارية المختصة بالمنفذية ووسائل تقوية الروابط الإدارية وتسهيل تنفيذ المهمات الإدارية واتخاذ قرارات رسمية في هذا الصدد”.

لجنة المديرية: هي “لجنة استشارية مهمتها التعاون مع هيئة المديرية بدرس شؤون الحي أو الناحية أو القرية الحزبية والسياسية وإعطاء المشورة في كيفية معالجة شؤون المكان السياسية والمالية التي يقصد تطبيقها. واقتراح بعض المشاريع على المدير وإبداء ملاحظاتها على التدابير الإدارية التي قد تولّد ما هو غير مستحب”.

مجلس المنفذية هو “مجلس تمثيلي استشاري له صفة تشريعية في الضرائب المالية (الاشتراكات المحلية) ويتألف من ممثلي لجان المديريات المنتخبين”. (تنتخب لجنة المديرية أحد أعضائها ليكون ممثلاً لها في مجلس المنفذية). صلاحية هذا المجلس “درس شؤون المنطقة الحزبية والسياسية ودرس مشاريع وتدابير سياسية ومالية واجتماعية واقتصادية محلية. وتقرير الضرائب (الاشتراكات) المحلية ودرس موازنة المنفذية وإقرارها كما هي أو بإحداث تخفيض في اعتمادها والاطلاع على إدارة مالية المنفذية وحساباتها بواسطة لجنة مالية ينتخبها المجلس من أعضائه”.

بودنا الإضاءة على ثلاث نواح قبل الانتقال لتحليل هذه الأركان. الأولى، هي أن حل المنفذية يكون عبر قرار من مجلس العمد – من رئيس الحزب في الدستور المعدّل – ولكن بناء على اقتراح معلل من المنفذ العام مبني على “قرار من مجلس المديرين”. أما الثانية وهي الأهم فهي أن الممارسات الحزبية على مر السنين قد اهملت هذه النواحي كلها من عمل المنفذيات لتركز منذ التعديل الدستوري الذي أنشأ المجلس القومي على الدور الانتخابي للجان المديريات ومجالس المنفذيات. الناحية الثالثة لها علاقة بالدستور المعدل وهي التناقض بين كيفية انتخاب لجان المديريات بين القانون الدستوري عدد 4 والقانون الدستوري عدد 11، مما يجب العودة إليه. ولكن ما يعنينا هنا أن انتخاب لجان المديريات ومجالس المنفذيات لا يجب أن يكون مرتبطاً بدعوة عامة للانتخاب من عمدة الداخلية، وإنما عملية انتخابية تتعلق بمجرد نشوء مديرية في الحزب، أو منفذية تضم عدداً من المديريات في نطاقها.

ليس هناك جسم أدق من هذا الجسم الحيوي المتكامل ليقوم بعملية الضوابط والتوازنات Checks and Balances. لنحلل:

ما هو دور هيئة المديرية؟ إدارة شؤون المتحد الأصغر: قرية أو حي أو ناحية.

ما هو دور هيئة المنفذية؟ إدارة شؤون المتحد الأوسع والذي يشتمل على عدد من المديريات.

للجنة المديرية مهمات، أما مجلس المنفذية فله صلاحيات.

لمجلس المنفذية صفة تشريعية في تقرير الضرائب والموافقة على ميزانية المنفذية ليست لعميد المالية ولا لمجلس العمد ولا لرئيس الحزب ولا حتى للمجلس الأعلى. إنها شأن محلي بحت.

ممن يتألف مجلس المنفذية؟ من أعضاء منتخبين من قبل لجان المديريات.

ممن تتألف لجان المديريات؟ من أعضاء منتخبين من الرفقاء في مديرياتهم.

ما هو دور لجنة المديرية: الدراسة والمشورة وتقديم الاقتراحات داخل نطاق المديرية. ليس لها حق اتخاذ قرارات.

ما هو دور مجلس المديرين؟ تقوية الروابط بين المديريات وبإشراف هيئة المنفذية. له حق اتخاذ القرارات.

ما هو دور مجلس المنفذية؟ درس المشاريع والتدابير السياسية والمالية والاجتماعية والاقتصادية. له حق اتخاذ القرارات والتشريع المالي، وإقرار ميزانية المنفذية أو تخفيضها.

لقد وضعنا كلمات السياسية والمالية والاجتماعية والاقتصادية باللون الأسود لأنها تعيدنا إلى نقطة الابتداء في بحثنا هذا. إنها من أهم العوامل التي بها تتم ترقية الحياة.

مؤسسة المنفذيات: مسار العمل

تنص المواد الأولى والثانية والثالثة من المرسوم رقم 2 بأن “يقسّم الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى مناطق إدارية وفرق نظامية”، وأن “تحدد مناطق الحزب الإدارية بمراسيم…” وأن “يعين للمنطقة منفذ عام”.

بديهي القول إن عملية التقسيم والتحديد تتم وفق دراسات معمّقة على أعلى مستويات الحزب التشريعية والتنفيذية، وفق سلم أولويات يأخذ في نظر الاعتبار مصلحة الحزب والمصالح التنموية المرافقة لعملية نمو الحزب في الوطن. لن ندخل في تفاصيل هذه العملية هنا، فلهذا بحث مستقل. ولكننا نبدأ من واقع حصول التقسيمات الإدارية.

من الممكن أن يبدأ مسار العمليات في المنفذية من نقطتين مختلفتين استناداً إلى حالتين مختلفتين: الأولى هي تعيين منفذ عام لمنطقة فيها قوميون سواء كانوا أفراداً انتقلوا إليها من مناطق مختلفة – طلاب انتموا للحزب في جامعاتهم أو مدارسهم خارج متحداتهم وعادوا نهائياً إلى المتحد – أو مديريات نمت ببطء ومع الوقت. أما الحالة الثانية فهي تعيين منفذ عام لمنطقة ليس فيها وجود قومي، ولكن الإدارات العليا في الحزب قررت أنها منطقة حيوية للحزب فعيّنت لها منفذاً عاماً وطلبت منه بناء وجود للحزب فيها.

سوف نركز البحث هنا على المنفذيات التي تضم عدداً من المديريات، ومن نقطة استكمال أركان المنفذية من هيئة لها، وهيئات مديريات ومجلس مديرين ولجان مديريات ومجلس منفذية. بكلام آخر، إنها منفذية كاملة المؤسسات، جاهزة للعمل.

خطة عمل المنفذية

العنوان العريض لخطة عمل المنفذية هو “ترقية الحياة في المتحد”، وذلك انسجاماً مع ما يجب أن يكون خطة حزبية عامة عنوانها العريض: “العمل لحياة أجود في عالم أجمل وقيم أعلى”. وينطوي تحتها عدد من الخطط المرحلية، أولاها الوصول لتحقيق غاية الحزب الأولية في أن يكون “حركة الشعب العامة”، وسوف نفرد حلقة خاصة لهذا الموضوع.

هناك عدد من المبادئ لا بد من ترسيخها:

أولاً: لا يجوز لأية مؤسسة حزبية أن تعمل من دون خطة عمل.

ثانياً: إن خطة العمل في المنفذيات يجب أن تكون متراصفة مع خطة العمل المركزية، وهدفها تحقيق نظرة الحزب وغايته.

ثالثاً: في حال لم يكن لمركز الحزب خطة عمل، يجب على المنفذية أن تضع هي خطتها المتراصفة مع نظرة الحزب وغايته.

رابعاً: إن وضع خطة عمل المنفذية هو عمل دقيق يتم بقيادة المنفذ العام وبالتعاون مع هيئة المنفذية ومجلسها وهيئات المديريات ولجانها، ولكنها ليست بحاجة إلى أمر أو إذن مركزي للقيام بها. إنها في صميم عمل المنفذ العام وأجهزة المنفذية.

خامساً: تنطلق خطة عمل المنفذية من “الواقع” إلى “المرتجى”، أي من الحالة الحاضرة إلى الوضع الأفضل الذي نريده.

تقوم خطة عمل المنفذية على عدد من الدراسات وفق الجدول أدناه، يليها مسح للبيئة. المؤشرات والمقاييس ترتبط بالنقاط أدناه.

البند التفاصيل
الاقتصاد مقومات الاقتصاد: علام يقوم؟ من هم محركوه؟ ما هي طبيعة العلاقات الاقتصادية؟ ما هو متوسط الدخل الفردي؟ ما هو الدخل العام في المتحد؟ ما هو دور القوميين في العملية الاقتصادية: محركون، عمّال، فلاحون، أصحاب رساميل، إلخ. كيف تتوزع الدورة الاقتصادية في المنفذية على المديريات؟
الصحة ما هو مستوى الصحة العامة في المتحد؟ متوسط العمر؟ الوفيات بين الأطفال؟ الأمراض السارية؟ أمراض نتيجة التلوث؟ عدد المستشفيات وملكيتها؟ عدد الأطباء وانتماءاتهم؟ عدد الممرضين وانتماءاتهم؟ عدد المستوصفات وملكيتها؟ الضمان الصحي المتوافر؟ دور القوميين في العملية الصحية: عدد الأطباء، مستوصفات، مستشفيات.
التعليم نسبة الأميّة؟ نسبة الأطفال خارج المدارس؟ عدد المدارس وتوزعها: مدارس حكومية، مدارسة خاصة مذهبية، مدارس خاصة غير مذهبية، حضانات الأطفال، إلخ… المدرسون وانتماءاتهم، دور القوميين في العملية التعليمية: أصحاب مدارس، مديرو مدارس، معلمون، الخ…
البيئة نوع البيئة؟ منطقة جبلية أم ساحلية؟ زراعية أم صناعية أم بادية؟ صحة البيئة: التلوث في التربة والهواء والماء العذب والبحر؟ المؤسسات الناشطة بيئياً؟ مدمِّرات البيئة: كسّارات، مرامل، نفايات كيماوية، نفايات عضوية، حالة المجارير وآبار الصرف الصحي، مكبات النفايات؟ حالة الأشجار والأحراج؟ الحدائق العامة؟ اعتداء على الأملاك العامة؟
العلاقات الاجتماعية الوئام في المتحد؟ التكافل والتضامن في السراء والضراء؟ صراعات اجتماعية: عائلية، مذهبية، طائفية، عشائرية، غيرها؟ الوضع الأسري: تعنيف الزوجة والأطفال، تفكك الأسرة – طلاق، تعدد الزوجات. آفات مجتمعية: قمار، سرقة، نصب واحتيال، إلخ.
الأمن الأمن في المنطقة؟ دور المؤسسات الأمنية التابعة للدولة، هل تحفظ الأمن والعدالة للمواطنين أم تخضع لمؤثرات خارجية: سياسيين، رشوة، عصابات، إلخ.. أعداء الحزب، من هم، توزعهم، خطرهم، كيفية درء الأخطار. أصدقاء وحلفاء الحزب: من هم، توزعهم، مدى الاعتماد عليهم.
الأدب والفنون. نظرة المتحد للفن؟ هل هي نظرة صداقة أم عداء؟ عدد الفرق الفنية ونوعها؟ عدد المبدعين ومجالات إبداعهم: موسيقى، نحت، تصوير، أدب، إلخ. ما هو دور المبدعين القوميين؟ كيف يمكن للحزب دعم الفنون والمبدعين؟ إلخ. كيف نحمي المبدعين والفنانين؟

أما مسح البيئة فهو لمعرفة نقاط القوة والضعف – داخل أجهزة المنفذية – والفرص والأخطار التي قد تَعرُض أو تتعرض لها من الخارج. ويمكن استخدام الجدول أدناه لوضع مسح للبيئة.

مسح البيئة: نموذج الاستخدام

الفرص الأخطار
·    ‏ رقم واحد

·    رقم اثنين

·    رقم ثلاثة

·    رقم أربعة

·    رقم خمسة

·    رقم واحد

·    رقم اثنين

·    رقم ثلاثة

·    رقم أربعة

·    رقم خمسة

إستراتيجيات القوة والفرص إستراتيجيات القوة والأخطار
‏ نقاط القوة

·    رقم واحد

·    رقم اثنين

·    رقم ثلاثة

·    رقم أربعة

·    رقم خمسة

1.   أفضل الإستراتيجيات والتي يجب البدء بتطبيقها فوراً لبناء قوة جديدة للمنفذية. هذه الإستراتيجيات تبنى على نقاط القوة الداخلية والفرص الآتية من الخارج 1.    هذه الإستراتيجيات تستخدم نقاط القوة لدرء الأخطار
إستراتيجيات الضعف والفرص إستراتيجيات الضعف والأخطار
نقاط الضعف:

·    ‏ رقم واحد

·    رقم اثنين

·    رقم ثلاثة

·    رقم أربعة

·    رقم خمسة

1.    هذه الإستراتيجيات تستخدم فرصاً خارجية للتعويض عن نقص داخلي 1.   هذه الإستراتيجيات هي ألأضعف. إنها إستراتيجيات دفاعية تهدف إلى تحسين الوضع في أسرع وقت ممكن للإنتقال إلى وضع أفضل.

ترقية الحياة أو تنمية الحزب

رب سائل: “إنك تقول إن العنوان العريض لخطة عمل المنفذية هو “ترقية الحياة”. هل تريد أن تحولنا إلى جمعيات خيرية؟ هل تريد أن تحولنا إلى “كاريتاس”؟ أليس هدف المنفذيات هو النمو بالحزب في المتحدات واستقطاب الشباب؟ والجواب هو “بلى”، طبعاً. ولكن ليس هناك من تناقض بين ترقية الحياة في المتحد وتنمية الحزب. بل إن العملين متكاملان. وغني عن القول إن النجاح في ترقية الحياة سوف ينعكس نجاحاً للمنفذية في استقطاب أعضاء جدد للحزب، وفي زرع الوجود القومي الاجتماعي في قلب المتحد بحيث يشعر الناس أن في التفافهم حول الحزب وخطته وانتمائهم إليه إفادة عملية لهم.

لا نعتقد أننا نغالي في أن الحياة في معظم المتحدات السورية، خاصة في لبنان، تدور حول مؤسسات مذهبية متراصة قابضة على نواحي الحياة. فالطفل يولد في مستشفى الطائفة ويذهب إلى مدرستها، ثم إلى جامعتها، أو جامعة كبرى بتزكية من عميد الطائفة. ثم يجد عملاً بناء على توصية منه، وحين يمرض يستشفي في مستوصفاتها، وحين يموت يدفن في مدافنها.

هذه المؤسسات هي التي تمتص حيوية الأمة عبر زرع الحواجز المذهبية بين أبناء المجتمع الواحد. وهذه هي عملية التغيير الكبرى التي على الحزب الانطلاق فيها. لا يكفي أن نزرع الفكر الجديد في نفوس الشباب. علينا تنمية المتحدات اقتصادياً ونفسياً وثقافياً وإبداعياً أيضاً.

خلاصة

لقد شرحنا في هذا الفصل أهمية النظرة والغاية في وضع سياسات المؤسسة. كما شرحنا بنية المنفذية والعلاقة التي تقوم بين المؤسسات الخمس التي تدير شؤونها. كما عددنا المجالات الحيوية التي يجب على لجان المديريات ومجلس المنفذية وضع دراسات حولها وتقديمها إلى الهيئات المختصة، بحيث يصار إلى التداول فيها جميعاً ما بين المديرين وهيئة المنفذية وهيئات المديريات ولجانها للخروج بخطة استراتيجية للمنفذية تتراوح مدة تنفيذها ما بين السنتين والخمس سنوات، ويرافقها عدد من الخطط التنفيذية مع ميزانيات تفصيلية لكل منها. هذه الميزانيات، مع المصاريف والمداخيل العامة الأخرى، هي التي تتشكل منها ميزانية المنفذية مروراً بالضرائب المحلية التي على المنفذية فرضها على الرفقاء والأعمال التابعة لهم لكي تتمكن المنفذية من تنفيذ خطتها.

(في الحلقة القادمة: “خطة التغيير”).

في هذا العدد<< أي نظام عالمي جديد؟في الإدارة >>
0 0 votes
Article Rating

You may also like...

Subscribe
نبّهني عن
guest
2 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
وجدي
وجدي
7 سنوات

تحليل رائع، وهوفعلاً ما ينقص العمل الحزبي، وهو وضع دراسات لكل متحد(مديرية أو مفوضية) تتناول كافة شؤونه وتترافق، كما ذكرت، مع عملية تنمية الحزب..
مسألة “المسح البيئي” ليست واضحة بشكل تام، أعتقد أنها تحتاج للتوسع أكثر بها، وشرح أكثر لمعنى مفرداتها، أي تعريف معنى نقاط الفوة والضعف وكيفية تحديدها… وخاصة مسألة “الفرص الخارجية” والمقصود منها..

أسامة عجاج المهتار
7 سنوات

شكرا، سوف اتوسع في شرح عملية مسح البيئة في المقالات التالية.