1

خفايا المدن “المفقودة” تستكمل تاريخ سورية

نص محاضرة ألقيت في الندوة الثقافية لمجموعة إعادة البناء عبر تقنية “زووم” بتاريخ 2021-01-20.

تظل عملية كتابة تاريخ سورية الطبيعية، وفق منهج علمي وموضوعي، مفتوحة على احتمالات عدة قد تبدّل أو تعدّل أو حتى تناقض ما هو متداول حتى الآن. لكن الأكيد أن الكتابة التاريخية تضيف إلى مصادرها حقائق ثابتة مع كل كشف آثاري جديد، وبالتالي تغتني معارفنا ويتعزز وعينا ويترسخ وجداننا الاجتماعي الذي هو قاعدة الإيمان بالهوية القومية. ويمكننا القول إن المكتشفات الآثارية في الهلال الخصيب خلال القرن الماضي تحتّم على المؤرخين إعادة النظر في سردهم التاريخي، بل والتخلي عن نظريات ثبت بطلانها بعدما أتاحت لنا الألواح الطينية المسمارية كماً هائلاً من المعلومات “المعاصرة” لحوادث التاريخ منذ الألف الرابع قبل الميلاد.

تعاني حقبات التاريخ السوري بشكل عام من فجوات غير واضحة المعالم، خصوصاً بعد سيطرة الدولة الفارسية الإخمينية بقيادة قورش الكبير سنة 539 ق.م. على الجناح الشرقي للهلال الخصيب. فقد باتت مصادر المعلومات بأيدي الغزاة الفرس، ثم جاء الإغريق ومن بعدهم الرومان. ووصل “التشويه” مع اليونانيين والرومان حداً مبالغاً فيه، على أساس أن التاريخ يكتبه المنتصرون! وقد تعرضت سورية على مدى قرون لغزوات واحتلالات أفقدتها سيادتها على نفسها… وعلى تاريخها بطبيعة الحال!

وهذا ما أدركه أنطون سعاده، مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي وزعيمه. يقول في محاضرة ألقاها سنة 1933: “إذا لم نقم بشأن تاريخنا فلا شأن لنا في التاريخ. والأمة التي لا شأن لها في التاريخ لا شأن لها بين الأمم”.(1) وكان قد أكد على أهمية التاريخ من خلال المبدأ الأساسي الرابع من مبادئ الحزب: “الأمة السورية هي وحدة الشعب السوري المتولدة من تاريخ طويل يرجع إلى ما قبل الزمن التاريخي الجلي”. ثم يأتي المبدأ الأساسي السابع ليوسّع الإطار التاريخي إلى المستويات الثقافية: “تستمد النهضة السورية القومية روحها من مواهب الأمة السورية وتاريخها القومي والسياسي”.(2)

وفي شرحه للمبدأ الأساسي الخامس الذي يحدد جغرافية الأمة السورية، أوضح سعاده التالي: “وإن اقتسام البيزنطيين والفرس سورية فيما بينهم، وإقامة الحواجز السياسية بين سورية الشرقية وسورية الغربية عرقل كثيراً، وإلى مدة طويلة، عودة النمو القومي ودورة الحياة الاجتماعية والاقتصادية، ونتج عن ذلك إبهام في حقيقة حدود سورية”. وأضاف: “وزاد الطين بلّة هجوم الصحراء ودخولها في تجويف الهلال السوري الخصيب، بعامل تناقص السكان وتقلّص العمران بسبب الحروب والغزوات، وبعامل قطع الغابات وتجريد مناطق واسعة جداً من البلاد من حرجاتها. وإنّ عدم وجود دراسات سابقة، موثوقة في أسباب زيادة الجفاف في تجويف الهلال السوري الخصيب وتناقص العمران فيه ساعد على اعتبار التمدّد الصحراوي حالة طبيعية دائمة، الأمر الذي أثبت بطلانه تحقيقي الأخير”.(3)

كتب سعاده هذه العبارات قبل حوالي ثمانين سنة، يوم كانت البحوث الآثارية السورية تسير خطواتها الأولى للتحرر من الهيمنة الغربية على علم الآثار، وعلى العلوم الأخرى المرتبطة به مثل التاريخ. ونحن نستطيع تحديد ثلاث مسائل إنطلاقاً من المقتطفات المذكورة أعلاه:

أ ـ وحدة الشعب السوري، أي المزيج المتجانس على مرّ التاريخ.

ب ـ الوحدة الروحية والفكرية للسوريين منذ مطلع التاريخ.

ج ـ وحدة جناحي الهلال الخصيب، والتفاعل بين المدن والممالك المحلية.

ولا ندّعي في هذا البحث المختصر أننا على دراية بكل جديد تكشف عنه التنقيبات الأثرية في الأنحاء السورية المختلفة. لكن ما رصدناه خلال السنوات القليلة الماضية، ومن ضمن المجالات المتاحة لنا، يؤكد المنطلقات القومية الاجتماعية في فهم التاريخ السوري القديم. وسيكون تركيزنا في هذه العجالة على المدن المفقودة التي غالباً ما تختزن ألوف الألواح الطينية المسمارية بكل محتوياتها الاقتصادية والأدبية والدينية والاجتماعية… أي أنها تشكل سجلاً تاريخياً لا يرقى إليه الشك.

نبدأ من متحف السليمانية في شمال العراق. الزمان ربيع العام 2011. ذات يوم جاء إلى المتحف رجل يحمل حوالي 90 لوحاً طينياً بالخط المسماري، معظمها سليم لكن بعضها مهشم. وقد عرضها للبيع بمبلغ 800 دولار. ومن المعروف أن الغزو الأميركي للعراق العام 2003 أدى إلى موجة واسعة من نهب الآثار والتنقيب غير الشرعي وتهريب المكتشفات إلى السوق االسوداء. ولذلك أعطيت المتاحف والمؤسسات الثقافية العراقية تعليمات خاصة بعدم طرح الأسئلة على كل من يقصدها لبيع ما معه من تحف، حتى لا يذهب هؤلاء إلى تجار الآثار فتختفي القطع إلى الأبد.(4)


تفحص الدكتور فاروق الراوي، المتخصص بالآثار في المتحف، الألواح المعروضة للبيع. ومع أن عدداً منها كان مزوراً، إلا أن الغالبية العظمى أصلية وذات أهمية خاصة. لذلك أعطى أوامره بدفع المبلغ المطلوب من دون أية مساومة. وبعد تنظيفها بعناية فائقة، عكف الراوي على دراسة نصوصها مع الباحث البريطاني أندرو جورج. وتبيّن لهما بعد سنة من العمل الدؤوب أن المجموعة تعود إلى العام 2000 ق. م. تقريباً. وتكمن أهميتها بعد فك رموزها في مسألتين: الأولى أن أحد الألواح يتضمن مقاطع من “ملحمة كلكامش” تسد النقص الموجود في العامود الخامس. والمسألة الثانية أن الألواح جاءت من مدينة آثارية ما تزال مجهولة الموقع حتى الآن. وهذا يعني أن لصوص الآثار والمنقبين غير الشرعيين سبقوا العلماء في الوصول إلى أطلال تلك المدينة ونهبوا محتوياتها!

ليست هذه المدينة وحدها التي ما زالت مفقودة حتى يومنا هذا. مدينة أكاد، عاصمة أول أمبراطورية وحّدت الهلال السوري الخصيب بقيادة سرجون الأكادي، غير معروفة الموقع. وكذلك أريدو، إحدى أقدم المدن السومرية في جنوب العراق، عجز العلماء عن تحديد مكانها. وتضمنت سجلات إيبلا أسماء عدة مدن لا أحد يعرف أطلالها. وفي شمال الجمهورية السورية منطقة تعرف بـ”المدن المنسية” تضم حوالي 500 موقع (تعود إلى أزمان متفاوتة)، بعضها محفوظ وبعضها الآخر مجرد خرائب للرعيان والقطعان. وهي تمتد من حلب إلى جبل الزاوية إلى حوض العاصي.

لماذا نعطي أهمية كبيرة واستثنائية لهذه المكتشفات، ولمحاولات العثور على المدن الراقدة تحت ركام آلاف السنوات؟ الجواب ببساطة هو أن التاريخ السوري المنشور حالياً خاضع إجمالاً لمفاعيل التجزئة الكيانية. وينسحب الأمر نفسه على السواد الأعظم من المؤرخين. وكما قسّمت اتفاقية سايكس ـ بيكو الجغرافيا السورية، فإن عقلية سايكس ـ بيكو قسّمت التاريخ السوري… ومستمرة في تقسيمه.

من هنا أهمية الكشف عن المدن المفقودة، وضرورة فك رموز الألواح الطينية المسمارية ونشر محتوياتها، لأنها سجلاتنا الأصيلة والصادقة. ذلك أنه حتى مطلع القرن الماضي كان هناك انطباع بوجود قطيعة حضارية وثقافية تفصل بين الجناحين الشرقي والغربي في الهلال الخصيب. وكان سعاده قد عاد مرّة أخرى إلى هذا الموضوع في المحاضرة الخامسة (15 شباط 1948) قائلاً: “يشير نص التعاليم هنا إلى البقعة الكبيرة الصحراوية الممتدة ما بين الفرات وبردى والأردن، المعروفة بالصحراء السورية أو البادية السورية. فهذه الصحراء التي تبدو كأنها لسان من العُربة، من الصحراء العربية، ليست صحراء بكامل معنى الكلمة. إنّها مجرّد قفر من النبات والعمران. وقد ساعد انحطاط الثقافة والتمدّن السوريين من جراء فقد السيادة السورية، وتغاور البلاد بالفتوحات، وقطع الغابات في المناطق المجاورة، جفاف الصحراء العربية على الامتداد إلى هذه البقعة الخالية من الأنهر (…). أما الصحراء السورية فهي بادية ترابية صالحة للفلح والزرع، ولم تكن في غابر عهدها جرداء كما تبدو اليوم. ولكن ازدياد الجفاف في الصحراء العربية وتخريب الحضارة السورية بالفتوحات البربرية تعاونا على تجريد هذه البقعة الكبيرة من النبات. مع ذلك فهي صالحة لاستعادة الخضرة بنهوض الثقافة السورية والعمران السوري من جديد. ووسائل الرّي من دجلة والفرات تفتح مجال إمكانيات زراعية عظيمة لهذه البقعة…”. (5).

وقد أثبتت التنقيبات الآثارية في الكيانات السورية خلال القرن الماضي، خصوصاً في الجمهورية السورية والعراق، أن الوحدة الحضارية والاجتماعية والاقتصادية لمنطقة الهلال السوري الخصيب كانت أمراً واقعاً في عصر الأمبراطوريات الأكادية والبابلية والأشورية. كما أسقطت الكشوفات الآثارية المتتالية نظرية القطيعة بين جناحي الهلال الخصيب، وأكدت في الوقت نفسه على أن نهر الفرات شكل (وما زال يشكل) شريان التفاعل الحيوي بين الشرق والغرب وصولاً إلى سواحل البحر السوري (الأبيض المتوسط).

في سنة 1933 تم الكشف صدفة عن أطلال مدينة ماري قرب دير الزور. وأظهرت التنقيبات أنها كانت مركزاً لمملكة كبيرة ازدهرت منذ سنة 3100 ق.م. إلى أن سقطت بيد حمورابي حوالي 1700 ق.م. وعُثر بين الأنقاض على كمية كبيرة من الألواح الطينية، أدت المعلومات التي تضمنتها إلى تغيير أساسي في قراءة تاريخ العلاقة بين جنوب وادي الرافدين ومناطق الفرات الأوسط. وقد أصدر عالم الآثار الفرنسي جان كلود مارغيرون كتاباً مهماً عنها عنوانه “ماري عاصمة الفرات”.(6) وما يعنينا هنا الجانبان التاليان:

أ ـ كانت ماري وسيطاً تجارياً، ونقطة تواصل وتفاعل بين شرقي الهلال الخصيب وغربيه. أي الوحدة الاقتصادية.

ب ـ استعمال الخط المسماري، وتبني الآداب والأساطير والمعتقدات السومرية والأكادية والبابلية. أي الوحدة الثقافية.

وفي هذا السياق تجدر الإشارة أيضاً إلى مدينة ترقا الأثرية الواقعة إلى الشرق من دير الزور، وتعود إلى الألف الثالث ق.م. فقد كانت في منتصف الطريق بين ماري وأكاد. وعندما سقطت ماري، تولت ترقا ملء الفراغ، وواصلت القيام بدور صلة الوصل مع وادي الرافدين.


ثم جاء إثبات جديد على وحدة الحياة في أنحاء سورية عندما بدأت بعثة سورية ـ إيطالية برئاسة باولو ماتييه التنقيب في تل مرديخ قرب حلب سنة 1964، من دون أن تكون هوية المدينة الدفينة معروفة. لكن بعد أربع سنوات من الجهود غير “المثمرة”، عثرت البعثة على قاعدة تمثال تحمل نصاً مسمارياً يؤكد على أن الموقع هو مدينة إيبلا التي ورد ذكرها مراراً في سجلات ماري وأشور وبابل. وفي سنة 1978 أعلن رسمياً أن البعثة وصلت إلى أنقاض القصر الملكي، ووجدت فيه غرفة خاصة لحفظ سجلات المملكة (الأرشيف). ووقف المنقبون مذهولين أمام آلاف الألواح الطينية بالخط المسماري، مرتبة بعناية وقد حافظت عليها النيران التي أحرقت القصر! ومع أن ترجمة نصوص ألواح أيبلا تسير ببطء ملفت للنظر، إلا أن ما ظهر منها حتى الآن يؤكد أن المدى الحيوي لمملكة إيبلا شمل ضفاف الفرات الأوسط وصولاً إلى البحر السوري (الأبيض المتوسط).

ومع أن التنقيبات اللاحقة لم تعطنا مكتشفات على مستوى ماري وأوغاريت وإيبلا، إلا أنه يحدث بين الحين والآخر أن يعثر العلماء على ما يضيء جوانب غامضة من تاريخنا. ففي سنة 1987 تم العثور على مكتبة بابلية في مدينة سيبار (جنوب العراق) تضم 2500 لوح مسماري، ما زال العمل مستمراً لفك رموزها وترجمتها. وفي مطلع سنة 1990 أعلنت البعثة العراقية ـ الفرنسية أنها عثرت على منزل كامل البناء في منطقة العويلي (تبعد 300 كلم إلى الجنوب من بغداد). وميزة هذا المنزل أنه يعود إلى ستة آلاف سنة ق.م. وقال الباحث الفرنسي ريجيس فاليه (7) إن هذا الاكتشاف يزيد ألف سنة على بدء الحضارة السومرية، التي كان يُعتقد بأن أقدم معالمها يعود إلى 5280 ق.م.

على صعيد آخر، وفي مطلع العام 1993، أعلن الدكتور توماس هولاند، الذي كان يرأس فريقاً للتنقيب في المناطق الشمالية الشرقية من الجمهورية السورية، عن اكتشاف تمثال لحصان مدجن عمره 4300 سنة. وهذا يثبت أن تدجين الخيل في الهلال الخصيب أقدم بكثير مما كان يُظن سابقاً. فقد كان من المتعارف عليه حتى ذلك الوقت أن تدجين الخيل حصل قبل 3800 سنة، في حين أن الكشف الجديد أرجعه إلى الوراء 500 سنة على الأقل. لكن أهم ما صرّح به هولاند (8) أن تل السويحات الذي تجري فيه التنقيبات “كان على ما يبدو مركزاً مهماً للتبادل التجاري بين الأمبراطورية الأكادية في الشرق ومدينة أيبلا الواقعة في الغرب”.

وفي تشرين الثاني سنة 1993، أعلن علماء الآثار (9) عن كشف مهم هو عبارة عن مدينة مجهولة تم العثور عليها في تل البيدر الذي يبعد عن دمشق بحوالي 500 كلم إلى الشمال الشرقي. وقدّر العلماء عمر المدينة بحوالي 4400 سنة. وعثروا فيها على أرشيف إداري ضخم يوضح العلاقات القديمة بين وادي الرافدين وشرقي حوض البحر الأبيض المتوسط في تلك المرحلة الموغلة في القدم. وأظهرت الألواح الطينية بالخط المسماري أن ثقافة المدينة هي مزيج بين الثقافة السومرية من جنوب وادي الرافدين وثقافة مناطق شرقي المتوسط. وتغطي الألواح الشؤون الإدارية التجارية، وتتضمن إشارات إلى العلاقات مع المدن الأخرى.

كما أوردت الألواح الطينية أسماء مدن جديدة لم تكن معروفة من قبل لدى علماء التاريخ القديم والآثار. وكشفت دراسة محتويات الألواح عن أن سكان هذه المدينة استخدموا تقويماً خاصاً بهم يختلف عن تقويم السومريين والمتوسطيين. وقال المنقب الدكتور مارك ليبوMarc Lebeau إن المدينة يمكن أن تعتبر “الحلقة المفقودة” بين الحضارة السومرية ـ الأكادية في جنوب ما بين النهرين (الجنوب الشرقي) وحضارة أيبلا وشرقي المتوسط إلى الغرب.

وما زلنا نقرأ عن اكتشافات أثرية جديدة بين الحين والآخر، على الرغم من الأوضاع الأمنية التي تعصف بكيانات الأمة. في سنة 2018 عثرت بعثة فرنسية على مدينة أثرية عند سفح سلسلة جبال زاغروس على الحدود مع إيران. وفي الوقت نفسه تقريباً، كشفت بعثة ألمانية عن مدينة أثرية في شمال العراق. ومن الطبيعي أن دراسة المكتشفات وإعلان النتائج يحتاجان إلى بعض الوقت.

إن هذه الاكتشافات، وما يمكن أن تفصح عنه تنقيبات الأيام المقبلة، تعزز النظرية التي تقول إن الفرات كان حاضنة لنشوء وازدهار مدن عدة على ضفافه منذ الألف الثالث ق.م. وفي الوقت نفسه كان شريان تفاعل حضاري من جنوب وادي الرافدين باتجاه الغرب. فإذا كانت الظروف الصعبة التي مرت على الأمة أتاحت لسايكس الإنكليزي وبيكو الفرنسي أن يمزقا أوصال الجغرافيا السورية، فإن الكشف عن المدن المفقودة وترجمة الألواح الطينية يساهمان على الأقل في صياغة تاريخنا القومي ووضعه أمام أجيالنا الطالعة.

الهوامش:

1 ـ “الأعمال الكاملة ـ الجزء الأول”. صفحة 399.

2 ـ المرجع السابق، صفحة 378.

3 ـ المرجع السابق، الجزء السابع. صفحة 320.

4 ـ تقارير إعلامية في عدد من المحطات التلفزيونية: “الجزيرة” و”بي بي سي”. أيار 2012.

5 ـ “الأعمال الكاملة ـ الجزء الثامن”. صفحة 69.

6 ـ Jean-Claude Margueron: Mari, The Metropolis of The Euphrates.

7 ـ جريدة “الحياة”، لندن في 17 شباط 1990.

8 ـ جريدة “الحياة”، لندن في 5 كانون الثاني 1993.

9 ـ جريدة “إندبندنت” البريطانية، 23 كانون الأول 1993.