1

توسع الحزب السوري القومي الاجتماعي في سوريا -جيسي ماكدونالد

Translated by Adel Beshara

قام بالترجمة العربية عادل بشارة

ماذا يحمل المستقبل للجماعات السياسية العاملة على المسرح السوري؟ إن وفرة الميليشيات الموالية، وما إذا كانت تندرج تحت مظلة الحكومة المركزية في دمشق، أمر يستحق المراقبة. ومع ذلك، هناك قوى ممثلة سياسياً ظلت مطيعة دون أن تبتعد كثيراً خارج اطار النظام. هناك مجموعة على وجه الخصوص تتطور بسرعة كبيرة على المستوى الشعبي الا وهي “الحزب السوري القومي الاجتماعي”، وهو موضوع هذا المقال.

الآن، هناك فصيل من الحزب السوري القومي الاجتماعي انضم في البداية إلى المعارضة، بما في ذلك رئيسه علي حيدر، الذي هو حاليا وزير المصالحة الوطنية (وزارة بالغة الأهمية). هذا الانقسام، المعروف باسم كتلة الانتفاضة، لم يسبب الكثير من الازعاج (كما يتضح من تعيين علي حيدر). في الواقع ، نقل عن حيدر قوله إنه يعارض الانفصال الكامل عن النظام لأن ذلك ينطوي على انفصال عن قاعدته الشعبية. ونتيجة لذلك ، يبدو أن مقرالحزب (الروشة) في بيروت وحيدر في دمشق قد تصالحا، وهو عمل ضروري اذ أن الاثنين متحدا في وقوفهم مع الأسد.

سوف تسلط هذه الدراسة الضوء على تأثير الحزب السوري القومي الاجتماعي المفاجئ في سوريا منذ بداية الحرب، الامر الذي يعود جزئيا إلى علاقته مع كل من نظام الأسد وحزب البعث. ويستكشف إمكانية وجود شكل من أشكال الشراكة المتماسكة بين الحزب القومي وحزب البعث في السنوات القادمة – شراكة ناتجة عن ضرورة الحفاظ على الحلف بينهما خلال هذه المرحلة الحساسة. بعد ذلك ، سيتم عرض العديد من المناطق في سوريا حيث ازدهر الحزب السوري القومي الاجتماعي، وصولا” الى طبيعة الاتصالات بينه وبين حزب الله وروسيا.

قوة الحزب السوري القومي الاجتماعي

من المفارقات أن إحدى الخصائص التي اضرت بـالحزب السوري القومي الاجتماعي في الماضي، وبالتحديد المنافسة مع حزب البعث، قد تكون في واقع الأمر من الفوائد الثمينة للمستقبل. كان الحزبان قريبين (يعود ذلك إلى الأربعينيات)، ولكن في نهاية المطاف تم حظرالحزب السوري القومي الاجتماعي في سوريا من عام 1955 حتى عام 2005. وقد انبثقت المنافسة السابقة في الغالب من أوجه التشابه التي تعارض العداء الصريح القائم على تناقضات صلبة متجذرة في جوهرها. تنافس كلاهما على الأعضاء الذين غالبًا ما بدّلوا انتماأتهم الحزبية. أن الحرب تقرب المنافسين السياسيين التاريخيين الى بعضهم البعض عندما يكون هناك حاجة ماسة لحلفاء.

لطالما كان الأسد أقرب إلى الجانب القومي السوري في رؤيته للعروبة مقارنة مع الذين ما زالوا يركزون على بعثية ميشال عفلق التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، والأهم، هو ان العديد من المجموعات السياسية السورية ذات الميول الأولية لـلحزب السوري القومي الاجتماعي كانت قد اندمجت في حزب البعث. أحد الأمثلة على ذلك أكرم الحوراني- شخصية بارزة في السياسة السورية وأحد أعضاء الحزب السوري القومي الاجتماعي الأول. ساعد أكرم في تأسيس حزب الشباب الوطني، ليصبح قائداً له في عام 1939. ولكن، في يناير 1950، بعد ان فشلت المفاوضات من أجل التعاون مع الحزب السوري القومي الاجتماعي، حوّل الحوراني حزب الشباب الوطني إلى الحزب الاشتراكي العربي وثم دمجه مع حزب البعث في عام 1953.

مزيد من التشابك

غسان جديد، عضو قيادي في الحزب السوري القومي الاجتماعي في الاربعينات والخمسينيات من القرن الماضي، ارتفع إلى منصب عميد الدفاع  في الحزب في عام 1954. شقيقه صلاح، دفع بولاءه بالبداية إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي قبل ان يتحول إلى البعث في الخمسينيات. كان صلاح الجديد، الى جانب حافظ الأسد، أحد أعضاء اللجنة العسكرية السرية التي تمكنت من قذف البعث إلى السلطة في سوريا.

تزوج حافظ الأسد من أنيسة مخلوف الأسد ، والدة بشار، التي كانت عضواً ناشطاً في الحزب السوري القومي الاجتماعي قبل زواجها من حافظ. وكان شقيق أنيسة،محمد، عضوًا أيضًا، وأعلن أحد أبنائه، رامي مخلوف، مؤخرًا أنه عضو في الحزب منذ عام 2013. ويعتبر رامي مخلوف أغنى رجل في سوريا مع تأثير كبير على قطاعات متعددة من المجتمع السوري. وغني عن القول أن إضافته ستكون دفعة كبيرة لدور الحزب السوري القومي الاجتماعي في السنوات القادمة. كان إعلان الدعم من قبل شخصية من حجم رامي قد لا يسبرغوره قبل سنوات.

وحدة بين البعث والحزب السوري القومي الاجتماعي؟

كما تطرقت إلى حد ما أعلاه، مثل هذا التحول في الولاء ليس مذهلاً بالنظر إلى تداخل مصالح الطرفين بطرق عديدة. إن الدفاع عن العلمانية، وتبني وجهات نظر مناهضة للصهيونية، وجذب الأقليات، والدفاع عن سلامة الأمة السورية بحماس، هي بعض السمات المشتركة التي ادت الى التقارل بين هذين الحزبين. إن الانصهار سويا وراء رؤية متطابقة لسورية، وبالنظر إلى السهولة التي يستهدف بها كل من الحزبين شبكات الدعم المماثلة، يمنح البعث والحزب السوري القومي الاجتماعي درجة معينة من المرونة لتوحيد القوى. وفي هذا الصدد، أي “اندماج” محتمل سيكون لصالح البعث ولكن، في الوقت نفسه، سيمنح الحزب السوري القومي الاجتماعي وقتا قيما لجذب أتباعهم وإعادة تأسيس نفسه في المجتمع بعد خمسين عاما على الهامش. هذا يعطي المسؤولين الكبار في معسكر الأسد/مخلوف وسيلة للتعاون أكثر مع حليفهم الحزب السوري القومي الاجتماعي للحفاظ على اوضاعهم دون تعطيل للموارد او الشؤون اليومية لإدارة البلاد. وقد يحدث انتقال سلس للغاية حتى لو لم يكن هناك إعلان رسمي أو إجراء قانوني يجعله رسميًا.

نشاط الحزب السوري القومي الاجتماعي في سوريا منذ الثلاثينيات من القرن الماضي ومشاركته في تاريخ طويل مع حزب البعث يضعه في موقع فريد. هذا حزب يقدم للسوريين تراث غني من الأدب مقرونا بوفرة من المنشورات التثقيفية تصلح ان تكون أساسًا لمخاطبة الأجيال القادمة. وقد سمح ترابطه في المشهد السياسي من خلال بنية تنظيمية قائمة بالفعل بتسريع وصوله إلى المجموعات السورية. ولا يقتصر الأمر على علم النظام بأنشطته، بل يشارك بكل قوة في بعض احتفالاته كالتي تقام لتكريم الجنود السوريين الذين لقوا حتفهم، والندوات الثقافية، وفتح المكاتب، والحلقات الاذاعية، كما سنبين أدناه. وبالرغم من ان مسؤولي حزب البعث يحددون طبيعة مشاركتهم في هذه الاحتفالات، تظهر المشاركة بحد ذاتها مستوى من التفاهم بين الطرفين. وما يعزز الثقة بينهما أكثر هو قتال النظام جنبا إلى جنب مع ميليشيات “نسور الزوبعة”.

الحزب القومي يبسط اجنحته

على مدى العامين الماضيين، عزز الحزب السوري القومي الاجتماعي وجوده بشكل كبير في جميع أنحاء سوريا، لا سيما في حمص وحماة، ولكن أيضا في اللاذقية ودمشق وضواحيها. ويتركز نموهه في هذه المحافظات في المقام الأول على البلدات والمدن التي تسكنها الأقليات ، لكن هذا لا ينبغي أن يزيل حقيقة أن الحزب يتوسع فعلا حتى انه غدا ثاني أكبر حزب في سوريا بعد حزب البعث.، يبدو أن الحزب السوري القومي الاجتماعي قادرة على تحقيق هذا النمو بالتنسيق مع النظام ، ليس على الرغم من أي تمرد بسبب ضعف النظام أو عدم قدرة النظام على التصرف.

يقع معقل الحزب السوري القومي الاجتماعي في حمص في الحي القديم من المدينة. هنا ، أعضاء الحزب يسيطرون بشكل كامل على مناطق معينة، حتى يقومون بإجراءات أمنية ويديرون نقاط التفتيش. ويقوم رجال الحزب المسلحين بفحص السيارات بحثًا عن المتفجرات وبحراسة احتفالات الحزب. هذه الأعمال تشير إلى الثقة في النظام والسكان المحليين.

ومع ذلك ، فإن مثل هذه الحرية الساحقة لحزب كان محظورا” حتى عام 2005 لا يبدو أنه يهدد النظام. بالعكس، ان النظام يفوض السلطة إلى شريك موثوق به ، حتى الآن لا يتحدى الأسد أو يتحايل على سلطته. وفي الواقع ، يشارك الطرفان معا (البعث والقومي) في الخطب واللقاءات والندوات وألاحتفالات السنوية في المدينة.

ولدى الحزب القومي العديد من المؤيدين في وادي النصارى (وادي المسيحيين) غرب حمص وأيضاً في مدينتي صدد والقريتين، حيث من المرجح أن ألاعضاء مندمجين بالوحدات التابعة للجيش السوري في هاتين المدينتين. ولكن، هناك مؤشرات تدل على أن صدد يسيطر عليها بالكامل المقاتلون المحليون في الحزب. ومع ذلك ، فإن حرية الحزب القومي في العمل، غالباً مع أعضاء حزب البعث، هو حقًا امر لافت للنظر.

في محافظة حماه، يتواجد الحزب القومي في مدن محردة والسقيلية والسلامية ، حيث يشارك المقاتلون في المعارك على جبهة الريف الشرقي للمقاطعات. محردة وسقيلابية ، في شمال حماه، كانا على الخطوط الأمامية لسنوات وكان مقاتلو الحزب مع القوات الحكومية تقود الهجومات على مواقع المتمردين المتمركزة في البلدات المجاورة (مثل حلفايا). شهدت مدينة السلمية (مسقط رأس الخلافة الفاطمية) حصتها من الهجمات مع رجال الإسماعيليين المحليين الذين انضموا إلى الحزب القومي للدفاع عن مدينتهم. وبالتالي، بما أن المقاتلين مع الحزب القومي في هذه المدن الثلاث هم في الغالب من السكان المحليين، فان الحزب اصبح، مع انحسار الخطر، في موقع مترسخ للقيام بادارات البلديات. وفي نوفمبر الماضي، افتتح الحزب مركزًا للإذاعة في محردة، ولكن كان لديه مكاتب تخدم الاحتياجات المحلية لبضع سنوات في هذه المواقع الثلاثة.

وللحزب القومي نشاط مميز أيضا في مدينة اللاذقية، حيث يستضيف مباريات رياضية، ورحلات للشباب، وندوات تدريبية. محافظة اللاذقية هي من العلويين، وبالتالي معقلا” للأسد. لذا فإن أنشطة الحزب القومي في هذا المجال هو امر يجب الانتباه إليه. وأخيراً ، فإن للحزب وجود بارز في ريف دمشق وضواحيها، بالاخص في معلولا والزبداني وسعيدنايا (حارب النسور في هذه المدن الثلاث) الواقعة خارج العاصمة، وله مكتب في دمشق أيضاً. إن علم الحزب المترفرف بشكل علني في دمشق، حتى لو كان فقط من أجل التأثيرات المرئية، هو أمر مهم بالنسبة لحزب يبدأ في تذوق الحرية في ظل نظام بشار.

ولا يزال النظام، وهو المسؤول الاول عن تشكيل اللجان المحلية وتوزيع المهمات الأمنية، يسعى لضمان ووضع كل الحركات والقرارات تحت مراقبة الحكومة المركزية. في هذا الاطار، تتم التغييرات – مثل افساح مجال المناورة للمنظمات كالحزب القومي – من باب الضرورة. ولان النظام يدرك أنه لوحده لن يكون كافياً لضمان قوته، فالأسلحة المقدمة إلى للحزب القومي أو القرارات الحساسة تقع في نهاية المطاف على عاتق كبار المسؤولين في النظام.

قد يفسر هذا سبب قدرة الحزب القومي على: تنظيم المسيرات؛ وافتتاح مراكز اعلامية ومكاتب رئيسية في عدة مدن؛ وعقد الندوات؛ وإجراء دورات تدريبية في أيديولوجية الحزب وكذلك تمارين اللياقة البدنية؛ وتوزيع منشورات على المدنيين تعلمهم عن رسالة الحزب؛ وتنظيم حملات التبرع بالدم للقوات السورية، الخ. كل هذا يؤكد على ثقة النظام بالحزب القومي. إذا كان رامي مخلوف هو بالفعل عضو في الحزب القومي ، وبالنظر إلى تاريخ عائلته من الولاء للحزب، إلى جانب المصالح المتداخلة بين الحزب القومي وحزب البعث، فإن مثل هذه التطورات قد تكون مؤشراً مبكراً لتحالف جديد.

سيتوجه كبار المسئولين إلى الحزب الذي يحافظ على مصالحهم في حين أن الأفراد الطموحين الذين يتمتعون بالسبل سينطلقون بحثًا عن الرخاء. لعقود كان حزب البعث هو الخيار الوحيد. وبالتالي، انضم الناس اليه. اما اليوم فان الوضع في سوريا قد لا يسمح للبعث بالاستمرار كما كان قبل الحرب. ومن ثم، يمكن أن يكون الانجذاب أو الاندماج مع عناصر مختلفة من الحزب القومي خيارًا قابلاً للتطبيق للحفاظ على تقدم وضعهم.

تحالف الحزب القومي مع حزب الله في سوريا

نظراً لمكانة حزب الله الحيوية والبارزة في الحرب السورية، فإن ارتباط المنظمة بـالحزب القومي ذات صلة عند تحليل الدور الذي يمكن أن يلعبه الاخير ( الحزب القومي) في السنوات القادمة. إن التمسك بموقف سوري قومي، وإعادة السيطرة على المدن (الحزب القومي يحارب الى جانب الجيش وحزب الله للقيام بذلك)، والحفاظ على الهيمنة الاقتصادية بل وتوسيعها، وعدم التشويش على الإمدادت القادمة من دمشق الى حزب الله في لبنان٫ هي من أولويات الأسد.

لا يعتبر الحزب القومي، في الوقت الحاضر على الأقل، مصدر تهديد لهذه الأمور. لا توجد تقارير شفافة حتى الآن عن أعمال نهب أو عنف أو عصيان (التي تعاني منها العديد من ميليشيات النظام) في المناطق التي يتمتع فيها الحزب بأكبر قدر من النفوذ. ربما يشير هذا إلى درجة من الراحة من جانب النظام للسماح للحزب القومي بمزيد من الحرية. إن كسب ثقة حزب الله يساعد بالتأكيد. علاوة على ذلك، ان الحزب القومي في تحالف سياسي مع حزب الله في لبنان (8 اذار)، ويقاتل الطرفانجنبا الى جنب في بعض الأحيان في سوريا.

أمثلة عن الاماكان التي قاتل الحزب القومي وحزب الله معا” في سوريا

لا يوجد العديد من قوات سورية مستقلة تقاتل الى جانب الجيش العربي السوري وحزب الله، وبالتأكيد قوات تمثل في الوقت نفسه حزباً سياسياً. فيما يلي عدة مدن ومحافظات سورية إستراتيجية حارب فيها حزب الله والحزب القومي جنبا الى جنب. لن يتعمق هذا القسم من الدراسة في كل جبهة أو بلدة ، بل سيطلع القارئ بالمناطق ذات الأهمية، التي شهدت وجودًا أكثر استمرارًا للمقاتلين. لنبدأ بالمدينة التاريخية معلولا بالقرب من دمشق.

من المهم أن نتذكر أنه عندما اندلع القتال في معلولا في عام 2013 ، كان حزب الله يقاتل الى جانب الجيش السوري وأعضاء الحزب القومي للسيطرة على البلدة المسيحية القديمة. في سبتمبر من نفس العام، سيطر المتمردون المتحالفون مع ما كان يعرف باسم النصرة ، لفترة وجيزة على جزء من معلولا. ومع ذلك ، فقد تمكن حزب الله وحلفاؤه المذكورين أعلاه من استعادة السيطرة وطرد المتمردين. في هذا الوقت، عندما بدأ السكان ووساءل الإعلام بالتحقيق في ما حدث للتو، تعرض طاقم اذاعة المنارالى كمين وقتل البعض منهم. ومع ذلك ، فإن مثل هذه الحالات من التعاون تعزز حجة حزب الله وحجة نظام الأسد بأنهما حماة للأقليات.

كانت جبال محافظة اللاذقية منطقة مميتة بشكل خاص لنسور الزوبعة. إن الجبال الكردية (جبل الأكراد) وكذلك بلدات قباني وكينسابا هي العديد من المناطق الساخنة حيث وجد أعضاء من حزب الله والحزب القومي أنفسهم يقاتلون على نفس الجبهة. وفقا لوكالة أنباء فارس، في عام 2016 تم إرسال عدد كبير من التعزيزات من محافظتي طرطوس وحمص إلى ساحات المعارك في الشمال الغربي حيث تم استبدال العديد من صحراء الصقور (لواء صقور الصحراء) في جبل الأكراد. كان الحزب القومي احد المجموعات المكلفة بحماية الأراضي التي تم تحريرها. إلى جانب هذه الحماية، كان مقاتلو الحزب القومي نشيطين جداً في المعارك التي شهدها ريف اللاذقية.

بالإضافة إلى القتال الى جانب حزب الله في ريف اللاذقية، تمركز مقاتلو الحزب القومي أيضاً في منطقة القلمون، على طول الحدود السورية اللبنانية، بشكل أساسي في المعركة لاستعادة مدينة القريتين.اليكم ما يلي ما ورد في تقرير من وكالة أنباء فارس: “الفرقتين 81 و 120 من اللواء الثاني – بالتنسيق الوثيق مع الحزب السوري القومي الاجتماعي ودرع القلمون ولواء صقور الصحراء، حرر عدة مواقع من داعش بالقرب من مدينة القريتين الاستراتيجية في ريف جنوب شرق حمص. محافظة حمص جزء آخر من سوريا حيث للحزب القومي تواجد كثيف. بالتحدث مع أعضاء في مدينة حمص، يلعب الحزب دوراً اساسيا” في الحفاظ على الأمن، والتحقق من السيارات المفخخة، والتأكد من أن الخدمات الحيوية تعمل بشكل صحيح.”

في عام 2015 ، اندفع الجيش السوري للسيطرة على بلدة الزبداني الاستراتيجية. ووفقاً لتقارير إعلامية متعددة، كانت الوحدات المعنية تتالف من اللواء الثالث والستين من الفرقة الرابعة التابعة للجيش السوري، بالتنسيق مع حزب الله وقوات الدفاع الوطني والحزب السوري القومي الاجتماعي. كانت نسور الزوبعة في الغالب تتمركز في الأجزاء الشرقية من الزبداني كحصن ضد محاولات للتسلل إلى المدينة من قبل عناصر تابعة لجيش السوري الحر والنصرة وأحرار الشام . بينما كانت قوات الحزب القومي متمركزة في الشرق، كان حزب الله إلى جانب الجيش السوري، يقودان التقدم في الأقسام الغربية. على غرار التقارير الواردة من ريف اللاذقية ، تشير الدلائل إلى أن نسور الزوبعة كانت تتصرف أكثر كحماة للأرض المضمونة بدلا من قوة على الخطوط الأمامية للهجوم. ربما تكون هذه المناورة استراتيجية من نظام الأسد أو ربما يعود ذلك ببساطة إلى عدم وجود خبرة / قوة بشرية من أولئك الذين يقاتلون تحت شعار النسور.

اخيرا”، كلا الطرفين موجودان أيضا في محافظة حماه، على وجه التحديد ، في الريف الشمالي من المحافظة، في مدينة محرده بشكل خاص كونها نقطة محورية. تقع المدينة الإستراتيجية على طول الطريق السريع الذي يربط عاصمة المحافظة وتعد واحدة من أكبر المدن المسيحية في سوريا. هناك حضور واضح للحزب القومي إلى جانب وحدة من الدفاع الوطني. عندما تم شن هجمات من مدينة محردة ، لا سيما على بلدة حلفايا ، كانت نسور الزوبعة في الخطوط الأمامية إلى جانب مقاتلي حزب الله. وقد تمت معالجة وجود حزب الله في منطقة محردة بفضل رسالة قدمتها مجموعة تطلق على نفسها اسم “مسيحيون سوريون من أجل السلام”.

الصلة الروسية

لقد غير التدخل العسكري الروسي بالتأكيد ديناميكيات الحرب. بالإضافة إلى القيام بضربات جوية، يتمركز الجنرالات الروس على الأرض للمساعدة في صفقات المصالحة. هذا الجانب من الحرب، واللجان المحلية المشاركة في الحوار، فضلا عن محادثات السلام التي عقدت في أستانا وسوتشي حيث شارك أعضاء من الحزب القومي مع الجانب الروسي. علي حيدر (المذكور أعلاه)، القائد في الحزب القومي والمعارض منذ فترة طويلة للنظام، هو الآن وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية في سوريا، مما يجعله على اتصال داءم مع الروس. كما أنه من المحتمل جداً أن يتفاعل الجانبان اكثر بسبب قتال نسور الزوبعة الى جانب الجيش السوري.

في الآونة الأخيرة، عقد وفد مؤلف من ثلاثة أعضاء من الحزب القومي محادثات مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في موسكو. وركزت المحادثات على المؤتمر في سوتشي والمناورات العسكرية التركية بالقرب من عفرين. بالإضافة إلى ذلك، يعمل علي حيدر بشكل أوثق مع مركز التنسيق الروسي القائم في حميميم كفريق واحد لتعزيز المصالحات المحلية في جميع أنحاء سوريا. وقد شوهد مؤخراً مع الجنرال الروسي فيكتور بانكوف من اجتماع مركز التنسيق لأعضاء لجان المصالحة المحلية. علاوة على ذلك ، حصل مقاتلو نسور الزوبعة على ميداليات امتياز من وزارة الدفاع الروسية، وهذا مزيد من الأدلة على التحالف المتنامي بين الحزب القومي وقوة أخرى ذات تأثير على شؤون سوريا.

الخلاصة

لقد أصبحت سوريا تحت إدارة طبقة جديدة من رجال الأعمال الذين لهم علاقات مع الأسد ومخلوف. إن صفقات إعادة الإعمار لصالح هؤلاء الأفراد المتنفذين لن تعود بالنفع عليهم إلا على حساب المواطنين السوريين. وبينما لا يزالون يعملون تحت غطاء حزب البعث، ليس من المؤكد كيف سيخرج هذا الحزب من ندوب الحرب أو عملية إعادة الاعمار بعد اتفاقات السلام المحتملة. وبغض النظر عن ذلك ، فإن الحزب القومي له تاريخ متاصل مع العديد من وسطاء النفوذ، وهو أمر يستحق الاهتمام عند تحليل إمكانية الحزب المحتملة في استيعاب مسؤولي حزب البعث. مثل هذا السيناريو قد يرسم صورة تجديد شامل للمؤسسة السياسية، بينما في الواقع لن يتغير شيء كثير، على المدى القصير على الأقل.

ليس للحزب القومي علاقة وثيقة فقط مع الأسد ومخلوف، ولكن أيضا في الآونة الأخير، مع حزب البعث، بمعنى أن الأعضاء على دراية برؤية بعضهم البعض تجاه سوريا، وهي موجهة حالياً نحو تحقيق الاستقرار في الدولة السورية وتماسك المجتمع السوري. والحزب هو أيضا في موقع قوة يتفاوض على صفقات المصالحة مع المتمردين من خلال وزارة علي حيدر. يعتمد الأسد على صورة حيدر (وصورة الحزب القومي) كأشخاص معارضين لتبدو أكثر حياداً أثناء المفاوضات. علاوة على ذلك، يمتلك الحزب قوة مقاتلة نشطة (نسور الزوبعة) ، وسجل طويل من التواجد السياسي في سوريا، مما يساعد على تعزيز مكانته في المدن في جميع أنحاء البلاد. إن الصداقة الحميمة التي صاغها الحزب القومي مع حزب الله (وبالتالي مع إيران)، والآن مع روسيا، يضعه في المكان الملائم خلال هذه اللحظة الحرجة من تاريخ سوريا.

المراجع

–Al-Akhbar. “Hezbollah military investigation reveals who killed Al-Manar TV crew.” http://english.al-akhbar.com/node/19459

-Al-Akhbar. “Syria’s Ali Haidar: Both Sides Have Extremists.” http://english.al-akhbar.com/node/9716

-Fars News Agency. “Hezbollah Hits ISIL’s Military Positions in Lebanon’s Al-Qalamoun Region.” http://en.farsnews.com/newstext.aspx?nn=13950121000473

-Fars News Agency. “Syria: Thousands of Fresh Recruits Joining Army’s Imminent Operation in Idlib.” http://en.farsnews.com/newstext.aspx?nn=13941221000333

-McDonald, Jesse. “The SSNP’s Military: The Eagles of the Whirlwind & Their Emblem.” Syria Comment. www.joshualandis.com/blog/24853-2/

-Pipes, Daniel. “Greater Syria: The History of an Ambition.” Page 102.

-SANA. “Minister Haidar: We work with Russian coordination center in Hmeimem as one team to boost local reconciliations.” http://sana.sy/en/?p=121734

-Seale, Patrick. “Asad: The Struggle for the Middle East.” Page 63.

-Syria Times. “SSNP Politburo Member to ST: Sochi Congress Must be Based on Current Military Developments in Syria.”  http://syriatimes.sy/index.php/editorials/opinion/34516-ssnp-politburo-member-to-st-sochi-congress-must-be-based-on-current-military-developments-in-syria

-Syrian Christians for Peace FaceBook post on April 3, 2017. https://www.facebook.com/syrianchristiansforpeace/

-Zaman Al Wasl. https://www.zamanalwsl.net/index.php?url=news/article/47283